وما يصاحبها من اعدامات ميدانية، واعتقالات، واحتجاز لجثامين الشهداء وهذا ما لا يقوم به أحد إلا إسرائيل في العالم،
وانتهاك الوضع التاريخي (الستاتسكو) للمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة واستباحة قدسيتهما،
والاستيلاء على جزء من المسجد الإبراهيمي في الخليل، وغيرها من الجرائم التي تتحدى القانون الدولي أمام أعين كل الدول وعلى رأسها الدول العظمى التي تسكت وترعى وتؤيد هذه الانتهاكات.
ونرحب في هذا السياق، بالتقرير الذي صدر مؤخراً عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان والذي يدين هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية.
الأخ الرئيس، الإخوة القادة،
لا بد أن أقول لكم وبكل صراحة، إن إسرائيل، دولة الاحتلال، التي تقوم بتدمير ممنهج لحل الدولتين،
وتتنكر للاتفاقات الموقعة معها، وتستمر في ممارساتها أحادية الجانب، لم تترك لنا خياراً،
سوى إعادة النظر في مجمل العلاقة القائمة معها، سنعيد النظر في مجمل العلاقات مع إسرائيل ما دامت لا تحترم شيئاً
ولا تأخذ اعتباراً لأي شيء، كذلك تنفيذ قرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، التي اتخذت قبل 7 سنوات،
والذهاب للمحاكم الدولية، والانضمام لمزيد من المنظمات الدولية حمايةً لحقوق شعبنا.
الأخ الرئيس، الإخوة القادة،
إننا نتطلع إلى دعمكم من خلال إصدار قرارٍ من القمة بتشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك على المستوى الدولي،
لفضح ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وشرح روايتنا العربية،
لأن روايتنا غائبة في الغرب تماماً حيث تسود الرواية الصهيونية، وتنفيذ مبادرة السلام العربية،
ونيل المزيد من اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة،
بعد أن طلبنا هذا قبل 11 عاماً ولم نتمكن من الحصول عليه؛ إننا بدعمكم بجهودكم يمكن أن نحصل على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة،
كذلك العمل على منع نقل سفارات الدول إلى القدس، وعقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة الشرعية الدولية،
وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، نحن لا نتمتع بأية حماية وإسرائيل تبطش بنا يمينا وشمالاً ولا أحد يردعها أو يقول لها كفى،
وتطبيق قرار مجلس الأمن 2334، الذي صدر برعاية أميركية في عام 2016، وعندما جاء ترمب للحكم ألغاه فوراً،
مع أن أميركا هي التي دعمت وأيدت هذا القرار من الألف إلى الياء، وكذلك القراران 181 و194،
وكما قلت في خطاب سابق هناك 754 قراراً صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لم ينفذ منها قرار واحد،
أطالب بتنفيذ القرار 181 الذي قسم فلسطين، والقرار 194 الذي يعطي اللاجئين حق العودة أو التعويض،
وأيضاً هذان القراران هما القراران اللذان كانا شرطين لقبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، واللذان لم تلتزم بهما،
عندما قدم الطلب لتكون إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة، الأمم المتحدة رفضت وقالت يجب أن تقبلوا وتلتزموا بتنفيذ هذين القرارين،
موشيه شاريت كتب تعهداً بالالتزام والتنفيذ ومنذ ذلك اليوم لم يحصل شيء والولايات المتحدة تدعم الموقف الإسرائيلي.
كما نتطلع إلى دعمكم لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني جراء إصدار الحكومة البريطانية وعد بلفور في العام 1917،
نحن ظلمنا من قبل بريطانيا وأميركا بإصدار هذا القرار الذي يعطي من لا يملك لمن لا يستحق،
وكذلك صك الانتداب، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وتداعيات ذلك على الشعب الفلسطيني،
وارتكاب إسرائيل أكثر من 50 مذبحة خلال وبعد نكبة العام 1948، 50 مذبحة ارتكبت في 50 بلدة وقرية ومدينة
وكلها مسجلة الآن في سجلات إسرائيل ومعروفة، نريد أن نأخذ حقوقنا ونريد أن تعترف إسرائيل بهذه الجرائم
وأن تقر بها وأن تقدم التعويضات كما يحصل في أماكن أخرى في العالم،
وما تلا ذلك من تدمير ونهب لأكثر من 500 قرية فلسطينية كلها محيت عن الوجود.
