هل الإصلاح في الماضي أم في المستقبل؟

14 يوليو 2021آخر تحديث :
هل الإصلاح في الماضي أم في المستقبل؟
هل الإصلاح في الماضي أم في المستقبل؟

بقلم : محمد قاروط أبو رحمه
هذا سؤال جوهري لكل العاملين في الشأن العام، ومنه ينطلق الفرد والجماعة والتنظيم في دورة الإصلاح والتطور.
إذا أردنا الإصلاح والتطور فإنهما يقعان في المستقبل وليس في الماضي او الحاضر، ولكن الماضي نتعلم منه.
ومسؤوليتنا في الحاضر أن نمتلك إرادة التغيير والإصلاح والتطور، ثم نؤمن بأهمية ذلك، وإننا قادرون على إحداثه، ثم العمل على إحداث التغيير بهدف الإصلاح والتطور.
المرحلة الأولى العملية التي تشير إننا نمتلك إرادة التغيير، هي التحدث بايجابية والعمل بروح ايجابية.
الأمر تماما مثل القمر فالبعض يراه منيرا فيه جانب مظلم، والبعض يراه مظلما فيه جانب منير، الحقيقة واحدة في وصف القمر، ولكن من أين تبدأ في وصف الحقيقة هذا أمر مهم، هل نريد البدا بالنور أم بالظلام، هذا أمر متعلق بالفرد وكيف يريد التعبير عن ذاته، وكيف يريد أن تتفاعل المجموعة معه.
علينا في الحاضر أن نتوقف عن تدمير ذاتنا من خلال استمرار الحديث عن السلبيات، لأننا لا نستطيع إضافة الايجابيات ونحن نهتم بالحديث عن السلبيات، تكرار الحديث عن السلبيات يقتلنا ويقتل غيرنا، ولا يشجع على اكتساب الايجابيات.
لنتوقف عن جلد ذاتنا، والتقليل من قيمة أنفسنا، وعن تكرار التحدث عن أخطاء الماضي، وعدم الجزم بتكرارها في المستقبل.
لنتوقف عن قول نعم عندما يلزم أن نقول لا.
لنتوقف عن مشاحنة بعضنا وان لا نقابل السيئة بالسيئة، وان نتجاوز عن اخطاء بعضنا مع بعضنا.
وان لا نتدخل في عمل بعضنا إلا إذا طلب منا المساعدة، فنحن لا نعرف على وجه الدقة ظروف عمل كل واحد فينا.
لنبعد عن الفاشلين، والمأزومين، لان معاشرتهم مهلكة.
لنتوقف عن تقليد البعض، وليكن لكل واحد منا شخصيته.
لنعلم أن المال لا يشتري إلا الأشياء أما الاحترام فانه سلعة معنوية نبنيها بجهد ومثابرة من خلال العمل الدءوب.
لنتوقف عن اعتبار أنفسنا في كمال فنحن بشر، ولنستمر بالتعلم.
لنقم بما يجب القيام به دون مماطلة او تأخير.
ولا نضيع عمرنا بالمنافسة السلبية او الغيرة او الحقد.
ولنحاول إصلاح الناس دون المساس بكرامتهم.
ولنتوقف عن الحديث عن انهيار القيم والمجتمع.
لنجرب ولا نخاف من التجربة ولنتوقف عن القلق من المستقبل والعمل على أن يكون أفضل.
لنتوقف عن الغرور وإننا الأفضل.
بدون امتلاك إرادة التغيير، والإيمان بأهميته، والعمل من اجله فان حالنا سيسير في طريق لا نرغب به.
التغيير من اجل الإصلاح والتطوير رحلة وليس نقطة وصول.
ولكل رحلة نقطة انطلاق من الحاضر، وزاد رحلة التغيير أن نتوقف عن الحديث عن السلبيات والعمل بها.

الاخبار العاجلة