أعادت سلطات الاحتلال صباح اليوم الخميس، الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة للتحقيق مرة أخرى، في غرف “4” بمركز تحقيق المسكوبية، بعة الإفراج عنه الليلة الماضية بشروط مقيّدة.
ووفقا للمحامين، فان اللواء النتشة ما يزال قيد التحقيق، علمًا أنه في وضع صحي صعب، حيث نقل الليلة الماضية وفور الإفراج عنه الى مستشفى المقاصد.
وفي سياق ردود الفعل المتواصلة على اعتقاله، استنكر عميد السلك الدبلوماسي في فلسطين السفير المغربي محمد الحمزاوي، اعتقال اللواء النتشة دون أي مسوغ قانوني ورغم تردي وضعه الصحي. واطمأن السفير الحمزاوي في رسالة تلقتها الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، على صحة اللواء النتشة، مشددًا على وقوف حكومة بلاده الى جانب شعبنا الفلسطيني وقيادته، ومؤكدا على ان القدس ستبقى فلسطينية وعربية وإسلامية الهوية رغم كل محاولات التهويد والاسرلة التي يقومها الاحتلال.
كما استنكرت اللجنة الملكية الاردنية لشؤون القدس على لسان امينها العام عبد الله توفيق كنعان، اعتقال اللواء النتشة والتحقيق معه من قبل مخابرات وشرطة الاحتلال.
جاء ذلك في رسالة تلقتها الامانة العامة للمؤتمر من اللجنة الملكية الاردنية صباح اليوم، قالت فيها انها تابعت تفاصيل حملة الاعتقالات الوحشية غير المبررة إنسانياً ولا قانونياً، التي قامت بها اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) ضد العشرات من أهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين وجوهرتها القدس أثناء قيامهم بواجبهم الانساني تجاه الأهل من توزيع العلاج والغذاء على الأسر المحتاجة في هذه الأوقات العصيبة التي اجتمع عليهم فيها وباء مرض “كورونا” مع وباء الاحتلال الاسرائيلي، حيث لم يسمح فيه هذا الأخير لأحد بتقديم أي من أشكال العون والمساعدة للمقدسيين في ظل حالة العوز والبطالة والصعوبات والمشاكل الاقتصادية التي يعشونها.
وأضاف: لقد جاءت حملة الاعتقالات في وقت لم تراع فيه إسرائيل حرمة وخصوصية شهر رمضان الفضيل الذي يفترض أن تعمه أجواء القداسة والاطمئنان واحترام عقيدة الغير، وبشكل يناقض تماماً المطالبات الدولية الإنسانية في التكاتف والتعاضد لمواجهة أزمة “كورونا” التي تجتاح البشرية وتهدد وجودها.
واكد كنعان أن الاعتقال المرفوض والمستنكر الذي تعرض له اللواء النتشة مع نخبة من النشطاء المقدسيين ومساعديه، وما رافقه من إجراءات وممارسات تطلّب على إثرها نقله إلى المستشفى للعلاج، يأتي أمام أنظار العالم ومنظماته الحقوقية، ليشكل دليلاً موثقاً على أن الاحتلال الاسرائيلي لا يعرف الحرمات ولا يلتفت لخطورة الأزمات، ولا يبحث سوى عن التأزيم والتعقيد وجر المنطقة إلى صراع مستمر لا يتوقف.
وشدد على أن السلام والأمن المطلوبين لا يمكن تحقيقهما إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واختتم كنعان رسالته بالقول: “ستبقى فلسطين والقدس ومساجدها وكنائسها وأهلها في قلوبنا وعقولنا، وستشرق عليها شمس الحرية وسيرحل عنها المستعمر المحتل عاجلا أم آجلاً، فالأصل أنتم فالأرض أرضكم والهواء هوائكم والحق حقكم منذ الأزل وإلى الأبد، وسيبقى الأردن بقيادته الهاشمية الرائدة مدافعاً ومناصراً ومسانداً لإخواننا الصامدين الصابرين في فلسطين والقدس مهما بلغت التضحيات وكان الثمن”.