شهادات مروّعة لجنود الاحتلال عن “الليلة السوداء” في حوارة

14 مارس 2023آخر تحديث :
شهادات مروّعة لجنود الاحتلال عن "الليلة السوداء" في حوارة
شهادات مروّعة لجنود الاحتلال عن "الليلة السوداء" في حوارة

يتساءل أغلبهم: إلى أين نحن وصلنا.. نخجل من النظر في عيون الفلسطينيين!!

“بعد الليلة السوداء في حوارة، قررت إنهاء عملي مع رجال الاحتياط في المناطق…

ما حدث في تلك الليلة لي ولأصدقائي أمر سيبقى معنا طوال حياتنا. كانت هنا ليلة البلور”،

حسب ما قاله أحد جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، لصحيفة “هآرتس”.

ويستذكر “كان هناك مستوطنون، وكان القتل يشع من عيونهم..

مؤلمة هي حقيقة أن السكان الفلسطينيين تُركوا لمصيرهم”.

“أقف هنا ولا يمكنني النظر إلى الفلسطينيين الذين يمرون من هناك من شدة الخجل”.

وأعرب عن خيبة الأمل مما جرى، مستشهدا بالتحقيق العسكري الذي نُشر حينذاك

، بالقول: القيادة أخطأت في تخصيص القوات، والسيطرة على الحدث،

إضافة إلى ذلك، كل هذه الجهود أدت إلى الاستنتاج بأنه لم يتم اتخاذ أي خطوات انضباطية ضد المشاركين.

شهادات عدد من جنود الاحتلال في الليلة العصيبة

حيث وثّق الصحفي ينيف كوفوفيتش شهادات عدد من جنود الاحتلال في الليلة العصيبة

التي عاناها أهالي بلدة حوارة، بسبب الهجمة الشرسة التي شنها المستوطنون في السادس والعشرين

من شهر شباط الماضي، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المواطن سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما)،

وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم 4 بجروح.

وقال أحد القادة الإسرائيليين الذي كان في المنطقة في تلك الليلة، في نقاش أمني مغلق،

“يبدو أن عددا من المتورطين، على الأقل في الجانب العسكري، يستخلصون الدروس وحدهم،

حتى أنهم يندمون على الخطأ، وأشعر أنه يصعب علي اليوم الوصول إلى الفلسطينيين في حوارة،

والتحدث معهم، هناك شعور من الخجل، بسبب أنه لا يوجد ما يمكن قوله لهؤلاء الناس”.

وحسب أقوال مصدر مطلع على تفاصيل المحادثة التي شارك فيها أيضا ضباط كبار،

فإن “الجنود مروا بوضع صعب جدا من ناحية نفسية”، أو حسب تعبير أحدهم:

“جاء الناس إلي بعد الحادثة وقالوا إنه كان صعبا من ناحية نفسية، وإنهم لم يكونوا مستعدين له،

أيضا في غرفة العمليات وفي نقاط المراقبة، هناك طلبات كثيرة للمساعدة النفسية،

بسبب الأحداث والأصوات. فعائلات كثيرة كانت عالقة في البيوت التي تحترق،

وقالوا إنها ستحترق في البيوت مع أبناء العائلة. وجد الناس صعوبة في مواجهة هذه المشاعر”.

الصعوبة النفسية للجنود

وحسب “هآرتس”، يبدو أن الصعوبة النفسية للجنود تتكون من عنصرين،

الأول هو مواجهة مشاهد الأولاد والشيوخ العالقين في بيوت تحولت إلى كتلة من النيران،

وأسطول من السيارات المحروقة. الثاني هو مشاعر الذنب،

والمسؤولية عما حدث للفلسطينيين في القرية في الساعات الأولى للاضطرابات

، إذ تركزت معظم جهود قوات الجيش على ملاحقة “المخرب”

الذي قتل الشقيقين هيلل ويغيل يانيف، قبل بضع ساعات من ذلك.

أحد الضباط المتواجدين في حوارة، قال: “علمت القوات على الأرض أن هناك مستوطنين

جاؤوا لكنهم لم يستطيعوا تقدير العدد وما الذي يفعلونه، لأنهم كانوا متفرقين،

فعندما حل الظلام، كان يمكن رؤية اللهب والدخان، وبدأت تصل الأنباء عن عائلات كاملة عالقة في البيوت.

ضابط كبير كان في المكان قدم الاعتذار، وعندها استند إلى شجرة الليمون وأمسك رأسه.

“من فعل هذا هو غير يهودي”، قال أحدهم لزميله. “لا يمكنني النظر في عيونهم.

لا يمكن الوقوف هناك قرب هذا الأب مع أولاده وسماع مثل هذه القصص. يجب علينا التوقف للحظة والسؤال: إلى أين نحن وصلنا؟”.

ضابط آخر قال: “سماع شخصيات رفيعة في الدولة تؤيد ذلك، هذا أمر لا يمكن استيعابه. لا توجد لديهم أي فكرة عما حدث هنا”.

حسب أقوال هذا الضابط، فإنه عندما حاول هو وجنوده إبعاد المستوطنين عن المكان،

فإن الأخيرين ببساطة هاجموا الجنود بعنف. “أنا لا أتذكر مثيلاً له”. قبل ذلك، شاهد كيف أن مجموعة

من المستوطنين انتظرت خارج البيت الذي تم إحراق واجهته. “لقد انتظروهم هناك

وهم يحملون الحجارة والعصي والغاز المسيل للدموع لهدف واضح: إذا هربوا من النار فهم سيصلون مباشرة

إلى أيديهم وعندها سيهاجمونهم. فقط بمعجزة تلك الليلة لم تنته، كما انتهت بعائلة دوابشة في دوما”.

أين لوائح الاتهام؟

وقال مصدر أمني مطلع على تفاصيل التحقيق في محادثات مغلقة: في أوساط كبار الضباط في الجيش،

هناك شعور أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد أي قرار حول كيفية مواجهة التطرف في أوساط المستوطنين،

بما في ذلك، وربما بالأساس، المذبحة في حوارة. “الشعور هو أنه لا أحد يريد العمل ضد ذلك، ولا يريد حقا تقديم هؤلاء المجرمين إلى المحاكمة”،

ربما تحقق الوضع الخطير، وهو يحدث في هذه الأثناء. بالنسبة إلى العالم، لا يوجد أي سؤال.

“صحيح أنه حتى الآن لا توجد أي جهة دولية تعتقد أن إسرائيل غير مذنبة فيما حدث في حوارة”،

قال مصدر أمني في النقاش الذي أُجري في قيادة المنطقة الوسطى بعد المذبحة.

“لا يوجد من يعتبرنا على حق. المسؤولية عن هذه الحادثة موجهة إلى إسرائيل”.

وتوالت ردود الفعل المنددة بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الداعية إلى حرق بلدة حوارة

ومحوها من الوجود، حيث سجل 300 اعتداء للمستوطنين في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس.

الاخبار العاجلة