إسرائيل تتغول هروبا من استحقاقات السلام

17 أبريل 2022آخر تحديث :
إسرائيل تتغول هروبا من استحقاقات السلام
إسرائيل تتغول هروبا من استحقاقات السلام
إسرائيل تتغول هروبا من استحقاقات السلام

الكاتب: رمزي عودة ما الذي تسعى إليه دولة الاحتلال؟ تقتل المدنيين وتقتحم قواتها المسجد الأقصى!

وتتوسع في الاستيطان، وترفض حل الدولتين، وتستمر في تنكرها لكافة القوانين الدولية!

وبعد كل هذا ماذا تنتظر من الشعب الفلسطيني. هل تتوقع أن يتم إسكات صوت الثورة الفلسطينية؟

هل تتوقع أن تخنع جنين في هبتها وقد فقدت 13 شهيدا منذ نيسان الجاري!

هل تتوقع أن الفلسطينيين لم يعودوا لذرفوا الدموع وهم يشاهدون على شاشة التلفاز استشهاد غادة سباتين الأرملة أم الأطفال الستة!

هل تتوقع دولة الاحتلال أن الفلسطينيين لم يعد بمقدورهم الدفاع عن المسجد الأقصى

أو أنهم سيسمحون لجماعات المستوطنين بتقديم القرابين في مقدساتهم؟

يبدو أن إسرائيل نسيت أنها تتعامل مع شعب حي لا يستكين، شعب يناضل ويقاوم على مدار العقود السابقة

المشروع الصهيوني برغم أنه شعب أعزل. شعب قدم آلاف الشهداء والأسرى والجرحى،

وهو مصمم على حقه في تقرير مصيره. فعلى ماذا تراهن دولة الاحتلال؟

في فجر أمس الجمعة، وفي تصعيد خطير، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى،

مئات الجنود والقناصة دنسوا المسجد ودمروا محتوياته وعبثوا بموجوداته التاريخية.

اعتقلوا أكثر من 300 فلسطيني وجرح 152 آخرين وفقا لتلفزيون فلسطين. ويتوازى مع تلك الاعتداءات على المقدسات الإسلامية

انتهاء مشروع بناء الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى وفي امتداد طولي لحائط البراق، فما الذي تريده إسرائيل من وراء هذه الجريمة

، وهي تدرك حساسية المسجد الأقصى بالنسبة للفلسطينيين بشكل خاص وبالنسبة للمسلمين بشكل عام.؟

وهل تتوقع حكومة الاحتلال من جرائمها هذه أن يرضخ الفلسطينيون ويوافقوا على افتتاح معبد اليهود تحت مسجدهم الأقصى؟

منذ نيسان الجاري، تستمر دولة الاحتلال إسرائيل باقتحام المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية.

فقد سقط 45 شهيدا فلسطينيا منذ مطلع العام الجاري، منهم 16 شهيدا منذ نيسان الجاري، والعدد مرشح للزيادة.

ففي كل يوم يسقط ثلاثة الى أربعة شهداء من مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة في مشهد يذكرنا بالانتفاضة الأولى.

ووفقا لمصادر لهيئة شؤون الأسرى، فقد اعتقل جيش الاحتلال 300 مواطن في رمضان الجاري قبل اجتياح المسجد الأقصى

ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الى 1800 معتقل منذ مطلع العام الجاري. وفي المحصلة،

هل هذه الممارسات القمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال من شأنها أن تضبط الأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة

أم أنها تندرج في خانة التصعيد وزيادة دائرة العنف في المنطقة؟

من جانب آخر، تتزايد اعتداءات المستوطنيين على الفلسطينيين المدنيين

ففي كل ليلة تقريبا تقطع ميليشيا المستوطنين المسلحة الطرق أمام الفلسطينيين في “مدخل مدينة البيرة” ونابلس و”عصيون” وغيرها

من المناطق الفلسطينية. وتدعو جماعات المستوطنين صراحة الى قتل العرب وتهجيرهم من بيوتهم

وتستمر وتيرة الاستيطان في قريوت والأغوار والقدس في مشهد متسارع لضم الضفة الغربية المحتلة

وأمام هذا المشهد، ما الذي تتوقعه حكومة الاحتلال من وراء هذا التهديد الوجودي للشعب الفلسطيني

وهو يرى أراضيه تبتلع ويتم الاعتداء عليهم يوميا من قبل قطعان المستوطنيين!

من الواضح أن دولة الاحتلال تتغول ضد شعبنا الفلسطيني وتسعى الى كسر إرادته

وفي هذا التغول غير المسبوق فإن ما تريده اسرائيل هو زيادة وتيرة العنف في المناطق الفلسطينية المحتلة، وبالضرورة،

توسيع دائرة المقاومة الشعبية الفلسطينية من جنين الى القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وأعتقد أن اسرائيل بمحاولتها هذه لفرض انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة

فإنها تهدف الى إنهاء الضغوط الدولية المتصاعدة عليها في هذه الأثناء لإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات وتحقيق السلام والتسوية.

وفي السياق، فإن إصرار إسرائيل على التصعيد وعدم التهدئة من خلال توغلها الفاضح ضد الشعب الفلسطيني

ومدنه وقراه ومخيماته ومقدساته لا يشير الا لنتيجة واحدة؛ وهي رغبة إسرائيل في اندلاع انتفاضة ثالثة

تخرجها من مأزق التسوية السلمية وتمنحها مزيدا من الوقت لتهويد القدس وتوسيع الاستيطان

وإعادة القضاء على مقدرات الشعب الفلسطيني السياسية والاقتصادية والبشرية.

وفي مواجهة هذه المصيدة، على الشعب الفلسطيني أن يبحث في الخيارات الممكنة للتصدي للمشروع الصهيوني

وأن يركز جهوده على استراتيجيتين أساسيتين: الأولى، طلب الحماية الدولية، والثانية، العصيان المدني المتدرج.

الاخبار العاجلة