إسرائيل تخشى تبعات غزو أوكرانيا على عملياتها ضد إيران

25 فبراير 2022آخر تحديث :
إسرائيل تخشى تبعات غزو أوكرانيا على عملياتها ضد إيران

صوت الشباب 25-02-2022 – طالبت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام حول الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك تحسبا من أن تؤثر تصريحات معينة على التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سورية، ووقف هجمات الأخيرة ضد أهداف إيرانية هناك. ويتابع المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي الحرب في أوكرانيا في محاولة لتقدير تبعاتها على الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة.

وأفادت الصحيفة بأنه في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) رصدت التحولات لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحاولوا جاهدين إدراك وجهته وتحليل تأثيره على استمرار الهجمات الإسرائيلية المتتالية ضد إيران وحزب الله وحركة حماس.

وخلال مداولات في إسرائيل بمشاركة ضباط استخبارات، لتقييم الوضع في “الجبهة الشمالية”، أي سورية ولبنان، في العام 2018، جرى تحليل الأداء الروسي وكيفية النظر إليه في السنوات القريبة التالية. وذكرت الصحيفة ان ضابط استخبارات كبير قدم في هذه المداولات تقديرا، قال فيه إن بوتين يُبدي طموحا إمبرياليا ويبني نفسه كزعيم الأمة بشكل مشابه لزعماء في روسيا في الماضي غير البعيد. وأضاف الضابط أن بوتين يضع نفسه على أنه “وجه الشعب، وجه روسيا، أمنا روسيا”.

ويدعي مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه من الناحية الاقتصادية، روسيا ليست لاعبا هاما مقابل دول عظمى مثل الصين والولايات المتحدة ودول أخرى في أوروبا، لكن تقديرات مسؤولين استخباراتيين هي أن روسيا ما زال لديها تأثير دولة عظمى، خاصة بسبب الطريقة التي تعمل من خلالها من أجل تحقيق أهدافها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله، مؤخرا، إن “الروس يستخدمون قوتهم بشكل ناجع وذكي. وتسعى روسيا بصورة تقليدية إلى احتكاك عسكري. وتحدث بذلك عرقلة لمجرى الحياة في مناطق مختلفة، وتدرس تبعات الفوضى التي أحدثتها ومن هناك تعمل من أجل تحقيق أهدافها”.

ويسود اعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي، أن تحميل روسيا المسؤولية على إسرائيل بعد إسقاط طائرة روسية بصاروخ أُطلق من منظومة الدفاع الجوي السورية ضد طائرة إسرائيلية، غايته اختبار إسرائيل في حالات توتر وتقييم مدى خضوعها لسيطرة بوتين في أحداث متطرفة.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع إنه في حال خرج بوتين من الحرب في أوكرانيا متضررا اقتصاديا بشكل كبير بعد فرض عقوبات أميركية وغربية شديدة على روسيا، فإنه “سيتزايد التخوف من أنه سيغير سياسته مقابل إسرائيل في سورية ودول بعيدة أكثر، تعمل فيها إسرائيل من أجل إحباط تموضع إيراني، بحسب تقارير أجنبية”، في إشارة إلى العراق واليمن.

ووفقا للتقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن بوتين، من أجل تحسين مكانته، قد يفرض قيودا على إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية في الشرق الأوسط، وخاصة في الأراضي السورية، من خلال وضع مصاعب أمامها في إطار التنسيق الأمني معها.

واعتبرت هذه التقديرات أنه بذلك ستتمكن إيران من نقل أسلحة أكثر تطورا إلى سورية ودول أخرى في المنطقة، “لأن بوتين سيحتاج إلى مداخيل من صفقات أسلحة كبيرة، وسيرغب في إحداث توازن رعب مقابل قوات عسكرية غربية موجودة في المنطقة”.

كذلك يتخوفون في إسرائيل من أنه في حال تحريك حلف شمال الأطلسي (الناتو) قوات عسكرية أخرى إلى البحر المتوسط أو دول في المنطقة، فإن بوتين سيستخدم أجهزة تشويش “جي بي اس” متطورة، وحرب إلكترونية وهجمات سيبرانية بهدف عرقلتهم. “وخطوة كهذه من شأنها تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي وحتى عرقلة منظومات تكنولوجية عسكرية ومدنية في إسرائيل”.

ويتحسبون من جهاز الأمن الإسرائيلي من أن تنديد إسرائيل، أمس، بالغزو الروسي لأوكرانيا، سيجعل بوتين يغير توجهه إلى الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان غير المحتلة. وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الوضع الحالي سيتغير في المستقبل

ويقدر المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أن الأحداث الأخيرة ستؤدي إلى تقارب عسكري وسياسي بين روسيا وإيران. “وفرض عقوبات تجارية على روسيا يمكن أن تجعل بوتين يضع إيران تحت رعايته.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في إسرائيل كانوا يعتبرون، حتى فترة قريبة، أن روسيا ليست معنية بتموضع إيران في سورية، والآن باتوا في جهاز الأمن يخشون من أنه من أجل تقريب إيران منه، سيسمح بوتين لها بالتصرف بحرية أكثر في سورية، وأكثر بكثير مما كانت إسرائيل تريد وبإمكانها أن تحتوي”.

وبحسب تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن الحرب على أوكرانيا تضع مصاعب أمام الدول العظمى لبلورة تفاهمات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، من خلال المحادثات في فيينا، ومن شأن ذلك تأخير توقيع اتفاق جديد، “ومن الجائز أن تخلط الأوراق في المفاوضات”.

الاخبار العاجلة