انتُشلت 80 جثة على الأقل بعد تحطم طائرة إيرباص إيه-320 الجمعة فوق حي سكني في كراتشي، كبرى مدن جنوب باكستان، إثر تعرّضها لعطل تقني.
وبعد تمكّن فرق الإطفاء من إخماد الحريق، عملت فرق الإغاثة بمؤازرة السكان على البحث عن ناجين، فيما عملت رافعة على إزاحة هيكل الطائرة المنكوبة التابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية والتي كان على متنها نحو مئة شخص.
وأفادت وزارة الصحة في حكومة إقليم السند وعاصمته كراتشي، بأنه تم التعرف إلى 17 جثة والعثور على ناجيَيْن اثنين أحدهما هو محمد ظفار مسعود، رئيس بنك البنجاب، احد اهم مصارف باكستان.
وصرح مسؤول في الإقليم لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته بأن البحث سيستمر “حتى يتم انتشال جميع الجثث”. وأضاف “حتى الآن، انتشلنا 80 جثة من تحت الأنقاض”.
في المكان، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس جثثا متفحمة عدة محملة في سيارة إسعاف.
من جهته، قال المتحدث باسم الخطوط الجوية الدولية الباكستانية عبدالله حفيظ “كان هناك 91 راكبا وطاقم من سبعة أفراد” على متن الرحلة بي كيه8303 التابعة للشركة والتي “فقدت الاتصال مع سلطات مراقبة الملاحة الجوية الساعة 14,37” (09,37 ت غ).
وبحسب المدير التنفيذي للشركة أرشد مالك، فإن الطائرة وهي من طراز إيرباص أيه-320 كانت قد اقتربت من مطار كراتشي عندما وقع حادث.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه يصلي “للذين ماتوا أو أصيبوا، ولعائلاتهم”. واضاف ان الولايات المتحدة “تقف إلى جانب باكستان خلال هذه الفترة العصيبة”.
وجاء في بيان لشركة إيرباص أن الطائرة التي دخلت الخدمة عام 2004، لم تدخل أسطول الخطوط الجوية الدولية الباكستانية إلا عام 2014.
وأوضح مالك في تسجيل نشر على تويتر أن قائد الطائرة أشار في آخر اتصال له إلى أنه يواجه “مشكلة تقنية”، مضيفا “أُبلغ (…) بوجود مدرجين جاهزين للهبوط لكنه قرر معاودة الارتفاع”.
وبحسب وزير الداخلية إعجاز أحمد شاه، فإن قائد الطائرة أبلغ بأنه “فقد محركا” ثم أطلق “نداء استغاثة”.
وقالت المسؤولة في مستشفى جناح الجامعي في كراتشي سيمين جمالي إن ثماني جثث نقلت إلى المستشفى اضافة الى 15 جريحا، جميعهم من السكان.
وقال الشاهد العيان رجا أمجد “رأيت راكبا خارج الطائرة (…) كان على قيد الحياة. كان يتكلّم. طلب مني أن أساعده. ساقاه كانتا عالقتين في مخرج الطوارئ”.
وأضاف الشاهد إنه لم يسمع “أي نداء” استغاثة آخر.
وأعرب رئيس الوزراء عمران خان عن “صدمته وحزنه”، موجّها عبر تويتر “تعازيه لعائلات الضحايا”.
وبحسب وزير الخارجية شاه محمود قرشي، كانت الطائرة تقل عددا من العائدين للاحتفال بعيد الفطر.
روى حسن البالغ 14 عاما “كنت أهم بالخروج من المسجد عندما رأيت طائرة تسقط في مكان قريب”، موضحا أن هدير المحركات كان غريبا جدا. الطائرة كانت منخفضة إلى درجة أن الجدران (…) اهتزّت”.
تأتي الكارثة بعد أيام من إعلان البلاد استئناف الرحلات التجارية الداخلية. وعلى مدى أكثر من شهر، عُلّقت جميع الرحلات الداخلية تفاديا لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وسِجلّ سلامة الطيران في باكستان يُظهر وقوع العديد من حوادث تحطم الطائرات والمروحيات المدنية والعسكرية على مر السنين.
يعود آخر تحطّم لطائرة مدنية كبيرة في باكستان إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 حين تحطّمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية خلال رحلة داخلية في منطقة جبلية شمال البلاد ما أسفر عن مصرع 47 شخصا.
وعام 2010 تحطّمت طائرة إيرباص إيه-321 تابعة لشركة “ايربلو” الخاصة خلال رحلة بين كراتشي وإسلام أباد قبيل هبوطها في العاصمة ما أدى إلى مصرع 152 شخصا كانوا على متنها.
أما آخر كارثة جوية كبرى للخطوط الجوية الدولية الباكستانية حتى تاريخه فتعود إلى العام 1992 حين تحطّمت طائرة إيرباص إيه-300 تابعة لها خلال الهبوط في مطار العاصمة النيبالية كاتماندو ما أدى إلى مصرع 167 شخصا.
وبقيت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية واحدة من كبرى شركات الطيران العالمية وصولا إلى سبعينيات القرن الماضي، لكن سمعتها تلطّخت بسبب الخسائر المالية وسوء الإدارة وتأخير الرحلات وإلغائها.
وسجّلت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية مجموعة حوادث مثيرة للجدل على غرار توقيف أحد طياريها في بريطانيا عام 2013 للاشتباه باحتسائه الكحول أثناء العمل، كما واجهت الشركة مشاكل في الحصول على تراخيص من الاتحاد الأوروبي لرحلات الشحن.
وبين آذار/مارس وتشرين الثاني/نوفمبر عام 2007، أدرج الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء كامل أسطول الشركة باستثناء ثماني طائرات.