إسرائيل تجتاح سيلة الحارثية

16 فبراير 2022آخر تحديث :
إسرائيل تجتاح سيلة الحارثية
إسرائيل تجتاح سيلة الحارثية

صوت الشباب 16-02-2022  الكاتب: عمر الغول   المؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية لا تتوقف عن توسيع وتعميق فوهة بركان الغضب والسخط الشعبي الفلسطيني بجرائمها وانتهاكاتها الوحشية ضد أبناء الشعب في كل بقعة من الأرض الفلسطينية، وتقتحم حياتهم وبيوتهم وتفاصيلهم اليومية دون سابق إنذار نافثة سمومها وأحقادها العنصرية وغطرستها في استباحة لأبسط معايير القانون الدولي الإنساني، ضاربة بعرض الحائط حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، غير عابئة بالرأي العام الدولي، ولا بالاتفاقات المبرمة معها، ولا تلتفت لاتفاقات السلام الموقعة مع الدول العربية. لأنها تعتقد أن أهل النظام الرسمي لا يملكون القدرة على الرد على طغيانها وجرائمها، لا بل إنها تعتبر أن الحالة العربية تعطيها الحق والمشروعية في مواصلة انفلات تغولها على الشعب العربي الفلسطيني.

لا يخلو يوم من ارتكاب جرائم القتل والتدمير والاعتقال والتهويد والمصادرة والتنكيل بالمواطنين ومصالحهم الخاصة والعامة من قبل حكومة بينت لبيد وأدواتها الإرهابية من جيش وحرس حدود وشرطة وقطعان المستعمرين بهدف كي الوعي الوطني، وفرض الأجندة الاستعمارية على الشعب، وإرغامه على الاستسلام أو الرحيل عن الوطن، وهو ما تعمل عليه دولة المشروع الصهيوني وفق منهجية وخطط معدة للتنفيذ بغض النظر عن الحكومة ومن يقودها حزبا أو ائتلافا، وبحيث تشمل كل بقعة في فلسطين التاريخية، وليس في نطاق أراضي دولة فلسطين المحتلة. لأن الهدف الأساس هو بلوغ عملية التطهير العرقي بالتدريج وخطوة خطوة.

ومن جرائم الدولة المارقة الجديدة ما جرى مساء الأحد الماضي الموافق 13 فبراير الحالي عندما اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة قرية السيلة الحارثية ومن مختلف المحاور دون إنذار مسبق، واقتحمت حياة المواطنين العزل وأطلقت الرصاص الحي والقنابل ومارست الترهيب والإرهاب على أبناء الشعب في القرية الآمنة، ما أدى لسقوط شهيد وعشرات الجرحى من الأعمار المختلفة، وقامت بنسف وتدمير منزل الأسير في سجونها محمود جرادات.

حاول أبناء القرية البطلة الدفاع عن أنفسهم والحؤول دون تحقيق مآرب القوات الاستعمارية في نسف بيت الأسير جرادات، لكن تلك القوات المجوقلة المطوقة للسيلة الحارثية نفذت جريمتها الوحشية، ليس هذا فحسب، بل قامت باستباحة حياة المواطنين الأبرياء. وهذا ما يكشف للقاصي والداني في العالم أجمع والولايات المتحدة خصوصا أن حكومة الائتلاف الإجرامي بقيادة الصهيوني المستعمر بينت مصممة على المضي في خيارها، خيار المذبحة والمحرقة والموت، ولا تأبى بالنتائج. لأنها دولة مارقة مفبركة غير مشروعة ودولة لقيطة.

هذه الدولة المدعومة من الولايات المتحدة ومن لف لفها لن تتوقف عن مواصلة إرهابها الدولاني المنظم، لإدراكها العميق أنها دولة فوق القانون ومعادية للسلام، وبالتالي كل المساعي العقلانية لإعادتها الى جادة التسوية السياسية، هي محاولات لا آفاق لها، لأنها تتناقض مع مرتكزاتها الفكرية ونظرياتها الأمنية وبالأساس لدورها الاستعماري الوظيفي، الذي قامت من أجله، ولقناعة قياداتها وحكوماتها المتعاقبة والمنظمة الصهيونية أن بقاءها مرهون بتنفيذ البرنامج المحدد لها، وإلا سيكون مصيرها الزوال والانتفاء من الخارطة الجيوسياسية.

وعليه أقامت منظومتها ومرتكزاتها الأمنية والسياسية والقانونية والثقافية والدينية وأساطيرها وخزعبلاتها لتحقيق الهدف المنوط بها، ورسخت الوعي الجمعي في أوساط يهود الخرز بالرواية الزائفة، وبالتلازم مع ذلك قامت باغتصاب الديانة اليهودية لإعطاء روايتها طابعا دينيا. لأنها لا تملك أي ركيزة تاريخية أو صفة تمنحها السيطرة على الأرض الفلسطينية، كون مجموع المستعمرين الذين استجابوا لترغيب وترهيب الحركة الصهيونية لا دولة لهم، وإنما هم خليط ومجموعات إثنية من دول العالم المختلفة، والركيزة الأساسية الجامعة لهم، هي تنفيذ المخطط الرأسمالي الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، وإعادة إنتاج المحرقة الهتلرية ضد الشعب العربي الفلسطيني وشعوب العالم العربي.

مع ذلك الجماهير الفلسطينية لن تسلم، ولن ترفع الراية البيضاء أمام التوغل الصهيوأميركي، وستدافع دفاع الأبطال عن أرض الوطن وكرامة الإنسان الفلسطيني وأهدافه الوطنية المشروعة المنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية، التي لم يرَ النور أي منها. لكن إيمان الشعب الفلسطيني أقوى من جبروت وفاشية دولة التطهير العرقي الإسرائيلية.

الاخبار العاجلة