الشيخ جراح مجدداً للواجهة

15 فبراير 2022آخر تحديث :
الشيخ جراح مجدداً للواجهة
الشيخ جراح مجدداً للواجهة

صوت الشباب 15-02-2022  الكاتب: عمر الغول  حرب يهود الخزر الصهاينة على العاصمة الفلسطينية القدس، تسير بخط بياني متصاعد، وتحمل هجماتهم وإرهابهم متعدد الأشكال والأساليب أبعادا خطيرة تهدد بانفجار الوضع الشعبي الفلسطيني ليس في حدود العاصمة الأبدية، وإنما في كل الأرض الفلسطينية العربية بما في ذلك الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة. وهو ما ترمي إليه حكومة بينيت لبيد وعصاباتها من مختلف المسميات والعناوين وفي مقدمتهم قطعان المستعمرين بقيادة خليفة الإرهابي كهانا وغولدشتاين القاتل المجرم، إيتمار بن غفير، زعيم “القوة اليهودية” الفاشية.

إرهاب دولة اليهود الخزر على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس العاصمة لا حدود له، ويستهدف كل الأحياء والمقدسات المسيحية والإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى. ولن يتوقف إلا بكنس الاستعمار مرة وإلى الأبد من فلسطين العربية، وتطهير الوطن من إرهابهم ووحشيتهم المنفلتة من كل عقال. ويخطئ من يعتقد للحظة إن بالإمكان صناعة السلام مع دولة الأبرتهايد الصهيونية ما لم يدفع استعمارها للأرض الفلسطينية ثمنا غاليا، ويقف العالم إلى جانب الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي دولة فلسطين المحتلة في الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم على أساس القرار الدولي 194، والمساواة الكاملة لأبناء الشعب في الـ48.

ومن مظاهر الحرب المتواصلة على الشعب ما يجري في حي الشيخ جراح، الذي عاد مجددا إلى واجهة الأحداث، رغم أنه لم يغب عنها لحظة. لكن مع اقتحام النائب الصهيوني الإرهابي، إيتمار بن غفير للحي الفلسطيني العربي مع مجموعة من قطعان المستعمرين القتلة أول أمس الأحد الموافق 13 فبراير الحالي، وإصراره على فتح مكتبه البرلماني في الحي، وإطلاق تهديداته بالحرق والقتل لأبناء الشعب الصامدين في حي الإباء والبطولة بالتلازم مع هجمات قوات جيش الموت والشرطة الإسرائيلية وجهاز الشين بيت وباقي أعضاء المنظمات الإرهابية الصهيونية على أبناء الشعب المتضامنين مع أنفسهم، ومع عائلة فاطمة سالم المهددة بمصادرة بيتها وأرضها، ما ضاعف من حدة التوتر والعنف في أحد أحياء العاصمة الفلسطينية الأبدية، القدس.

وكانت العصابات الإجرامية من يهود الخزر قد اعتدت يوم السبت الماضي على عائلة الحاجة فاطمة سالم (74 عاما)، وطالبوها وأولادها بإخلاء بيتهم وأرضهم، واعتدوا على أبنائها، واعتقلوا أحدهم. وهددوها بحرق البيت ومن فيه إن لم يخلوه. كما اعتدى غفير هو والعصابات المرافقة له على النائبين من القائمة المشتركة أحمد الطيبي وأسامة السعدي اللذين كانا بحي الشيخ جراح وأثناء توجههما لزيارة منزل الحاجة فاطمة تضامنا معها ومع عائلتها المهددة بالطرد.

ولم يتوقف الأمر عند حدود ذلك، بل إن الجيش والشرطة استقدما قوات احتياطية حوالي خمسين ناقلة وسيارة عسكرية للاعتداء على الجماهير الفلسطينية المتصدية للفاشي زعيم القوة اليهودية ومن لف لفه من الفاشيين والعنصريين، وقد أصيب عدد من أبناء الشعب الفلسطيني، وتم اعتقال أحدهم. والمواجهات لم تنته حتى إعداد هذا المقال مساء أمس الأول الأحد.

إذن معركة القدس العاصمة الأبدية وأحيائها الستة وفي مقدمتها حي الشيخ جراح، وهو من أرقى الأحياء لن تنتهي. لأن حكومة التغيير الهزيلة مصرة على مواصلة جرائم حربها بسبب انحياز الولايات المتحدة لها، وعدم اتخاذ دول العالم عموما والاتحاد الأوروبي موقفا حاسما من سياسات وجرائم التطهير العرقي في القدس ومدن الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، ولاعتقادها أن تلك الدول لن تتخذ أية مواقف جدية أكثر من إصدار بيانات الاستنكار والشجب، التي على أهميتها لا تسمن ولا تغني من جوع. وكونها ليست أكثر من إبر ومسكنات مهدئة يزول تأثيرها فورا مع توزيعها ونشرها. لأن حكومة الإرهاب والأبرتهايد أسوة بالحكومات السابقة متعودة على هذا الخطاب السطحي، والذي لا يعنيه أصحابه كثيرا.

مع ذلك معركة القدس تحمل في طياتها تداعيات خطيرة، لا تقل عن هبة أيار / مايو 2021، لا بل ستفوقها قوة وضراوة وستتواصل لزمن أطول وبأشكال وفعاليات متعددة الأشكال والأساليب. وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته كاملة وخاصة إدارة الرئيس بايدن الأميركية.

الاخبار العاجلة