سياسي أمريكي : على إسرائيل أن تستعد لرئاسة جو بايدن .

21 أبريل 2020آخر تحديث :
سياسي أمريكي : على إسرائيل أن تستعد لرئاسة جو بايدن .

كتب الخبير السياسي الأمريكي المخضرم نورمان بيلي تحليلا في مجلة غلوبس الإسرائيلية الصادرة بالإنجليزية، قال فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية ستشهد تغيير سياسيا هائلا في نهاية العام الجاري ومطلع العام المقبل، سيسطر فيه الديمقراطيون على مجمل السياسة الأمريكية. ووفقا لتنبؤاته، فإن المرشح الديمقراطي جو بايدن سيستولي على البيت الأبيض بدلا من دونالد ترامب، بينما سيحظى النواب الديمقراطيون بأغلبية في الكونغرس، وكذلك في البرلمان، وهو ما يعني أن الحزب الديمقراطي بقيادة بايدن سيسيطر على كل دوائر صنع القرار الأمريكية. وقد حذر “بيلي” إسرائيل من رياح التغيير الأمريكية، حيث قال إن “الدعم الأمريكي للقضية الفلسطينية سيزداد تحت إدارة جو بايدن، بينما لن تقدر إسرائيل على إقامة علاقات جيدة مع واشنطن”.

عزى “بيلي” تنبؤاته إلى عدد من العوامل؛ أهمها تراجع شعبية ترامب والحزب الجمهوري بشكل كبير في ظل الإخفاق في التعامل مع جائحة كورونا، وتراجع الاقتصاد الأمريكي، وكذلك توحّد الديمقراطيين وراء المرشح جو بايدن.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لإسرائيل؟

ليس هناك أدنى شك في أن أهم دولة في العالم بالنسبة لإسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية. برزت هذه الأهمية منذ الوقت الذي اعترف فيه الرئيس الأمريكي ترومان بدولة إسرائيل في عام 1948، على الرغم من معارضة جميع مستشاريه. وبعد ترومان، جاء عدد من الرؤساء الأمريكيين، بعضهم قدّم الدعم لإسرائيل إلى حد كبير، وبعضهم الآخر دعمها بدرجة أقل. وقد كان باراك أوباما هو الرئيس الأمريكي الأكثر معاداة لإسرائيل، بينما يعتبر الرئيس الحالي دونالد ترامب هو الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل منذ رحيل ترومان. ومنذ ذالك الحين، مرت إسرائيل بتغيرات عسكرية وسياسية متعددة في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

في نوفمبر/تشرين من هذا العام، ستقوم الولايات المتحدة إما بإعادة انتخاب ترامب أو استبداله برئيس من الحزب الديمقراطي. في حال هزيمة ترامب، من المرجح أن يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ وكذلك على مجلس النواب. ينقسم الحزب الديمقراطي بشكل حاد إلى قسمين؛ القسم الأول يمثل المعتدلين، والقسم الآخر يمثل الراديكاليين اليساريين المعادين لإسرائيل بشدة، والمعادين علانية للسامية في كثير من الحالات. وعلى الرغم من أن نائب الرئيس السابق جو بايدن معتدل، لكنه عندما يصبح رئيسا للبلاد، سيصطدم بالكونغرس الذي تأثر بشدة باليساريين، وبالتالي من المتوقع أن يحاول إيجاد حل وسط، ومن المحتمل أن تتشابه سياساته بسياسات أوباما فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وسيزداد الدعم للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى التقارب مع إيران مع الحفاظ على الدعم العسكري لإسرائيل.

وبالطبع، ستؤثر أزمة الفيروس التاجي على نتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة. في عام 2016، حصلت هيلاري كلينتون على ما يقرب من ثلاثة ملايين صوت، أي أكثر من الأصوات التي حصدها ترامب، الذي انتخب من الأغلبية في المجمع الانتخابي. يتعين على ترامب مواجهة هذا الواقع الجديد في ظل تراجع شعبيته وسط تفشي الوباء، إضافة إلى التآكل الطبيعي لشعبيته نظرا لوجوده في الرئاسة منذ 4 سنوات. لدى ترامب قاعدة تمثل في أفضل أحوالها حوالي 35٪ من الناخبين، لكن بالمقابل سيتحد الديمقراطيون حول جو بايدن من أجل استعادة البيت الأبيض. وبالتالي، سيتعين على الجمهوريين المعتدلين والمستقلين الذين صوتوا لصالح ترامب في عام 2016 دعم جو بايدن بشكل كبير مرة أخرى. في أفضل الظروف، قد يفوز ترامب مرة أخرى في المجمع الانتخابي  لكن من غير المرجح أن يحصل على أغلبية الأصوات الشعبية.

ومن أجل أن يعزز ترامب حظوظه، فينبغي أن ينظر إليه الناخبون على أنه هو من عالج أزمة الوباء بشكل فعال، وسيتعين على البلاد أن تعمل بشكل طبيعي كالمعتاد، وإلا سيتم محو أقوى نقطة يراهن عليها ترامب، والتي تتمثل في ازدهار الاقتصاد الأمريكي.

وبشكل عام، من المحتمل جدًا أن يكون بايدن هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة في 20 يناير 2021، ويتعين على إسرائيل التعايش مع الواقع الجديد، وحينها، لن تكون الحكومة اليمينية في إسرائيل قادرة على إقامة علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

الاخبار العاجلة