المستوطنون ليسوا مشاغبين بل إرهابيون يجب محاسبتهم

4 يوليو 2023آخر تحديث :
المستوطنون ليسوا مشاغبين بل إرهابيون يجب محاسبتهم
باسم-برهوم
المستوطنون ليسوا مشاغبين بل إرهابيون يجب محاسبتهم

الكاتب: باسم برهوم – في سبعينيات القرن العشرين أعطى المسرح المصري واحدة من أجمل المسرحيات الكوميدية العربية “مدرسة المشاغبين”،

وهي مسرحية تصلح لكل زمان ومكان، على أية حال المسرحية ليست موضوعنا، ولكن لفت نظري المصطلح الإسرائيلي الجديد

الذي يصف المستوطنين الذين يقتلون الشعب الفلسطيني ويحرقون ويدمرون ممتلكاته “بالمشاغبين”،

وبالفعل شر البلية ما يضحك، لذلك تذكرت المسرحية وخفة دم المشاغبين في المسرحية المصرية.

فإذا كانت كل وحشية وفاشية المستوطنين تدعى مجرد شغب

فهذا دليل على أن إسرائيل لم ولن تصبح دولة قانون ولا يمكن وصفها بالدولة الديمقراطية.

مصطلحات دارجة

بالمقابل الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه وجذوره العميقة في هذه الأرض يوصف بالإرهابي لأنه يقاوم الاحتلال،

ولكن لماذا الاستغراب، قبل أن يصبح مصطلح الإرهاب دارجا في العالم بعد أحداث سبتمبر2001،

كان السياسيون والإعلام الإسرائيلي يستخدمون مصطلح “مخرب” على كل فلسطيني

يناهض الاحتلال ويسعى للدفاع عن نفسه وعن شعبه ومن أجل حريته. بقينا نسمع مصطلح المخرب والمخربين

عقودا طويلة من الزمن، واليوم حل محلها إرهابي وإرهابيون.

المستوطن باروخ غولدشتاين، على سبيل المثال وهو طبيب بالمناسبة، الذي دخل الحرم الإبراهيمي

في الخليل في 25 شباط / فبراير 1994، يحمل رشاشا وحصد أرواح 29 مواطنا فلسطينيا وجرح 150 آخرين،

حتى غولدشتاين هذا لم تطلق عليه إسرائيل إرهابيا، وادعت أنه مختل عقليا ومريض نفسيا،

وماذا عن الإرهابيين الذين أحرقوا الطفل أبو خضير وعائلة دوابشة، هؤلاء مجرمون مع سبق الإصرار ولا يمكن اعتبار إرهابهم مجرد شغب.

تاريخ إسرائيل مليء بالإرهابيين ومجرمي الحرب، إلا أنهم جميعا نجوا من المحاسبة والعقاب،

لذلك المستوطنين الإرهابيون القتلة، الذين وصفتهم إسرائيل بالمشاغبين بهدف التخفيف من جريمتهم،

أيضا لن تجري لهم محاسبة جادة، وإن تم اعتقال عدد منهم فسيتم إطلاق سراحهم على الفور. مناحيم بيغن وعصابته “الإرغون”،

وإسحاق شامير وعصابته “شتيرن” ، المسؤولتان عن سلسلة مذابح، أبرزها مذبحة دير ياسين، خلال حرب عام 1948

لم يحاسب أي فرد منهما ولا من “الهاغاناه” التي أصبحت جيش “الدفاع” الإسرائيلي بعد إعلان “استقلال إسرائيل”.

عصابات إرهابية مسلحة

المشاغبون هم عصابات إرهابية مسلحة. ندرك أنها فوق القانون، وأكثر من ذلك هي تلقى الدعم من مؤسسات الدولة

ومن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية على أوسع نطاق. وفي هذا الشأن فإن دعوة وزارة الخارجية الفلسطينية

بإدراج هذه المنظمات الإرهابية ضمن قوائم الإرهاب هي دعوة على المجتمع الدولي الأخذ بها إن هو جاد في أقواله حول شجب واستنكار الاستيطان وإرهاب المستوطنين.

ولكن يبقى السؤال: ماذا يمكن للفلسطينيين أن يعملوا للجم إرهاب المستوطنين، خصوصا أن هذا المجتمع الدولي لا يتحرك بما يكفي لوقفهم؟

يحتاج الشعب الفلسطيني إلى وحدة في المواجهة وتضامن بين كل المناطق وتشكيل حالة دفاعية موحدة.

ولكي نتفادى أخطاء الماضي وبعيدا عن الارتجال والفوضى، لا بد من عمل منظم له قيادة واحدة وقرار واحد.

لا يمكن أن نواجه الاحتلال وهناك مرجعيات متعددة، والأهم ألا نسمح بتحويل المناطق الفلسطينية

إلى كانتونات منفصلة عن بعضها البعض وفي كل كانتون قيادة عشائرية تعمل وحدها.

أما إسرائيل، فهؤلاء “المشاغبون” الذين يعيثون فسادا في الضفة دون رادع، فإنهم سرعان ما يكونون أداة القوى الفاشية

في داخل إسرائيل لضرب وإرهاب التيارات الليبرالية واليسارية، فلن يتوقف “شغبهم” عند حدود الضفة.

وزير الحرب الإسرائيلي غالانت يقول بصراحة إن الدولة لم يعد بإمكانها وقف المستوطنين.

بالطبع هذا دجل وتضليل، لأن باستطاعة جيشه لجمهم وتقييد حركتهم إذا أراد. إرهاب المستوطنين سيصل قلب إسرائيل قريبا لفرض النظام الأكثر فاشية وعنصرية.

بهذا المعنى فإن إسرائيل تلعب بالنار عبر تغذية النزعات الفاشية، النار التي قد تحرقها لتعري ديمقراطية إسرائيل بالكامل.

الاخبار العاجلة