القضية الفلسطينيّة.. لنجعل من عام 2022 نقطة تحول

5 يناير 2022آخر تحديث :
القضية الفلسطينيّة.. لنجعل من عام 2022 نقطة تحول
القضية الفلسطينيّة.. لنجعل من عام 2022 نقطة تحول

صوت الشباب 5-1-2022  الكاتب: باسم برهوم   السؤال عن كيف كان واقع القضية الفلسطينية في عام 2021 هو أمر بات خلف ظهورنا، والإشارة إليه هامة من زاوية التحليل وأخذ العبر. أما عن كيف يمكن أن تكون القضية الفلسطينية في هذا العام الذي نعيش أيامه الأولى فهو أمر بأيدينا ويمكن صناعته وليس التنبؤ به فقط، فكما هو معروف ليس في حكم المستقبل مستحيل، فالمستحيل هو استعادة الماضي.

ما كانت تفتقر له الحركة الوطنية الفلسطينية تاريخيا، ليس معرفتها الدقيقة للمشروع الصهيوني فهو أمر أدركت مخاطره مبكرا، ولكن لم تنجح هذه الحركة بأن يكون لديها خطة عمل كفاحية قادرة على تحقيق أهداف ولو محددة، باستثناء حالات قليلة جدا ولفترات قصيرة. وما كانت تفتقر له الحركة الوطنية هو وضع أهداف مرحلية قصيرة الأجل يمكن تحقيقها في إطار خطة تراكمية تحقق الأهداف الكبرى الإستراتيحية، بالإضافة إلى ضعف القدرة على خلق تحالفات محكمة على الساحة الدولية.

السؤال الذي يمكن أن نطرحه هو: كيف يمكن أن نحول عام 2022 إلى عام فارق بالنسبة للقضية الفلسطينية بالمعنى الإيجابي برغم كل الصعاب؟

لا أحد يمكن أن يتجاهل واقع القضية الفلسطينية الصعب، فإسرائيل تعيش أفضل حالاتها، من زاوية حضورها الإقليمي والدولي، وإنجازاتها في المجالات الاقتصادية وفي الصناعات الأمنية. ولكن بالمقابل فإن معظم دول العالم تعرف، وهذه نقاط ضعف مهمة، بأن إسرائيل دولة عنصرية، دولة احتلال وعدوان، وأن في داخلها مجتمعا هشا مليئا بالتناقضات.

أما العرب فهم إما منشغلون في أزماتهم الداخلية أو يرى بعضهم في إسرائيل “المنقذ”. من جهته العالم بدوره منشغل بقضايا الجائحة وبالتنافس الحاد بين الدول الكبرى على النفوذ والعديد من الأزمات الكبرى التي تشكل خطرا مباشرا على السلام العالمي وعلى مصالح هذه الدول.

ولكن المهم في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هو ماذا نريد نحن الفلسطينيين وكيف نصل إلى هذا الذي نريد؟ وليس ثمة وحدة شاملة في الساحة الفلسطينية، فعلى سبيل المثال، هل ما تريده منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وجمهورها ومؤيدوها هو ذاته ما تريده حماس الإخوانية وجمهورها ومؤيدوها؟ وهل مشروع حماس الإخواني هو ذاته المشروع الوطني للمنظمة؟ ثم هل ما يريده فلسطينيو الشتات هو ذاته ما يريده الفلسطينيون داخل الأرض المحتلة وفي مناطق عام 1948؟ وفي هذا الشأن، فإن هدف الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، أصبح بحد ذاته محل نقاش في الساحة الفلسطينية وإذا ما كان يجب التحول بالكفاح الوطني نحو حل الدولة الواحدة بحقوق متساوية، وهو التحول الذي نجم عن إفشال إسرائيل لعملية السلام وإصرارها على المضي بسياسه الاحتلال والاستيطان.

وفي نفس السياق يأتي سؤال، أي شكل من أشكال المقاومة نريد؟ هل هو الشكل العسكري المسلح أم الشعبي السلمي أو كلاهما معا ولكن ضمن خطة متفق عليها وطنيا؟

ولكن، وكما علمتنا التجربة، فإنه لا يمكن وضع إجابات متفق عليها لهذه الأسئلة في ظل وجود الانقسام. ومع ذلك فإن عام 2022 يمكن أن يصبح عاما فارقا إذا استطاع شعبنا طي صفحة الانقسام، ومن ثم نعتكف على وضع خطة العمل الكفاحية الواقعية. المشكلة في مسألة الانقسام، وكما علمتنا التجربة أيضا، أن حماس مرتبطة بحلف إقليمي وأن لها أهدافا فوق وطنية فلسطينية تجعل من أمر تنازلها عن حكم قطاع غزة أمرا شبه مستحيل، والدليل انها ترفض حتى إجراء إنتخابات بلدية في قطاع غزة.

حماس تريد انتخابات عامة تضمن من خلالها السيطرة على الضفة، وإذا خسرت الانتخابات فإنها تضمن بقاء سيطرتها على القطاع، بمعنى أن الهدف من الانتخابات بالنسبة لحماس ليس إنهاء الانقسام عبر الشراكة الوطنية وإنما أن تمنحها الانتخابات سيطرة منفردة على الضفة أيضا.

فالسؤال: ما هي الضمانات أن تنهي حماس الانقسام إذا لم تفز بشكل كاسح في الانتخابات العامة؟ فإذا كانت حماس لا تريد أن ترى شريكا لها في غزة على مستوى مجلس بلدي فكيف يمكن أن تقبل بالشريك الوطني على مستوى الحكم؟

انطلاقا من ذلك، فإنه لا يمكن ترك مسألة إنهاء الانقسام بيد الفصائل وحدها، وبالتحديد حماس، فهذه المسؤولية جماعية، مسؤولية الشعب الفلسطيني كله، فالانقسام كما هو معلوم، استمر 14 عاما حتى الآن وكان هناك طرف فلسطيني أو أكثر له مصلحة باستمراره، وهنا ليس المقصود إسرائيل، والتي لها مصلحة إستراتيجية ببقاء الانقسام. وبالمناسبة ان يستمر الانقسام هو بالنسبة لإسرائيل هدف يمكن أن تتحمل من أجله كل صواريخ العالم. فوحدة الشعب الفلسطيني هي أخطر على إسرائيل من أي سلاح لذلك كانت ولا تزال تعمل المستحيل كي يستمر الانقسام.

ليس لدى كاتب هذه السطور وربما ليس لدى معظمنا وصفة سحرية لإنهاء الانقسام ولكن الحل هو في تشكيل إرادة شعبية حازمة لإنهائه، وخاصة في قطاع غزة لتشعر حماس أن الاستمرار في الانفصال عن الضفة هو أمر مكلف لها.

مسألة أخرى نحتاجها وهي أن نمتلك خطة عمل كفاحية بأهداف يمكن تحقيقها، وأن تكون كلفتها على دولة الاحتلال كبيرة جدا وأقل كلفة لنا. خطة تضمن تحقيق أهداف ولو محدودة في سياق نظرة إستراتيجية لتحقيق الأهداف الكبيرة.

ليكون لنا هدف أن نجعل من عام 2022 نقطة تحول إيجابية لصالح قضيتنا.. فهل نعمل؟

الاخبار العاجلة