تداعيات الإرهاب الصهيوني

19 ديسمبر 2021آخر تحديث :
تداعيات الإرهاب الصهيوني
تداعيات الإرهاب الصهيوني

صوت الشباب 19-12-2021  الكاتب: عمر الغول  الإرهاب الصهيوني وجد يوم تأسست الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، ونما معها، وتغول واستوحش مع بدايات حرب الاستيطان وتنفيذ المشروع الكولونيالي الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية مع بدايات القرن العشرين وقبل وعد بلفور، وبعد قرار الانتداب، وقبل إقامة دولة المشروع الصهيوني في العام 1948، عام نكبة الشعب الفلسطيني وبعده وحتى يوم الدنيا هذا.

غير أن ما يميز إرهاب الدولة الصهيونية بمركباتها الرسمية وغير الرسمية في العقد الأخير، هو أولا اتساع وازدياد جرائم قطعان المستعمرين ضد أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم وأماكن عبادتهم، حيث بلغ عدد الجرائم هذا العام ما يزيد على 460 هجوما وحشيا؛ ثانيا كل جرائم حرب الاستيطان الاستعماري تمت، وتتم بدعم وحماية جيش الموت الإسرائيلي؛ ثالثا التكامل التام بالتخطيط والتنفيذ بين عصابات المستوطنين وحكومات إسرائيل المتعاقبة. ولم تتم جريمة من الجرائم دون هذا التكامل والتكافل، وهو ما يرد ردا مباشرا على كل من حاول الفصل بين الاستيطان الاستعماري ومركز دولة المشروع الكولونيالي الصهيوني الاستعمارية؛ رابعا التغطية القانونية الكاملة من الدولة المارقة والخارجة على القانون وقضائها لتلك العصابات الإرهابية، ولعل قانون “أساس الدولة اليهودية” خير دليل على ذلك؛ خامسا الميزة الأهم في السنوات الأخيرة لهجمات المستعمرين عدم الخشية من ردود الفعل الفلسطينية، ليس بسبب دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإنما لضعف صوت المقاومة الوطنية، ولاتساع وتعمق الاستيطان في الأرض الفلسطينية، ولعدم اتخاذ مواقف دولية حازمة ضد انتهاكات وجرائم دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية، ولاتساع التطبيع المجاني العربي، وإدارتهم الظهر لفلسطين وقضيتها، ولاستمرار الانقلاب الأسود ماثلا وجاثما على الأرض في محافظات الجنوب.

وما تشهده مدن الضفة الفلسطينية منذ مساء يوم الخميس الماضي، في أعقاب إطلاق الرصاص على سيارة لقطعان المستعمرين، نتج عنها قتل أحدهم، وجرح مرافقيه عكس الصورة الوحشية الهمجية لقطعان المستعمرين معززة بقوات الجيش وحرس الحدود وأجهزة الأمن الإسرائيلية، التي انتشرت كالفطر في محافظتي نابلس وطولكرم وعلى الطرق الرابطة بين مدن الشمال والجنوب، خاصة ضد أهالي قرى برقة وقريوت وبازاريا ومحيطها، ما أدى لاعتداءات وعربدات عنصرية وفاشية، ما استدعى من أهالي قرى وبلدات سبسطية وبرقة ومن حولها لمناشدة الجماهير الفلسطينية في القرى المجاورة من تقديم العون والدعم لأهالي القرى المنكوبة بهجمات قطعان المستعمرين، والتصدي لهم.

كما ويعلم المتابعون لإرهاب المستعمرين في الضفة الفلسطينية، أن إرهابهم لا ينحصر في محافظة نابلس أو طولكرم وجنين وإنما في كل محافظة ومدينة وقرية ومخيم وعلى رأسها وفي المقدمة منها في العاصمة الأبدية القدس، التي تتعرض لهجمة وحشية من التطهير العرقي في الشيخ جراح وسلوان وأحيائها الستة وفي شعفاط وحيثما وليت وجهك تجد الإرهاب الصهيوني متغلغلا في بلدات وقرى ومركز العاصمة، فضلا عن الهجمات الإرهابية شبه اليومية للأماكن المقدسة خاصة المسجد الأقصى المبارك لفرض التقسيم الزماني والمكاني كمقدمة لتدميره لاحقا، وفي محافظة الخليل.

هذه الجرائم الوحشية تتطلب أولا العمل على تصعيد المقاومة الشعبية في أرجاء الوطن الفلسطيني وفق خطة عملية وواقعية للتنفيذ فورا ودون تلكؤ أو تردد؛ ثانيا تشكيل لجان شعبية في مختلف المدن والقرى مهمتها حمايتها من الاعتداءات الوحشية، والتصدي المباشر لأولئك القتلة بكل الوسائل المتاحة لهم؛ ثالثا التكامل والتكافل بين القرى المجاورة عبر تشكيل لجان موقعية ومناطقية وربطها بمركز قيادي في المدن لردع المستعمرين وجيش الموت الإسرائيلي؛ رابعا تقوم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بتأمين الدعم المباشر لكل اللجان الشعبية، وبحيث تعتبر الوزارة مرجعية تلك اللجان بمختلف المحافظات، وتشكل مع قادة المقاومة الشعبية هيئة مركزية لوضع الخطط الكفيلة بتعزيز مكانة وقدرات تلك اللجان، ولمنحها الطابع الوطني؛ خامسا العمل على طي صفحة الانقلاب الأسود، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، وتعزيز الشراكة بين القوى الرسمية والشعبية كافة، وتقديم الدعم الكامل لضحايا الانفلات الوحشي لقطعان المستعمرين؛ سادسا وقف سياسة التلويح بوقف التنسيق مع حكومات إسرائيل، والعمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي فورا؛ لأن حكومات إسرائيل كلها تقف خلف الاستيطان؛ سابعا الطلب من العالم تأمين الحماية الدولية، ودعوة الأشقاء والأصدقاء في العالم قبل أميركا بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. 

الاخبار العاجلة