قالت مجلة “موندويس” الأمريكية إن “أزمة وباء كورونا منحت إسرائيل غطاء لتشكيل حكومة طوارئ يمينية تعمل على تدمير حل الدولتين عبر ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية خلال الفترة المقبلة، ما يعني تهديد الحقوق الفلسطينية للخطر، وكذلك المخاطرة بالديمقراطية اليهودية”. وأضافت أن العديد من الخبراء الدوليين والمنظمات الليبرالية الصهيونية قد حذرت من أن “خطط الضم الإسرائيلية تعني موت حل الدولتين، والانتقال إلى حل الدولة الواحدة”.
وقد كتب التقرير الصحفي الأمريكي المعروف صاحب المؤلفات والكتب السياسية المتعددة، فيليب لويس، نقل فيه آراء خبراء أمريكيين ودوليين بشأن تأثير خطط الضم على حل الدولتين والانتقال نحو حل الدولة الواحدة. وبحسب قوله، رد الصهاينة الليبراليون بقلق على خطط الحكومة الإسرائيلية الجديدة للمضي قدمًا في ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، حيث قالت المنظمات الصهيونية الليبرالية إن “أزمة الفيروس التاجي أعطت غطاءًا لائتلاف الطوارئ لتدمير حل الدولتين، ما يهدد الحقوق الفلسطينية و الديمقراطية اليهودية”. ولكن لويس أكد في ذات الوقت أن غالبية الخبراء يعتقدون بأن إسرائيل ذاهبة باتجاه تنفيذ الضم، دون أن يتمكن أحد من إيقافها أو الضغط عليها.
في الحقيقة، يطالب الصهاينة الليبراليون السياسيين الأمريكيين بالتدخل لمحاولة عرقلة خطط الضم الإسرائيلية، إلى درجة أن الجماعة الأمريكية اليهودية الضاغطة “جي ستريت” باتت تطالب بتجميد المليارات من المساعدات الأمريكية المخصصة لإسرائيل في حال استمرت في خطط الضم. وكما هو معلوم، هنالك معارضة منذ سنوات من اليساريين الأمريكيين اليهود، فمن وجهة نظرهم، فإن الخطط الإسرائيلية تهدف إلى السعي وراء دولة واحدة مع حقوق غير متساوية لليهود والفلسطينيين، لذا فإنهم يطالبون بمواصلة النضال من أجل المساواة في الحقوق.
دينيس روس: من المرجح أن نرى دولة واحدة لشعبين
كتب مساعد الرئيس الأمريكي السابق، دينيس روس، عبر تويتر: “ستسمح الحكومة الإسرائيلية الجديدة لرئيس الوزراء نتنياهو بالضم من جانب واحد في 1 يوليو/ تموز، والشرط الوحيد لتنفيذ الضم يتمثل في موافقة ترامب. ومن أجل إيقاف ذلك، هنالك حاجة لردة فعل فلسطينية مضادة، أو من القادة العرب الرئيسيين. لكن من المرجح أن نرى دولة واحدة لشعبين.”
جميل دكوار: إما حقوق متساوية أو فصل عنصري
قال مدير برنامج حقوق الإنسان التابع لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي، جميل ديكوار: “الديمقراطية والحقوق المتساوية للجميع، أو الفصل العنصري”، وذلك في إشارة إلى أن إسرائيل تتجه نحو تحقيق حل الدولة الواحدة.
إيد لوستيلك: إنهاء حل الدولتين سينهي الوهم القائم
قال الصهيوني اليبرالي، مؤلف كتاب “واقع الدولة الواحدة”، أيد إيان لوستيك، إن “الضم الإسرائيلي سوف ينهي الوهم وسوف يدفع بخطاب المساواة في الحقوق”. وأضاف “إنني أؤيد مسالة الضم لأنها ستحول الخطاب ونوع النضال إلى أمر مهم جدا يتمثل بتحقيق الديمقراطية والمساواة للجميع. لا أعرف ما إذا كان ذلك سيؤدي في النهاية إلى دولتين”.
