خلق واقع غياب لقاح فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19)، مرحلة جديدة من التعاطي مع الجائحة، تمثلت بالانتقال من اغلاق الحدود والمدن ومنع الحركة، الى التعايش مع الفيروس، ما تطلب تبني سلوكيات جديدة للافراد والمؤسسات.
عدة دول رفعت تدريجيا القيود التي فرضتها للحد من انتشار الفيروس، وتقليل عدد المصابين لتمكين انظمتها الطبية من التعامل معهم وتقديم الرعاية الصحية اللازمة، وهذا ما تحقق بالفعل.
وفي فلسطين، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بعد 81 يوما من تطبيق اجراءات احترازية بموجب إعلان حالة الطوارئ بمرسوم رئاسي في الخامس من آذار، وسط مخاوف من موجة جديدة للفيروس، الا أن النجاح في السيطرة عليه، بات مرهونا بوعي المواطنين والتزامهم بإجراءات الوقاية والسلامة العامة.
وزارة الصحة نشرت أمس السبت 21 تعميما توعويا لآلية إعادة العمل في مختلف القطاعات والوقاية من الإصابة بالفيروس، في سياق التعايش مع الفيروس، كما هو واضح في وسم # التعايش مع كورونا، # تغيير نمط الحياة، تشمل سلوكيات الحياة، والعودة لمقرات العمل، والمواصلات العامة، ودائرة السير، والاسواق، والتجمعات، والحدائق وغيرها.
وفي مقابلة لـ”وفا” قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، “إن نسبة التزام المواطنين باجراءات الوقاية الشخصية والتباعد الجسدي لا تزيد عن 1%، وأن على جميع المواطنين الالتزام بشروط السلامة لتجنب اعادة الاغلاق”.
وأضافت، أن الوزارة أصدرت بروتوكولا خاصا بعمل عدد من القطاعات المختلفة لتجنب الاصابة بالفيروس، ولتوضيح آلية التعايش مع كورونا كنمط حياة، خاصة أنه يجب التعايش معه في ظل عدم توفر لقاح حتى اللحظة، مشيرة إلى أن فلسطين انتهت من فرض حظر على المواطنين إلى حظر المناطق المصابة لتفادي التفشي.
وأشارت الكيلة إلى أن تطبيق البروتوكول يتطلب التزام المواطنين والتحلي بالمسؤولية، والالتزام يبدأ بوضع كمامة وبمسافة التباعد، وغسل اليدين وغيرها من اجراءات الوقاية.
وبينت أن مديريات وزارة الصحة، والعمل، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد الوطني، والزراعة، والتربية والتعليم، والضابطة الجمركية يزودون المحافظين بتطورات الحالة الوبائية وتصورهم حول الأوضاع.
وأكدت الكيلة ضرورة التزام المواطنين بالبروتوكولات المنشورة لأنها تحقق السلامة لهم ولعائلاتهم وتحافظ على استمرار الحياة الطبيعية.
وحول التزام المواطنين، قالت سوزان سالم (45 عاما): “لا يوجد التزام من المواطنين، ما صدمني كان في الاحتياطات والتنبيهات التي الزمت فيها أبنائي، ولكن فور خروجهم من المنزل وملاحظتهم لعدم التزام المواطنين اتهموني بأنني ابالغ في الاحتياطات”.
وأضافت، “يجب أن يكون هناك اجراءات ملزمة ومتابعة من جهات انفاذ القانون، لأن التعويل على وعي المواطنين من الممكن ان يؤدي الى اعادة انتشار الفيروس”، موضحة أن هناك محال تجارية وشركات توفر سبل الوقاية الا ان المواطنين يرفضون استخدام تلك الوسائل.
ولفتت المواطنة سالم الى أنه في ظل عدم احترام التعليمات وعدم الالتزام بسبل الوقاية من الجميع، فإن ذلك سيدفع حتى الملتزمين إلى التراجع عن التزامهم، مما سيؤدي بشكل أو بآخر الى تفشي فيروس كورونا مجددا.
من جانبه، قال المواطن أشرف الصادق، إن الغالبية العظمى من المواطنين غير ملتزمين باجراءات السلامة، ويتعاملون وكأن الحياة عادت الى ما قبل الفيروس، مشيرا الى أن ذلك يهدد صحة المواطنين، واستمرار عودة الحياة الى طبيعتها.
وأشار الى أن الاغلاق والاجراءات الذي أقرتها الحكومة كانت صارمة، ورغم ذلك الا انها لاقت استحسانا واستجابة من المواطنين، لافتا إلى أنه مع عدم وضوح الاجراءات بحق المخالفين لشروط السلامة في المرحلة الحالية، فإن ذلك فتح حالة من الضبابية امام المواطنين للتصرف كل وفق رؤيته الخاصة.