ترجمة خاصة – صوت الشباب – 13-5-2020 قالت مجلة “كومون دريمز” الأمريكية إن “أكثر من 50 مجموعة سياسية أمريكية وجهت رسالة إلى المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، تطالبه بتبني مبادئ جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، وإعطاء أولوية للدبلوماسية والتعددية بدلا من اللجوء إلى النزاعات العسكرية. كما وتحث الرسالة بايدن على عدم تدخل الولايات المتحدة في إحداث تغيير في الأنظمة السياسية الدولية، وشجعته على إجراء محادثات مع كوريا الشمالية وإيران، ودعم حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفيما يلي ما ورد في الرسالة:
“إن الشعب الأمريكي يبحث عن زعيم سيقلب صفحة سياسات 11 أيلول/سبتمبر التي أسفرت عن سلسلة لا نهاية لها من الحروب، وخسائر لا حصر لها، وزيادة في عدم الاستقرار العالمي، وتدفق للاجئين على نطاق واسع، وانتهاك للحريات المدنية الأمريكية وحقوق الإنسان”.
“لقد حان الوقت لإنهاء حروبنا التي لا نهاية لها، ولتبني نهج جديد للعلاقات الدولية، نهج تلتزم فيه الولايات المتحدة بالقانون الدولي وتشجع الآخرين على أن يفعلوا الشيء نفسه ويتم استخدام جيشنا فقط للدفاع عن شعبنا وبلدنا. نأمل في الأشهر القادمة أن يتم مشاركة الشعب والجماعات الأمريكية مثل مجموعتنا في نقاش واسع حول شكل السياسة الخارجية الأمريكية الأكثر عدالة وأكثر تقدمية.”
وتقول الرسالة أيضا “يجب على الولايات المتحدة التوقف عن السعي إلى تحويل الدول من خلال سياسات مدمرة، وبدلاً من ذلك يجب العمل من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحافل المتعددة الأطراف الأخرى لبناء إجماع عالمي ودعم قانوني دولي من أجل إيجاد حلول دبلوماسية سلمية للصراعات الداخلية والدولية”.
قال ايريك سبيرلينج، المدير التنفيذي لمجموعة “السياسة الخارجية العادلة” “حان الوقت لقلب صفحة الحرب الكارثية وسياسات تغيير الأنظمة التي أدت فقط إلى زعزعة الاستقرار والمعاناة في الخارج. يجب أن يتقبل صانعو السياسة لدينا الاتجاه الذي لا رجعة فيه للرأي العام بعيدا عن التدخلات”. وأضاف سبيرلينج الذي وقعت مجموعته على الخطاب “إن الأمريكيين لا يسقطون بسبب الخوف من الترويج أو دعوات لبناء الدولة في الخارج في وقت تحتاج فيه التحديات التي تواجه أمتنا والعالم إلى حلول سلمية وتعاونية”.
أمضى بايدن أكثر من ثلاثة عقود كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي وخدم فترة من الفترات كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل أن يشغل منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما لفترتين. لقد واجه المرشح الديمقراطي المفترض انتقادات شديدة من التقدميين لسجله الطويل في القضايا الدولية بما في ذلك دعمه لحرب العراق.
من بين الموقعين على الرسالة الموجهة إلى بايدن: مركز البحوث الاقتصادية والسياسية، كود بينك، غرينبيس- الولايات المتحدة، انديفيزبيل، شبكة عمل المجتمع المدني الدولي (ICAN)، الصوت اليهودي من أجل السلام، موف اون، أور ريفيليوشن، صنع السلام، معهد كوينسي، روتس اكشن، الانتصار بلا حروب.
قالت تريتا بارسي من معهد كوينسي “إن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى إعادة توجيه جذري لسياستها الخارجية، بعيداً عن هدف الهيمنة على الكرة الأرضية عسكرياً ، الأمر الذي أغرق أمريكا في حروب لا نهاية لها وأن تتجه نحو إستراتيجية أمنية وطنية تركز على المشاركة الدبلوماسية وضبط النفس العسكري. قد أوضحت جائحة كورونا أن تركيزنا المفرط على التهديدات العسكرية الأجنبية تركنا عراة وضعفاء أمام التحديات الحقيقية لهذا القرن المتمثل بالأوبئة والفوضى المناخية.”
بينما قال “دان كاليك” كبير المستشارين السياسيين في مجموعة “موف أون” “إن الفيروس التاجي قد غير كل شيء، ويجب أن تتغير أولويات سياستنا الخارجية لتعكس العالم الجديد الأساسي الذي نعيش فيه. لم يعد بوسعنا تحمل عسكرة نهجنا تجاه مشاكل السياسة الخارجية، وقد رأينا كيف أن أولويات الإنفاق على الأمن القومي المضللة جعلتنا غير مؤهلين للتعامل مع الأزمة التي نواجهها الآن.”
قالت ياسمين الطيب، المستشارة السياسية العليا في مجموعة الحريات المدنية لصحيفة هفنغتون بوست “إذا كان بايدن يريد أن يكون ناجحًا في نوفمبر ويرغب في تحفيز القاعدة الشعبية وتنشيطها، فإننا بحاجة إلى الحصول على التزام أقوى من نائب الرئيس بايدن بشأن العديد من هذه قضايا السياسة الخارجية التقدمية التي يهتم بها اليسار”.
تتضمن الرسالة قائمة بالإجراءات الرئيسية التي تعتقد الجماعات أن بايدن يجب أن يدعمها:
- إلغاء AUMF 2001 واحترام سلطات الحرب في الكونغرس
- تخفيض ميزانية البنتاغون
- الانخراط مع ايران وكوريا الشمالية.
- دعم حل عادل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
- معارضة تدخلات تغيير النظام ومعارضة فرض العقوبات واسعة النطاق.
- رفض سياسات الهجرة التمييزية ودعم اللاجئين.
- إغلاق مركز الاعتقال في قاعدة غوانتانامو البحرية الأمريكية في كوبا.
- إنهاء الدعم للحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان
- إعطاء الأولوية للدبلوماسية وتجنب عسكرة علاقاتنا مع القوى الأخرى مثل روسيا والصين.
توضح الرسالة الظروف الحالية وما يجب على بايدن فعله تحت كل أولوية مدرجة في حال أصبح مرشحا رسميًا وفاز في الانتخابات في نوفمبر. فيما يتعلق ببند التدخلات والعقوبات فقد ورد ما يلي: “الحملات العسكرية والسياسية الهادفة إلى تغيير النظام تسببت في كارثة في العراق وليبيا وسوريا وأماكن أخرى في العقدين الماضيين. وفي الوقت نفسه، ساعدت العقوبات واسعة النطاق ضد دول مثل إيران وفنزويلا على إفقار السكان بشكل عام دون تحقيق نتائج سياسية إيجابية وفي بعض الأحيان تمكين النخب الحاكمة.”
قال مات دوس، مستشار ساندرز “لقد أظهر هذا الوباء بأكبر قدر ممكن من الوضوح أن العديد من الأولويات والاستثمارات الأمنية في بلادنا على مدى العقدين الماضيين لم تكن خاطئة فحسب بل كانت كارثية، وحان الوقت لإحداث تحول كبير”