أوري نير: إسرائيل ستصبح دولة مبوذة
قال أوري نير، من منظمة أمريكيون من أجل السلام، إن “هنالك قلق من مخاطر الضم على إسرائيل، حيث ستؤدي هذه الخطوة إلى تشويه صورة إسرائيل وتخفيض الدعم الأمريكي. ستصبح إسرائيل منبوذة .. سيحول الضم إسرائيل إلى دولة منبوذة دوليا تكرس الاحتلال والصراع مع الفلسطينيين، وستنتهك في القانون والمجتمع الدوليين… الضم يبعث برسالة إلى مواطني إسرائيل والفلسطينيين والعالم بأسره بأن إسرائيل تفضل استمرار صراعها الدموي مع الفلسطينيين .. هذا واقع فصل عنصري في الضفة الغربية”.
جي ستريت: إسرائيل ستواجه عواقب وخيمة
عبرت منظمة “جي ستيرت” الأمريكية السياسية عن قلقها إزاء ظهور إسرائيل بصورة منبوذة، وقالت “يجب على القادة الأمريكيين أن يوضحوا أنه سيكون من المستحيل الحفاظ على العلاقة الخاصة مع إسرائيل التي تتخلى عن الالتزام بالديمقراطية – وأنها ستواجه عواقب حقيقية في حال نفذت الضم. اليمينيون الإسرائيليون، الذين يسيطرون على الكنيست، يستغلون اهتمام العالم بالفيروس التاجي لاتخاذ هذه الخطوة. هذه الخطوة ستخلق كارثة ضد مصالح إسرائيل وكذلك ضد حقوق الفلسطينيين. نعتقد أن الضم سيعرض مستقبل إسرائيل للخطر كوطن ديمقراطي للشعب اليهودي، وكذلك سيضر بمستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. كحد أدنى، يجب على السياسيين أن يوضحوا أن الولايات المتحدة لن تساعد في دفع فاتورة تنفيذ الضم من جانب واحد، وبالتالي إعادة النظر بتقييد استخدام المساعدات الامريكية المقدمة لللحكومة الإسرائيلية. يجب أن يتأكد السياسيون من أن الكونغرس والإدارة الرئاسية المقبلة لن يعترضا على الانتقاد الناتج عن الضم في الساحة والمحافل الدولية.”
مايكل كوبلو: لا يستطيع أحد معارضة الضم
يقول مايكل كوبلو من “منتدى السياسة الإسرائيلية” الأمريكي أن “جو بايدن قد لا يشترط تقييد المساعدات المقدمة لإسرائيل، ولكن إذا عارض بايدن بشدة الضم فربما يؤثر ذلك على مناقشات موعد الضم. لا يستطيع أي شخص أن يفعل أي شيء لردع الضم ولن تحاول منظمته ذلك لأن الأمر صعب! إذا كانت الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي على استعداد لفرض عقوبات شديدة فورية على إسرائيل، فإن ذلك سيردع إسرائيل. أولا، هذا لن يحدث. ثانيا، هذا الأمر لا يدعمه منتدى السياسة الإسرائيلي أو يدافع عنه. لقد عارضت العديد من الهيئات مسألة الضم، ولكن في نهاية المطاف، فإن رئيس الولايات المتحدة يؤيد قرار الضم وإدارته تتولى مسؤولية تنفيذ ذلك ومن الصعب على أي شخص أن يبعث برسالة إلى الحكومة الإسرائيلية مفادها أن هذا شيء لا يجب القيام به. يمكن للأردن أن يهدد بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل ومصر أيضًا؛ هذه التهديدات ستجعل الحكومة الإسرائيلية تتوقف، لكن مصر لن تفعل ذلك، وحتى الأردن لن يقدم على هذه الخطوة”.