أثار تفشي الفيروس التاجي العالمي استجابة عالمية من النشطاء الذين يدعون إلى إطلاق سراح السجناء خوفًا من انتشار الفيروس في أماكن قريبة منهم.
لم يتمكن النشطاء من النزول إلى الشوارع في يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 نيسان من كل عام بسبب جائحة كورونا، لكن هذا لم يمنعهم من التجمع حيث حضر أكثر من 600 شخص الندوة التفاعلية عبر الإنترنت يوم الجمعة الماضي والتي استمرت لمدة ساعة والتي نظمتها منظمة “صوت اليهود من أجل السلام”، وتم خلالها الاستماع لنشطاء ومشرٌعين وخبراء تحدثوا عن أنظمة السجون من سجن “جزيرة ريكرز إلى فلسطين”.
افتتح الندوة او الحدث مارك لامونت هيل، البرفسور والناشط لمعروف الذي تم طرده من قبل CNN في عام 2018 بعد أن انتقد إسرائيل في الأمم المتحدة وقال “عندما نتحدث عن السجناء الفلسطينيين اليوم، نتحدث عن صراع عالمي ضد الاعتقال الجماعي. في الوقت الحالي، نحن في لحظة تستخدم فيها الدول القومية وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، السجن من أجل حل جميع تناقضاتها الاجتماعية. الفقر والأمراض العقلية وإدمان المخدرات والمعارضة السياسية والاحتلال، كل هذه الأشياء يتم حلها بالسجون”. هناك 5000 فلسطيني في السجون الإسرائيلية من بينهم 183 طفلا. لم يتم توجيه الاتهام إلى 432 سجيناً على الأقل ومحتجزون بدون محاكمة إلى أجل غير مسمى بموجب الاعتقال الإداري. وأضاف هيل قائلا: “هؤلاء الأشخاص … لم تتم إدانتهم بارتكاب أي جريمة، لسنا متأكدين مما إذا كانوا قد فعلوا جريمة ومع ذلك ما زالوا في السجن”.
القوانين العنصرية وغير الشرعية
قالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: “ما لا يقل عن 700 فلسطيني في السجون الإسرائيلية يعانون من أمراض مزمنة وظروف أخرى تجعل اجسامهم ضعيفة خصوصا خلال انتشار جائحة كورونا”. وأضافت عشراوي في بيان صدر بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية احتجزت 357 فلسطينيا آخرين في أنحاء الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بينهم 48 طفلا منذ بداية انتشار الوباء، وإسرائيل متهمة منذ فترة طويلة باستخدام “القوانين العنصرية وغير الشرعية التي تحرمهم من حقوقهم الأساسية في المحاكمة العادلة”.
وأشار هيل لمتحدثة اخرى تدعى دارين طاطور، أدانتها المحكمة الإسرائيلية في 2018 بتهمة “التحريض على العنف” و “دعم منظمة إرهابية” حيث قضت 5 أشهر في السجن، والدليل ضدها كان قصيدة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “قاومهم يا شعبي قاومهم” قال هيل” سجنت صديقتي العزيزة دارين طاطور بسبب قصيدة كتبتها ونشرتها على فيسبوك، هذا ما نتعامل معه حتى هذه اللحظة”. شاركت طاطور خلال الندوة بقصيدة كتبتها خلال سجنها في عام 2018 وقالت “جميع السجون قاتلة.. يكثر الظلم بالداخل … عيناي ترتكز على الأسوار والأسلاك الشائكة والبوابات والأقفال والألوان وكل التفاصيل الصغيرة وجميعها يحمل الذل”.
وأضافت طاطور “الناس تشتكي من الاغلاق المستمر منذ شهر نظرا لتفشي جائحة كورونا ويقارنوا الاغلاق بالسجن. كسجينة سابقة عانت من ظلمة وضيق السجون الإسرائيلية أخبركم بأن هذا ليس سجنا ووضعكم الحالي هو نعمة وليس سجن. هذه المقارنة غير صحيحة … الاغلاق من أجل صحتك وسلامتك وسلامة كل شخص تحبه …لكن السجناء الفلسطينيون متعفنون في سجون الاحتلال منذ سنوات وصحتهم تتدهور كل يوم لأنهم يرمون في زنازين صغيرة بلا نوافذ ولا ضوء ولا هواء”.
الحدث كان تفاعليا للغاية وتم الطلب من النشطاء مشاركة العديد من الانشطة ومنها هاشتاغ على توتير بعنوان يوم الأسير الفلسطيني. كما تحدث باسم التميمي وابنته عهد، من قرية النبي صالح بالضفة الغربية وشددا على ضرورة الدفاع عن السجناء. قال باسم التميمي “أتمنى أن نقف مع السجناء ليس فقط في يوم الأسير، ولكن كل يوم وفي كل مكان ومن جميع الناس. نحن بحاجة إلى التنظيم حتى لو لم نتمكن من تحريرهم، فسيعرفون على الأقل أننا معهم ولم ننساهم في السجن. يجب أن يطلق سراح جميع السجناء في السجون الإسرائيلية خصوصا في ظل تفشي جائحة كورونا. انهم لا يتلقون أي علاج ولا حتى اي وسائل للوقاية من الفايروس. يجب أن نقف معهم جميعا ونؤيدهم”. تحدث كذلك عدد من النشطاء الآخرين من فلسطين والولايات المتحدة، بمن فيهم عرب البرغوثي، نجل الزعيم السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي. يعتبر مروان البرغوثي، أحد القادة الرئيسيين للانتفاضة الفلسطينية الثانية وتم اعتقاله في عام 2002، وقد أدين بالقتل وبتورطه السياسي في الانتفاضة وحكم عليه بالسجن المؤبد. وخلال المحاكمة، رفض البرغوثي الدفاع عن نفسه قائلاً إن النظام القضائي الإسرائيلي غير قانوني وغير شرعي. قال عرب: “تعبت من القلق على حياة والدي وصحته … لدى الحكومة الإسرائيلية وهيئة السجون سجل حافل للغاية بعدم التعامل مع الشعب الفلسطيني والسجناء الفلسطينيين كبشر”. وأضاف بأن السجن بالنسبة له نظام مترابط يجب تفكيكه ضمن الثقافة العالمية المشتركة وقال: “حان الوقت لنقف معا ونضع أيدينا معا لتسليط الضوء على هذه الكوارث. وعندما يدرك الجميع أن هذه قضية إنسانية وليست مجرد قضية فلسطينية أو أمريكية أو أي دولة أخرى، سنضع أيدينا معًا وسنحتج على ظلم السجون في جميع أنحاء العالم.”