تهاني السنة الجديدة.. أشكال متعددة والمعنى واحد

3 يناير 2022آخر تحديث :
تهاني السنة الجديدة.. أشكال متعددة والمعنى واحد
تهاني السنة الجديدة.. أشكال متعددة والمعنى واحد

صوت الشباب 3-1-2022  الكاتب: باسم برهوم   يتبادل الناس في جميع أنحاء العالم التهاني بحلول السنة الجديدة بالتمنيات بأن تكون سنة خير ولكن كل شخص يعبر عن هذه الفكرة بطريقته، لكن أكثرها اختصارا وتعبيرا “عام سعيد” وهو بالمناسبة مصطلح عالمي وباللغة الإنجليزية “Happy New Year”.

الجديد مع صفحات التواصل الاجتماعي هو الصور والفيديوهات، وفي هذا المجال يتبارى المتبادلون في أن تكون تهانيهم تتضمن مفاجآت وأشياء ظريفة مسلية، ولكن المشكلة في هذه الفيديوهات أنها تتكرر من عشرات المرسلين وهنا يغيب الإبداع الشخصي في ابتكار فكرة جديدة.

تهاني الفلسطينيين ومعايداتهم تبقى مختلفة بشكل عام لأنها تهانٍ يختلط فيها العام بالخاص ويرتبط بأهداف العودة والحرية والاستقلال. فتحقيق هذه الأهداف العامة هو خير للمجموع الفلسطيني والفرد في آن معا، وبالتالي، فإن الأمنيات العامة هي شخصية لأن خير وسعادة الفلسطيني مرتبطان بالحرية والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي. والأمنيات الأكثر إقناعا تلك التي تلامس العام والخاص بحيث يشعر الشخص أنه هو شخصيا المستهدف بالأمنية ويشعر أنها تخصه هو دون غيره، وبقدر ما تكون بسيطة ومعبرة بقدر ما تكون مفرحة لمن تصله، والأفضل أن يسمى الشخص باسمه.

بعد نكبة عام 1948 وعلى امتداد عقدين كان الفلسطينيون يهنئون بعضهم البعض بمصطلح “بالعودة”، وبقيت هذه هي طريقة التهنئة حتى نكسة عام 1967 عندما أصبحت العودة أبعد منالاً. مع ذلك بقي هدف الحرية والتحرير والعودة طريقة المعايدات لدى الفلسطينيين، وحتى إذا كانت المعايدة شخصية بين الفلسطيني والآخر فإن الوطني يبقى حاضرا لأنه لا عيد عند الفلسطيني إلا بحريته واستقلاله.

في الدول العربية تتعدد طرق التهاني بالأعياد ولكن المعنى يبقى هو ذاته في جميعها تقريبا، في دول الخليج يستخدمون مصطلح “عساكم من عواده”، وفي لبنان وبعض مناطق سوريا وفلسطين يستخدم “ينعاد عليك أو عليكم” وفي مصر “كل سنة وانت طيب”، وفي العراق “عيد سعيد” ويستخدمون أحيانا “ينعاد عليكم”. ولكن التهنئة الرسمية السائدة لدى الجميع “كل عام وأنتم بخير”.

في زمن جائحة الكورونا الصحة والسلامة تأتي أولا، فمعظم الناس يتبادلون التهاني “كل سنة وأنت بالصحة والسلامة”، و”السنة القادمة بدون كورونا”. وبالفعل الصحة هي أولا سواء في زمن الكورونا أو في غيره، فما دام الإنسان يتمتع بصحة جيدة بإمكانه أن يحقق المستحيل وأن يصل للأهداف التي يريدها.

التهاني والمعايدات من الأشياء الجميلة بين البشر، فهي نوع من المشاركة الإنسانية المستحبة حتى بين الأعداء في زمن الحرب، لأن الإنسان بحد ذاته هو القيمة الأهم، وفي الحروب كانت تستغل الأعياد لإعلان الهدن والتنعم بأوقات هادئة ومستقرة قدر الإمكان. الأعياد ليست مجرد ساعات فرح وسرور، إنها فرصة لتنحية كل الأزمات والصراعات والكراهية والأحقاد جانبا ونعيش لحظات إنسانية دافئة. ولكن تبقى معايدات الفلسطيني للفلسطيني هي الأمل بالحرية.

وأنت عزيزي القارئ كل عام وأنت بالصحة والسلامة وأن تنعم بالحرية.. فالنور في آخر النفق وما بعد عتمة الليل الحالكة إلا فجر مشرق.

الاخبار العاجلة