الإرهاب في إسرائيل يجب أن يتوقف

14 نوفمبر 2021آخر تحديث :
الإرهاب في إسرائيل يجب أن يتوقف
الإرهاب في إسرائيل يجب أن يتوقف

صوت الشباب 14-11-2021  الكاتب: رمزي عودة    في السادس من نوفمبر الجاري، هاجمت مجموعة من الشباب الإسرائيلي المتطرف، الذين ينتمون إلى مجموعة “لهافا” الإرهابية، ثلاثة شبان عرب من القدس المحتلة، الذين اختبأوا بدورهم في محطة وقود حتى قدمت الشرطة الإسرائيلية وأفرجت عنهم. وقع الحادث في سياق مظاهرات لهذه المجموعة تدعو إلى الثأر وقتل العرب. وتأتي هذه الحادثة في إطار ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية للمستوطنين ضد الفلسطينيين في السنة الأخيرة بارتفاع وصل إلى 40% عن الأعوام السابقة، ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإنه في العام الماضي تم التبليغ عن “ضلوع مستوطنين في 370 حادث عنف بالضفة الغربية”. وفي هذا الإطار، أفاد تقرير لمركز “بتسيلم” الحقوقي الإسرائيلي أنه وثّق 248 هجوماً، نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين خلال عام 2020، تفاوتت ما بين “اعتداءات جسدية ورشق حجارة باتجاه منازل وسيارات فلسطينية واقتلاع أشجار”. وأضاف التقرير أنه قد وقع 72 من بين الاعتداءات المذكورة، بحضور جنود أو عناصر الشرطة الإسرائيلية. واذا ما وُسعت دائرة العمليات الإرهابية للمستوطنين لتشمل الاعتداءات على الممتلكات الفلسطينية، فإن العام الماضي قد سجل نحو 930 اعتداء إرهابيا على الفلسطينيين، ووفقاً لتقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد أُصيب (197) مواطناً فلسطينيًا نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم سواء بالضرب أو رشق الحجارة أو إطلاق النار.

وقد رصد تقرير أعدته وكالة “وفا” الفلسطينية 63 منظمة صهيونية متطرفة وإرهابية يتوسع نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدعو إلى قتل العرب وتهجيرهم وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل بدلاً منه، ومن أبرز هذه المنظمات منظمة “حراس الهيكل”، ومنظمة شبيبة التلال، ومنظمة تدفيع الثمن، ومنظمة عائدون إلى الجبل، وحركة كاهانا. ومؤخراً، ظهرت بعض المنظمات الصهيونية التي تعمد إلى دعم هذه المنظمات الإرهابية قانونياً ومالياً، مثل منظمة “حونينو، فحسب موقع “واي نت” العبري، تنشط منظمة “حونينو” المتطرفة في الدفاع عن منظمات يهودية إرهابية متعددة، وقد كشف تقرير نشرته القناة العبرية 13 عام 2015 عن أن منظمة “حونينو” قدمت منحاً مالية مباشرة كبيرة لمعتقلين صهاينة أدينوا بعمليات إرهابية ضد فلسطينيين على خلفيات أمنية، وبدوافع عنصرية قومية.

في الواقع، هنالك عدة أسباب وراء ارتفاع وتيرة الإرهاب في دولة الاحتلال؛ ومن أهمها تحول الخارطة السياسية في المجتمع الإسرائيلي في العقد الأخير نحو اليمين والتطرف.إضافة إلى ذلك، فإن توفر بيئة خصبة في دولة الاحتلال لدعم هذه الجماعات الإرهابية يعتبر عاملاً مهما في تنامي الإرهاب، حيث يحصل عناصر هذه الجماعات على دعم مالي وحماية قانونية تتيح لهم القيام بأنشطتهم الإرهابية تحت أعين الدولة وجيشها. ومن جانب آخر، فإن غياب الرادع القانوني لمواجهة إرهاب هذه الجماعات يساهم بشكل كبير في اتساع دائرة الإرهاب في دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين. وفي هذا الإطار، تشير تقارير الشرطة الأوروبية إلى أن أكثر من 85% من العمليات الإرهابية اليهودية ضد الفلسطينيين لا يتم ضبط مرتكبيها من قبل قوات الأمن الداخلي الإسرائيلي وتسجل ضد مجهول!.

ولا يبدو أن وتيرة الإرهاب في إسرائيل سيتوقف اتساعها، وبالضرورة، لا يمكن ضبط هذه المسألة التي تعرض الأمن والاستقرار الدوليين للخطر، إلا إذا تم فرض عقوبات دولية على إسرائيل لإجبارها على اتخاذ خطوات صارمة ضد المنظمات الإرهابية المنتشرة فيها. ومن جانب آخر، على الدول الكبرى أن تضع هذه المنظمات في القوائم السوداء الإرهابية، بحيث تتم ملاحقة عناصرها ومنع تمويلها ومقاضاتها قانونيا.

الاخبار العاجلة