كرت أحمر !!

27 مايو 2023آخر تحديث :
كرت أحمر !!
كرت أحمر !!
كرت أحمر !!

الكاتب : موفق مطر – للكذب والتضليل والمخادعة فنون وعلوم، لا علاقة لها باستهبال الآخرين،

أو النظر اليهم كمصابين بالزهايمر، فليس كل محترف في صف الكلام، ونسخ المصطلحات من قواميس الأكاديميات،

ولصقها ما بين نصوصه المكتوبة، أو كلامه من اعلى المنابر والمنصات ومستطيل (شاشات البلازما) الفضائية

خبيرا استراتيجيا، أو كاتبا أو محللا سياسيا حتى لو كان مسمى بعشرة مسميات منها الوزير السابق،

أو رئيس مركز (كذا) للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، أو كان من المحظوظين بالصدف ومفاجآتها.

نقرأ لأشخاص ذوي صيت وسمعة، ونسمعهم ونشاهدهم كيف يغطسون في المتعة

وهم يمارسون خفة اللسان على مسرح الحياة السياسية الفلسطينية، وكأنهم لا يعلمون أن الجمهور

يسجل انكشاف عوراتهم مهما صغرت فمنهم من يصر على نعت انقلاب حماس بالانقسام،

مخاطر الانقسام على المشروع الوطني

رغم دمويته، وأخطاره المتتابعة حتى اللحظة منذ 16 سنة على المشروع الوطني،

وأهدافه في تحطيم الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد،

ونسف اركان نظام وقانون السلطة الوطنية الفلسطينية، وتجريد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية

من فلسفتها وأفكارها الانسانية، وعقيدتها الوطنية، ومنهم من يتقمص دور الصليب الأحمر،

ولكن بحياد يفتق أمتن الأقنعة من شدة نفاقهم!! ومنهم من يزرع الألغام في حقول نصوص التقارير والأخبار،

والمصنفات الأدبية والتعبيرية، ويموّهها بحق حرية الرأي والتعبير، ومنهم من يضرب المنطق والموضوعية

عرض الحائط ليكرس موقف جماعته أو فئته السياسية حتى على حساب مسمى نبيل،

قد يكون لإطار سياسي أو نقابي أو اجتماعي أو ثقافي.. وغيره! ومنهم من يشتغل على جلد السلطة الوطنية الفلسطينية،

ويرجمها كخطاءة لا بد من تطهيرها بالعقاب، وهو الذي كان لا يوفر جهدا لتقديمها بثوب طهر وعفاف

عندما كان ركنا أو وزيرا في حكوماتها، أو متكسبا جشعا من مؤسساتها،

فالأصل أنه يتحمل مسؤولية قانونية عن سوء ادارة أو ضعف رؤى وتخطيط واستراتيجية وآليات عمل،

رغم أن العبقري هذا وغيره لم يكن لهم بصمة تشهد لهم، او تبرر نقرهم الهدام!! وليس نقدهم البناء!

المقارنات

يسارعون في كل مناسبة الى عقد مقارنة بين حركة تحرر وطنية تقدمية ديمقراطية، وبين فرع لجماعة دولية

تستخدم (اسلاما خاصا) ابتدعوه كوسيلة تمكنهم من سلطة دنيوية، وهم يعلمون ان فرعها في فلسطين

المسمى (حماس)، قطع الصلة مع جذور الهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني لحظة اعلان القسم بالعمل لصالح الجماعة، وليس الوطن.

يعقدون المقارنات وكأن الانقلاب الدموي ليس فعلا قاتلا للديمقراطية التي يمارسون– للأسف حرية الدجل والتزوير في رحابها!!

ونتساءل: ألم تتخذ حماس الارهاب الفكري والديني اسلوبا لقمع معارضيها.. وهل بإمكانهم ان يدلونا على مساحة للرأي الاخر أو المعارضة الايجابية في كيان فرع الجماعة…!!

ألا يعلمون أن حماس بمرجعيتها الاخوانية لا تقر الانتماء الوطني، ولا منهج الديمقراطية كقانون حياة تحررية تقدمية معاصرة؟

كيف يعقدون المقارنة بين حركة وطنية فلسطينية جذورها متصلة بتاريخ نهضة الفكر الوطني وستبقى متصلة مع مستقبله

على ارض الوطن وفي فضائه، وأي تضليل مقصود هذا وهم يحاولون تقديم جماعة عصبوية (تستخدم الدين)

في أفظع عملية تحريف لتاريخ الكفاح الوطني، لمجرد أن هذه الجماعة امتلكت قوة مسلحة وفرتها خطوط امداد بالسلاح والمال

من قوى اقليمية، تحت سمع وبصر منظومة الاحتلال الفاشية العنصرية (اسرائيل)، فلكليهما هدف استراتيجي وهو: منع قيام دولة فلسطينية مستقلة.

هنا وفي هذه اللحظة لا بد من رفع الكرت الأحمر أمام بصر هؤلاء، لعلهم يتنبهون الى المنعطف الذي ليس

من بعده إلا الهاوية أو الدخول في حقل الغام بلا ملامح أو معلومات!! الكرت الأحمر خوفا على جمهور صدقهم واستقل حافلتهم!!

الاخبار العاجلة