تحتاج غزة لراوٍ بحجم فيكتور هيجو ليكتب عن قصتها مع البؤس..!

9 مارس 2021آخر تحديث :
تحتاج غزة لراوٍ بحجم فيكتور هيجو ليكتب عن قصتها مع البؤس..!
تحتاج غزة لراوٍ بحجم فيكتور هيجو ليكتب عن قصتها مع البؤس..!

بقلم: جميل عبد النبي – الحياة

زنانات، قصف، إطلاق نار، انفجارات تدريبية، شهداء بنيران الاحتلال، شهداء أثناء التدريب، انفجار داخلي أودى بحياة البعض، وحطم بيوت البعض، إغلاق، كهرباء مقطوعة، معابر مغلقة، خريجون بلا عمل، أصوات البائعين الجوالين بمكبرات الصوت، تداخل أصوات المساجد التي لا تبتعد عن بعضها لأكثر من مئة متر، شوارع متسخة.

ساحة حرب بكل معنى الكلمة.

يمكنك أن تتوقع كل يوم، وربما كل ساعة حدثا يقض مضجعك، ويفقدك أحد أعز أهلك، أو أصدقائك.

يقال: إنها ضريبة المقاومة..!

وبصراحة: بت أشعر أن المقاومة، والاحتلال، والحصار، كلها شماعات يحتاجها الحاكمون ليبرروا فشلهم في كل شيء، لكن الأدهى هو هذه الحالة التي عليك أن تعيشها لحظة بلحظة طوال سنوات عمرك، عليك أن تبقى مشدودا، قلقا، متوترا، خائفا، تراقب كل لحظة،،، أنت يا رجل لا تجرؤ حتى على الابتعاد عن محطات الأخبار ساعة واحدة، إن غبت ساعة، مجرد ساعة، تصحو لتجد أن هناك الكثير قد فاتك.

من يستطيع أن يواصل كل عمره بهذه الطريقة؟

إن مثل هذه الأجواء لا يمكنها أن تنتج إنسانا سويا، وأنا أجزم أننا لسنا أسوياء، نحن نتاج لحياة غير سوية، فكيف لنا أن نكون أسوياء؟

نحن مشدودون عصبيون، نزقون، قلقون، ضيقو الأفق، من قال إن الشعوب التي عليها أن تناضل لاستعادة حقوقها عليها أن تعيش هكذا كل الوقت؟

نحن حتى لا نكتفي بما ينتجه الاحتلال من الأرق، نحن نضيف ونضيف ونضيف، ولدينا دائما ما نبرر به ما نضيف، لدينا مصطلح الاحتلال، ولدينا مصطلح ضريبة المقاا ومة، ولدينا ضريبة الوطن، ولدينا شعارات الصمود، لدينا الكثير لنبرر به ما هو ضروري، وما هو غير ضروري.

حتى مطالبتك بأن تُعامل كإنسان يقمعها المقموعون أنفسهم، وكأن المقموعين استمرءوا أن يُستخدموا لقمع أنفسهم، ولقمع من يشبههم..!

أنا أريد أن أقاا وم، لكني أريد أن أحيا كإنسان أيضا، أريد أن أرابط في وطني، لكني أريد أن أجد ما أقوم به صلبي، أنا إنسان، وأحتاج إلى ما يحتاج إليه أي إنسان، هكذا ببساطة، دون فلسفة زائدة، ودون فذلكة، أنا إنسان وكفى.

غزة بضجيجها، بفقرها، بتسخين أهلها، بحرمانها، بإشغالها الدائم بأقل مقومات الحياة، غزة بكل هذه المواصفات لم تعد صالحة لأي حياة آدمية.ارحموا غزة، وحلوا عن قفاها.

الاخبار العاجلة