(يعقوف) في محكمة إسرائيل العليا!

4 أغسطس 2021آخر تحديث :
(يعقوف) في محكمة إسرائيل العليا!
(يعقوف) في محكمة إسرائيل العليا!

بقلم: موفق مطر 

شهدنا أمس (فضيحة) من النوع الثقيل لأعلى هيئة قضائية في منظومة الاحتلال الإسرائيلي المسماة (المحكمة العليا) يجب استغلالها واستثمارها، مع الملاحظة أنها قد تكون فضيحة تعكس إفلاس المنظومة الصهيونية وافتقارها إلى أساليب جديدة في الخداع والتضليل، أو أنها تعبير صريح واضح – دون لف أو دوران- عن رغبة جامحة في تجديد سلوك القضاء المتطابق مع نظرية الصهيونية العنصرية، وذلك بعدما نجح رؤوس المنظومة في استنبات الاستكبار والتفوق والتمييز العرقي والديني في حقول المجتمع الإسرائيلي المتنوعة، وعليه فإن المحكمة العليا الإسرائيلية لم تجد حرجا في نسف أساسات القانون الدولي وكل وثائق التاريخ والكتب المقدسة وحقائق الجغرافيا الطبيعية والسكانية القديمة والحديثة، فذهبت إلى اعتبار المواطن الفلسطيني طارئًا ومستوطنًا غريبًا عن أرضه ويعامل وفق تسويات استثنائية، وبالمقابل اعتبار المستوطن الغريب تمامًا عن الأرض مواطنًا، وكذلك اعتبار الغزو والاستعمار والاحتلال والسرقة على طريقة اللص المستوطن (يعقوف) بمقام الأصل والقاعدة، فهيئة المحكمة التي ظن شخوصها أنهم باقتراحهم المكرر المرفوض سابقًا ونصه “بقاء العائلات الأربع في بيوتها مقابل تعريفهم  بسكان محميين” ينطبق المثل الشعبي عليها (جاءت لتكحلها فعمتها) خاصة إذا وضعنا منطوق القاضي يتسحاق عميت تحت المجهر وقوله: “إن هذه التسوية تعطينا مجالًا للتنفس لسنوات وإلى حينها إما أن تجري تسوية للأراضي أو يحل السلام ولا نعلم ما الذي سيحدث”. 

يريدنا عميت قبول تسوية محكمته وكأننا لم نلدغ من جحر منظومتهم مرتين، فجهازهم القضائي وأعلى محكمة في المنظومة تمارس ذات أساليب ساستها، أي تسوية جزئية يأخذون بها ما يعزز خرافتهم الصهيونية، ثم يماطلون ويماطلون حتى يصلوا إلى لحظة يعرفون وحدهم ما يفعلون وما سيحدث خلالها وبعدها!!.
لقد دفعنا ثمنًا باهظًا لدروس التسوية مع منظومة الاحتلال، وبات الشعب الفلسطيني على دراية بكل خيوط لعبة المنظومة المعلنة أو التي يظنون أنها مازالت سرية، فالشعب الفلسطيني الذي لم يخضع ولم يستسلم لتسويات حرفتها منظومة الاحتلال (إسرائيل) عن أهدافها، والقيادة الفلسطينية التي لن تقبل أي أمر واقع بعد حوالي ربع قرن لن يسمحا بزرع هذا اللغم الخطير جدًا على الوجود الفلسطيني في القدس عاصمة فلسطين مهما كانت التضحيات، فقضية بيوت عائلات حي الشيخ جراح تجاوزت كونها قضية أربع عائلات أو أقل أو أكثر، وأصبحت قضية ستقرر مصير عاصمة فلسطين المحتلة، ومن لا ينظر إليها كذلك أو يحاول استثمارها لمكاسب فئوية حزبية ضيقة ، فإنه سيستيقظ ذات يوم فلا يجد في القدس  إلا (يعقوف) وأمثاله من اللصوص سارقي أرض فلسطين وبيوتها.   
الذين يحكمون ويتحكمون بمصير الدولة المسماة إسرائيل مصابون بداء لا شفاء منه، إنه فايروس الصهيونية العنصرية، ولمن لا يعرف بعد قصة يعقوف، فهو المستوطن اليهودي الأميركي الأصل صاحب الاسم الحقيقي (جاستن سي فوتشي) القادم من إيست ميدو، نيويورك الذي أعرب بكل تبجح عن مفهوم الصهيونية الاستعمارية العنصرية عندما أجاب سيدة فلسطينية استولى على بيتها في القدس الشرقية بقول موثق في شريط فيديو: “إن لم أسرقه أنا سيسرقه شخص غيري”!. جاستن هذا الذي انتحل اسم يعقوب قال في حديث متلفز: “أنا هنا لإثبات أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى هنا، سواء كنت هنا، أو لم أكن، سواء كنت أنا، أو شخص آخر، سواء كان قردًا، أو زرافة، فلن يعودوا إلى منازلهم هذه على الإطلاق”.
نكشف الحقائق للمخدوعين المضللين بدعاية منظومة الاحتلال عن الديمقراطية والحريات التي تستخدمها لبسط وتعميم وتعميق الاحتلال والاستعمار العنصري بالتوازي مع استخدامها لأحدث أسلحة التدمير والقتل والإبادة ولارتكاب جرائم الحرب بكل صنوفها البرية والجوية والبحرية والجاسوسية لتدمير مقومات ومقدرات الشعب الفلسطيني.

الاخبار العاجلة