الجزء الأول: دبلوماسيون إسرائيليون يستذكرون الصديق والخصم صائب عريقات

14 نوفمبر 2020آخر تحديث :
الجزء الأول: دبلوماسيون إسرائيليون يستذكرون الصديق والخصم صائب عريقات

صوت الشباب 14-11-2020 في أعقاب وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، كتب موقع واللا نيوز العبري تحت عنوان:”إرث تفاوضي لشخص واحد، الدبلوماسيون الإسرائيليون يستذكرون الصديق والخصم صائب غريقات”.

وتابع موقع واللا نيوز العبري:” إرث تفاوضي لشخص واحد”، هكذا وصف المحامي جلعاد شير الذي شغل  منصب مدير مكتب رئيس الوزراء  الإسرائيلي ووزير الحرب السابق يهود براك، وقاد المفاوضات من طرفه، الشخصية الفلسطينية الرفعية صائب عريقات الذي توفي هذا الأسبوع بعد أن أصيب بفيروس كورونا.

صائب عريقات مهندس اتفاقيات أوسلو، ومن وجوه الدبلوماسية الفلسطينية، وكان على مدار 30 عاماً متواصلاً المفاوض الفلسطيني المركزي مع الجانب الإسرائيلي، ومستشار رفيع لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ولسلفه ياسر عرفات خلال هذه السنوات، راكم ساعات طويلة من  المفاوضات واللقاءات مع ممثلين إسرائيليين.

الجمهور الإسرائيلي يعرف صائب عريقات من مؤتمر مدريد في العام 1991، بداية المفاوضات العلنية مع “إسرائيل”، والكوفية الفلسطينية على كتفيه، والتي كانت رمزاً فلسطينياً على مدار السنوات.

عن الموقف الإسرائيلي من ذلك، كتب الموقع العبري، في إسرائيل اعتبروا الأمر تحديًا وربما استفزازًا. وكتب زلمان شوفال السفير الإسرائيلي في واشنطن وعضو الوفد الإسرائيلي آنذاك في كتابه “دبلوماسي”، أن هذا السلوك انتهاك لقواعد الدبلوماسية، وأن عريقات “استخدم الحدث كمنصة للتظاهر”.

الغعل ذاته استمر منذ ذلك الحين استمر ذات الفعل الرمزي في تمييز صائب عريقات، والذي اعتبر ولاء مطلق لياسر عرفات، وعن موضوع الكوفية، قال يوسي بيلين الذي التقى عريقات مرات عديدة على مر السنين: “الكوفية ميزت عرفات وفتح أيضا، ويبدو أنه يريد القول، إن عرفات ليس هنا لكن روحه معنا”.

وتابع الموقع العبري، حتى لو اختلف مع القيادة الفلسطينية في الغرف المغلقة، كان عريقات دائماً ثابت على موقف مُرسله، ولم يختلف معه، ولم يجعله مرناً، جلعاد شير مدير مكتب باراك يعترف أن هذه المواقف لصائب عريقات تسببت له بالإحباط.

يوسي بيلن قال:  “كان بيننا تباين في وجهات النظر طوال مرحلة المفاوضات، كما كان بين مفاوضين آخرين من طرف الحكومة الإسرائيلية في فترات زمنية أخرى، خلافات جوهرية حول قضايا الصراع، وعلى عملية التفاوض أيضاً، وكذلك حول الفجوة في شخصيته داخل الغرف المغلقة، وشخصيته الإعلامية بين لقاء تفاوضي وآخر”.

وتابع يوسي بيلن حديثه عن صائب عريقات:” كان شخصاً مؤهلاً لدرجة عالية، مع العديد من التناقضات، احترمته كمفاوض، وكخصم وكصديق، من جهة كان ذكي جداً، حريص على القضية الفلسطينية، معتدل في خطابه وتصريحاته، وصاحب ذاكرة فريدة من نوعها، شخص دافئ وممتع، مثقف.

من الجهة الأخرى، مفاوض عنيد جداً، طرح مواقف عقائدية (لكنه لم يدعم الإرهاب والعنف)، رجل التفاصيل، وحرص على عدم تجاوز التعليمات التي أعطيت له من عرفات، ومن بعده من أبو ماز”، هذا ما أحبطنا أنا وبن عامي، مرات عديدة وبخناه على ذلك، وقلنا له، لا يعقل أن تعرض موقف، وخلال خمس دقائق من ترك طاولة المفاوضات أن يكون لك موقف مختلف كلياً.

عريقات استمر كجزء من المفاوضات لسنوات طويلة أمام قيادات إسرائيلية وأمريكية متعددة، بما فيها قمة كامب ديفيد في العام 2000، وحتى جلسة المفاوضات الأخيرة في عهد إدارة أوباما التي تفجرت في العام 2014.

خلال السنوات الماضية التي توقفت فيها المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعمد عريقات الحديث بكثرة عن مخاطر انهيار حل الدولتين، كما تحدث ضد اتفاقيات التطبيع الإماراتية والبحرانية مع “إسرائيل”، ووصف اتفاقيات التطبيغ بأنها “سكين في الظهر” الفلسطيني.

في الوقت الذي اعتبر اليسار الإسرائيلي صائب عريقات شريكاً في عملية السلام، اليمين الإسرائيلي اتهمه بالتحربض وبدعم “الإرهاب”.

الفجوة بين عريقات الودي، الذي أقام علاقات شخصية مع المثثلين الإسرائيليين، وبين عريقات المتشدد والعقائدي في المفاوضات، عُرف بعلاقاته مع يسرائيل حسون مساعد رئيس جهاز الشاباك، وعضو الوفد الإسرائيلي المفاوض في كامب ديفيد،وفي اتفاقات واي وطابا والخليل.

حسون قال، خلال  المفاوضات التي كانت في معسكرسلاح الجو الأمريكي بالقرب من واشنطن العاصمة، تبين أنه وعريقات ولدوا في ذات اليوم، حسون ولد في دمشق، وبعده بساعتين ولد عريقات في ضواحي القدس، ومن يومها ، كنا في كل عام نتحدث في ذات التاريخ، ونتبادل التهاني، وكان بيننا علاقات صداقة عميقة.

في المقابل، وجه حسون انتقادات لصائب عريقات قال فيها:” دورة كان وضع الصعوبات أمام كل اتفاق محتمل، ومن تقييم دوره في المفاوضات على مدار 27 عاماً لن نجد بصمات إيجابية تدفع باتجاه تقدم العملية، كانت وظيفته تنفيذ قرار عرفات الاستراتيجي بعدم التوصل إلى اتفاق، لقد كان جنديًا أساسياً في تحقيق هذا الهدف”.

وختم حسون حديثه عن صائب عريقات، وعلى خلفية الصداقة الوثيقة التي كانت بينهما قائلاً :” كان غير ممتع بالنسبة لي على المستوى الشخصي “.

*- الجزء الثاني……… يتبع 

المصدر مدار نيوز
الاخبار العاجلة