أين أنت يا شرعية دولية؟

7 مارس 2022آخر تحديث :
أين أنت يا شرعية دولية؟
أين أنت يا شرعية دولية؟

صوت الشباب 7-03-2022   الكاتب يحيى رباح: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي ما زالت تحتفظ ببعض الكتاب الصحفيين الإسرائيليين الذين ما زلوا يمتلكون القدرة على قول ما أصبحت إسرائيل عاجزة عن قوله، قالت إن إسرائيل ليست بحاجة إلى بن غفير آخر.

هذا الكلام معناه أن إسرائيل أصبحت كلها تحاول أن تكون مشابهة لهذا النموذج الأبله من المستوطنين الذين يشبهون المستوطن الأكثر غباء وهو الذي أعاد فتح مكتبه في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، دون أن يخطر على بال هذا المستوطن المتطرف الأحمق بن غفير، الذي تراوده أحلامه المريضة بأن يصبح نجما في السياسة الإسرائيلية التي لا يفلح أحد فيها،

إلا المستوطنون الذين يجيدون قتل الأطفال الفلسطينيين، وسرقة أرض الفلسطينيين ثم العمل على تهجيرهم بكل الطرق الإجرامية، فيرد عليهم الفلسطينيون بجملة واحدة “إنا هنا باقون في قدسنا وفي فلسطيننا، مثل الزعتر والزيتون”، ويرتبك المستوطنون أشد الارتباك، ويصبح الخوف هو سيد الموقف، والأكاذيب الصهيونية تنكشف وتتمزق وتصبح هشة ومضحكة ومهانة وعلى رأسها الأكذوبة التي يقولون فيها “نحن لسنا محتلين، بل نحن إلى أرضنا عائدون”.

لكننا هذه الأيام نفتقد الشرعية الدولية، فعلى خلفية الأزمة القائمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي الذي خرجت منه بريطانيا بفعل بوريس جونسون رئيس الوزراء الذي كان الأكثر تحريضا على الخروج من الاتحاد الاوروبي نراه الآن أعلى الاصوات في التغني بأمجاد الاتحاد الأوروبي!! وطبعا بتشجيع من أميركا، فلا يوجد نظام يعبر عن ازدواجية المعايير أكثر من أميركا “حامية الحرية وحقوق الإنسان كما تدعي”، ولكنها لا تقول كلمة واحدة عن حقوق الإنسانية الفلسطينية، وتستنهض الشرعية الدولية ولكنها تصر على أن تبقي الشرعية الدولية نائمة بما يشبه الموت حين تكون هذه الشرعية مطلوبة لصالح فلسطين.

في معركتنا البطولية نحن الفلسطينيين لتثبيت حقوقنا العادلة لا تفتر لنا همة، بل نمضي قدماً، نصمد بأعلى مقاييس الصمود بما يتوافر لدينا وإدارته بأعلى المعايير، وإسرائيل رغم حلفائها الكثيرين وبعضهم عرب وليسوا عجما فقط، تغرق في الخوف من جديد، فبعد أن ركبت الشرعية الدولية لعقود طويلة، أخفقت في الأيام الأخيرة في الاختبار حين اعتقدت أنها إذا عزفت معزوفة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وهي نفسها المعزوفة الأميركية، سوف تكسب كثيراً، لكنها اعتراها الخوف الكبير بأن اختياراتها لم تكن صائبة، فاختيارات الطمع والجشع بأن تستقدم مائتي ألف يهودي من أوكرانيا تثبت أنها أوهام ملفوفة بالخوف، بإيقاع الحرب القائمة حالياً لا توافق إسرائيل على أوهامها، زجت بنفسها وبمستوطنيها في اللعبة فغرقت في الخوف والانكشاف أكثر.

في هذه اللحظات المكثفة، مطلوب منا بقوة وحكمة أن نزرع الحقائق الفلسطينية في واقعنا اليومي، وأهم حقائقنا هي وحدتنا الفلسطينية المسيجة بالإجماع الوطني، لأن استعارة قاموس الآخرين لا تفيدنا، والتبرع بمعاناتنا ليستخدمها الآخرون في معاركهم الوهمية ضار بنا.

الاخبار العاجلة