الفرصة الآن .. “ولا ندري ماذا سيحدث في المستقبل”

17 يوليو 2022آخر تحديث :
الفرصة الآن .. “ولا ندري ماذا سيحدث في المستقبل”
موفق مطر
الفرصة الآن .. “ولا ندري ماذا سيحدث في المستقبل”

الكاتب: موفق مطر  منح الرئيس أبو مازن أثناء لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، الدبلوماسية والعقلانية والواقعية السياسية

تعريفا يصعب على محدودي الرؤية، والمعرفة والثقافة والصبر، وفاقدي الثقة بالذات والشعب فهمه، علاوة على فقدانهم

الجرأة والشجاعة لتطبيقه، فالدبلوماسية والواقعية السياسية عند ضعاف البصيرة، واليد القصيرة في الفعل والعمل،

والطويلة في استثمار الدماء الإنسانية لا تلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية الفردية الفئوية، لأنهم معنيون بكل بساطة

باستمرار نزيف دماء الأبرياء، ومسلسل المعاناة والمآسي، لضمان استمرار السيولة من قوى إقليمية وجماعات

ودول تستخدمهم أدوات وأجراء في نطاق أجنداتها. فالرئيس الإنسان أبو مازن، المناضل القائد لا يرى الواقعية

السياسية والدبلوماسية إلا إشعاعا عاكسا للحقوق التاريخية والطبيعية للشعب الفلسطيني، والثوابت الوطنية

التي لا يختلف عليها مواطنان فلسطينيان، وأنها تعني انتزاع ما أمكن من الحقوق ومراكمتها،

والبناء على الإنجازات مهما كان حجمها والحفاظ عليها وتطويرها، ووضعها في سياق الهدف الاستراتيجي،

وضمان مقومات الصمود والمواجهة الطويلة الأمد حتى تتحقق الثوابت والأهداف الوطنية.

الواقعية والعقلانية السياسية

إن الواقعية والعقلانية السياسية لدى المناضل الفلسطيني لا تعني الرضوخ للأمر الواقع مهما بلغ الفارق معادلة القوة المادية،

فنحن أقوياء بجذورنا الحضارية ونعتقد أن الرئيس بايدن قد لامسها في القدس الشرقية، وفي مدينة بيت لحم مهد المسيح،

تعني التسليم بالوضع الراهن إلى أجل غير محدد، وهنا يمكن القول إن الدبلوماسية تقتضي طرح القضايا

بحنكة وحكمة ولكن بوضوح؛ لذلك حث رئيسنا أبو مازن، رئيس الولايات المتحدة بايدن على الإسراع

بمنع منظومة الاحتلال (إسرائيل) عن رفع أجهزة التنفس عن (عملية السلام) الراقدة في العناية المركزة

التي لولا وفاؤنا للشرعية الدولية والمجتمع الدولي ورغبتنا في الاستقرار والسلام والازدهار لكانت في خبر كان،

ونصحه بكسب الوقت وتسريع الخطوات ما دام مؤمنا- كما أعلن بلسانه- “بالحل على أساس دولتين

بما يضمن قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وقابلة للحياة”، لذا قال الرئيس أبو مازن

: “فرصة حل الدولتين على حدود 1967 قد تكون متاحة اليوم ولا ندري ماذا سيحدث في المستقبل،

وقد لا تبقى لوقت طويل”. ونعتقد أنه تنبيه وتحذير بأعلى درجات اللغة واللياقة الدبلوماسية منبها لخطر وضع الحل في ثلاجة الوقت المجهول.

نجوم الفضائيات الإخبارية

قبل زيارة الرئيس الأميركي وأثناءها حاول (نجوم الفضائيات الإخبارية) إشاعة مفاهيمهم الشخصية القاصرة للسياسة والدبلوماسية،

وعملوا على مجاراة سياسات طوباوية، منفصلة تماما عن الواقع، وزادوا عليها بمناورات كلامية تضليلية،

هدفها إظهار رئيس الشعب الفلسطيني بموقف الضعيف، فظهروا في أسوأ مشهد خروج عن قيم وأخلاقيات

المعارضة السياسية الوطنية، وكأن المصالح العليا للشعب الفلسطيني بالنسبة لهم “حمل السلم بالعرض”

والسير بالاتجاه المعاكس للشارع! أما المشهد الذي أبرزهم كالقابع في قاع الأمية السياسية، فكان في تركيزهم

على جملة واحدة: “بايدن لن يمنح الرئيس عباس شيئا”، فيصورون الأمر للعامة والبسطاء من الجمهور وكأن الرئيس أبو مازن

ينتظر دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية ملفوفة بورق هدايا، سيحضرها معه الرئيس الأميركي

بايدن ولي أمر ونعمة منظومة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري (إسرائيل)، يفعلون هذا وهم يعلمون

جيدا أن هذه اللقاءات مع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية السابقين: ترامب، أوباما، وكلينتون،

لم تكن بالنسبة لرئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية إلا فرصا لتحميل الولايات المتحدة الأميركية

المسؤولية السياسية والأخلاقية عما حدث للشعب الفلسطيني خلال مئة عام ونيف منها ثلاثة أرباع القرن

احتلال مباشر واستيطان ومجازر وقتل وتشريد واقتلاع وتهجير وفصل عنصري، ونعتقد أن كلام الرئيس أبو مازن

الموجه مباشرة لرئيس الولايات المتحدة بدقة ووضوح مقصود بالزمان والمكان عندما قال: “74 عاما من النكبة

والتشرد والاحتلال أما آن لهذا الاحتلال أن ينتهي، وأن ينال شعبنا الصامد حريته واستقلاله”، فالرئيس أبو مازن

أوصل لبايدن رسالة الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني ومسؤولية الولايات المتحدة عن النكبة

والاحتلال والتشرد، لذلك ما قال (55 عاما ….. إلخ) وإنما منذ عام 1948 مع إنشاء إسرائيل، التي مع حروبها

كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين، إسرائيل التي: “لا يمكنها أن تستمر بالتصرف كدولة فوق القانون الدولي”.

كما قال الرئيس أبو مازن مطالبا رئيس الولايات المتحدة بـ “طي صفحة الاحتلال لأرضنا وإنهاء أعمال التمييز العنصري الأبارتهايد”.

 

الاخبار العاجلة