شائعات وفاة الرئيس عبّاس

22 يونيو 2022آخر تحديث :
الكاتب فادي ابو بكر
الكاتب فادي ابو بكر
شائعات وفاة الرئيس عبّاس

عن شائعات وفاة الرئيس عبّاس

بقلم الكاتب : فادي أبو بكر شهدت فلسطين منذ الرابع من حزيران/يونيو 2022 موجة من الشائعات طالت حياة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،

بعدما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على حسابها الرسمي على “تويتر”، خبراً مفاده،

” أنّ الرئيس عباس كلف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ببعض المهام الجوهرية له، بسبب تدهور حالته الصحية.”

وبالرغم من النفي الفوري من قبل الشيخ لهذه الأنباء،

ونفي الخبر بعد حذفه من قبل الإذاعة البريطانية، وإلقاء الرئيس كلمة صوتية عبر الهاتف في مؤتمر عُقد في مدينة البيرة حول “وثائق الملكيات في المسجد الأقصى” يوم 8 حزيران/ يونيو 2022،

إلا أن الإشاعات لم تتوقّف حتى الحادي عشر من تموز/ يونيو 2022،

حينما ظهر الرئيس بشحمه ولحمه وهو يستقبل وفداً أميركياً في مقر الرئاسة برام الله.

إشاعات مبرمجة منذ العام 2018

لا تحتاج مسألة البحث في أسباب شائعات وفاة الرئيس عبّاس إلى عناء كبير،

فقد سبق وأن تم نشر إشاعات مبرمجة في شهر أيار/ مايو 2018، من جهات مشبوهة تتحدث عن وفاة الرئيس عباس،

وفي شهر أيلول / سبتمبر 2019 خرجت علينا نفس الأنباء المشوهة والمزيفة والمشبوهة. وفي أواخر شهر آذار/ مارس من العام 2020،

أثارت صفحة انتل سكاي” INTELSKY” على تويتر شائعة وفاة الرئيس عباس، التي انتشرت بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتجدر الإشارة إلى أن انتل سكاي هو حساب على تويتر ينشر مختلف المواضيع العسكرية والمدنية التي تتعلق بمناطق النزاع في الشرق الأوسط،

وليس معروفاً من يدير هذا الحساب، وليس له موقع إلكتروني أو صفحة على الفيسبوك.

وتقول بعض المصادر ان هذا الحساب تشغلّه جهات أجنبية قريبة من الولايات المتحدة الأميركية ومن ضمنها جهات اسرائيلية.

وفي سياق الحملة الممنهجة بقصد تشويه صورة السلطة الفلسطينية،

تعمل بعض الصحف والمجلات المحلية والعربية على حدٍ سواء بالتوازي مع الحملة الموجّهة من الذباب الإلكتروني،

على نشر الأخبار والتقارير الإعلامية المبنية على تزوير الحقائق من أجل الوصول إلى أهداف سياسيّة معيّنة.

وتمثّل صحيفة الأخبار اللبنانية المقرّبة من حزب الله وحركة حماس، أنموذجاً رائداً في مجال التضليل الإعلامي، وإثارة الفتنة،

ومن بين عشرات التقارير التي تم رصدها ضمن عملية التشويه الممنهجة التي تمارسها صحيفة الاخبار بحق القيادة الفلسطينية،

نشير هنا إلى التقرير الذي أصدرته في 20 كانون ثاني/ يناير 2022 بعنوان “تقسيم عمل بين الشيخ وفرج: تحضيرات خلافة عباس على طريق الاكتمال”،

والذي يرسم صوراً قاتمة تتشابه مع تلك التي جاءت في التقارير الإسرائيلية التي نُشرت بعد أقل من شهر على تقرير “الأخبار” !.

تداولت حسابات لعناصر من حركة حماس ومؤيدين لها، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على الحركة، يوم 17 نيسان /ابريل 2022 ،

أخباراً حول تدهور صحة الرئيس عبّاس، وأخرى عن وفاته.

وفي 11 أيار / مايو 2022 كشف موقع “واينت” الإخباري العبري أن الشرطة الإسرائيلية أعدّت منذ العام 2018 خطة لما بعد وفاة الرئيس عبّاس،

ما يؤكد وجوباً أن هذه الإشاعات التي تطلّ علينا بين الحين والآخر منذ العام 2018، هي مبرمجة لخدمة التخطيط الإسرائيلي.

خاتمة

تحمل إشاعات وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أبعاداً تآمرية، لا تتوقف عند استهداف شخص الرئيس “أبو مازن” ؛

عندها أبعاد تلتقي عندها رغبات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية

وأعداء منظمة التحرير الفلسطينية الرامية إلى شطب الكيانية الفلسطينية التي تمثّلها هذه المنظمة،

باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الذي يمتلك الاستقلالية في صنع القرار الفلسطيني، ولا ينصاع لأي أجندات إقليمية هنا وهناك.

حيث تقوم هذه الرغبات والمصالح المشتركة على ضرورة صناعة جسم بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية،

ما يحتّم على قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، وكافة الفصائل المنضوية تحت لوائها الوقوف بشراسة أمام هذه المؤامرات التي أصبحت واضحة ومؤكدة للكلّ الفلسطيني،

إذ أن المنظمة بكافة تمثلاتها على الأرض باتت تقف إزاء مسارين متناقضين، إما النهوض أو الأفول.

فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني

الاخبار العاجلة