الجوع والمياه الملوثة يهددان حياة اليمنيين في محافظة حجة

16 ديسمبر 2020آخر تحديث :
الجوع والمياه الملوثة يهددان حياة اليمنيين في محافظة حجة

صوت الشباب16-12-2020 في كوخ بمديرية حرض الحدودية بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، تبكي هديل عبده من الجوع وآلام المعدة طوال اليوم، بالكاد تستطيع الطفلة البالغة من العمر عامين الوقوف على قدميها.

ووفقًا للأمم المتحدة، يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد وأكثر من 20 مليونًا على شفا المجاعة.

فقد دمرت الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات البنية التحتية للبلاد وأدت إلى إنهيار أنظمتها الصحية والاقتصادية.

وقالت نسيبة حاج، جدة هديل، لوكالة أنباء (شينخوا) أمام كوخ العائلة في مديرية حرض الحدودية : “هديل مريضة منذ ستة أشهر ووضعها يزداد سوءاً”.

وتابعت قائلة: “بدأت معاناتنا قبل خمس سنوات عندما فررنا من المعارك إلى مخيمات النازحين تاركين وراءنا منزلنا ومزرعتنا وبقالتنا … منذ ذلك الحين تأثرنا بمصاعب الحياة والمآسي”.

وأضافت الجدة بينما كانت تطلعنا على الطعام الذي يطبخونه بالحطب في المطبخ، وهو وجبة واحدة لا تكفي لأسرة كبيرة مكونة من 17 فرداً: “ابني عبده، والد هديل، أصبح عاطلاً عن العمل منذ ذلك الحين. يذهب للبحث عن عمل ولكن في معظم الأيام يعود خالي الوفاض”.

وقال الدكتور محمد سعد في المركز الصحي بالمديرية لـ(شينخوا) إن هديل واحدة من مئات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في هذه المناطق.

وأضاف سعد: “نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في نقص أدوية سوء التغذية وسط تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل”.

وأشار إلى أن “الكثير من حالات سوء التغذية تزداد سوءاً بسبب شرب مياه الآبار الملوثة التي تؤدي إلى الإسهال والقيء”، لافتا إلى أن “معظم الأسر تفتقر إلى الغذاء والمياه النظيفة بسبب الحرب المستمرة”.

وحذر رئيس المكتب الصحي الحكومي في المديرية طارق هبة، من تزايد حالات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال بسبب تلوث مياه الآبار في منطقتي حرض وحيران الحدودية الشمالية.

وقال طارق هبة لـ(شينخوا): “هناك أعداد متزايدة من حالات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال في المناطق بالجزء الشمالي من محافظة حجة بسبب نقص مياه الشرب النظيفة وانتشار مياه الآبار الملوثة”.

وأضاف: “هناك أكثر من 3000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في هذه المناطق، ومن المرجح أن يزداد العدد بسبب نقص الأدوية والمياه النظيفة”.

في مكان آخر بمنطقة عبس المجاورة، الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، هناك مئات الأطفال مرضى، بحسب السلطات الصحية المحلية.

وزار مراسل (شينخوا) ثلاثة منازل هناك يعاني أطفالها من أمراض مختلفة، حيث وجد هاشم عيتين البالغ من العمر سنة واحدة، وعبيد مساوي البالغ من العمر عامين، وجنى يحيى البالغة من العمر عامين، جميعهم يعانون من سوء التغذية الحاد وآلام في المعدة بسبب تلوث مياه الشرب.

ويعاني اليمن من حرب أهلية منذ أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على عدة محافظات شمال اليمن، وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على الخروج من العاصمة صنعاء.

وتحاول الأمم المتحدة استئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين لإنهاء أكثر من ست سنوات من الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس وشردت أربعة ملايين ودفعت بالبلد العربي إلى حافة المجاعة.

الاخبار العاجلة