إن الجرائم لا تسقط بالتقادم، لذلك فإننا نطالب جميع الأطراف التي ارتكبت هذه الجرائم،
وساعدت على ارتكابها بالاعتراف بما اقترفته، والاعتذار عنها، وجبر الضرر ودفع التعويضات للشعب الفلسطيني،
وللتذكير فإنه يصادف اليوم مرور 105 أعوام على صدور وعد بلفور المشؤوم، ولا زالت تداعياته قائمة إلى يومنا هذا.
الأشقاء الأعزاء،
إن شعبكم الفلسطيني، وهو يواجه المحتل وسياساته العنصرية بكل صمودٍ وتحدٍ،
ينتظر من أشقائه أن يواصلوا وقوفهم معه اليوم من خلال تفعيل قرارات القمم العربية السابقة
بشأن الدعم المالي لموازنة دولة فلسطين، وتفعيل شبكة الأمان العربية التي أُقرت سابقاً،
خاصة وأن إسرائيل تحتجز الأموال الفلسطينية، هي تجمع لنا الأموال وتحتجزها،
مؤكدين على أهمية تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول توفير الدعم لمدينة القدس وصمود أهلها،
بشكل مؤثر وهي تتعرض اليوم لأشرس حملة إسرائيلية لتهويدها، يريديون أن يهودوا القدس والأقصى ويعيدوا بناء الهيكل المزعوم
الذي لم يوجد قطعاً في هذه المنطقة، وتغيير معالمها الفلسطينية العربية والإسلامية،
مع العلم أن ما أنفقته سلطات الاحتلال والجهات والمنظمات الداعمة لها، قد بلغ عشرات المليارات من الدولارات، خلال السنوات الماضية،
من أجل تهويد القدس. الأقصى والقيامة سيهودان.
كما أدعو في هذا السياق أيضاً، إلى بذل كل جهد مستطاع وضروري لإنجاح مؤتمر القدس الذي سيعقد مطلع العام القادم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وأطلب إن أمكن من قمتكم دعوة الأزهر الشريف والفاتيكان والهيئات والمؤسسات والمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية،
لمواصلة القيام بواجبها حيال القدس ومقدساتها، وتبني خارطة طريقٍ واضحة في كيفية تحقيق ذلك، باعتباره فريضة شرعية وسياسية لابد منها.
وبهذه المناسبة، نتمنى لجمهورية مصر العربية الشقيقة النجاح في تنظيم القمة العالمية للمناخ،
وكذلك نتمنى للمملكة العربية السعودية الشقيقة النجاح في مبادرتها للشرق الأوسط الأخضر.
كما ونتمنى لدولة قطر الشقيقة النجاح في تنظيم كأس العالم لكرة القدم، والتي تقام لأول مرة في دولة عربية شقيقة.
أشكركم فخامة الرئيس على كرم الضيافة، ورئاسة هذه القمة، وأُحييكم أيها الإخوة القادة وشعوبكم على دعمكم،
ومواقفكم تجاه فلسطين والقدس. وهنا لابد أن نُوجه التحية والتقدير لأبناء شعبنا في كل مكان،
إن النصر لقريب، وستبقى مسؤولية عائلات الشهداء والأسرى والجرحى أمانة في أعناقنا،
لن نفرط فيها مهما كان الثمن. لأن إسرائيل تريد أن تلغي كل المسؤوليات مسؤولياتنا والمسؤوليات الدولية عن هؤلاء جميعاً، ونحن لن نقبل وستبقى مسؤوليتهم في أعناقنا.
التحية لقادة وشعوب أمتنا العربية، ونقول: إن القدس أولى القبلتين، وثاني المسجدين،