المنظمة وخاطف الوطن

21 فبراير 2022آخر تحديث :
المنظمة وخاطف الوطن
المنظمة وخاطف الوطن

صوت الشباب 21-02-2022  عمر الغول  في لقاء مع قناة الأقصى يوم السبت الماضي، قال خليل الحية، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس، إن “الحالة الوطنية الفلسطينية تقول، إن الشعب الفلسطيني ذاهب لأكبر تجمع فلسطيني للتمسك بالثوابت واسترجاع منظمة التحرير من خاطفيها”. جاء ذلك ردا على سؤال مقدم البرنامج للحية عن دورة المجلس المركزي الـ(31) التي عقدت في رام الله (6- 8/ 2/2022)، فجاء رده متناقضا تماما مع الحقائق والوقائع، حيث ادعى رئيس المكتب السياسي لفرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، أن “الدورة غير شرعية” وحسب مزاعمه “لأن غالبية القوى السياسية قاطعت الدورة”.

ولا أود أن أكرر نفسي مجددا إلا بالقدر الذي يدعم الحقيقة والمصلحة الوطنية، ووفق ما عقبت على تبريرات الشعبية على موقفها المقاطع، ورفضت المشاركة لذات الذرائع ونتاج التقديرات الخاطئة لدى الهيئات القيادية فيها، المهم: أؤكد مجددا أن حركتي حماس والجهاد ليستا أعضاء في إطار منظمة التحرير. وبالتالي لا يمكن احتسابهما من النصاب السياسي أو القانوني؛ ثانيا الالتزام بدورية انعقاد دورات المجلس وفق اللوائح الناظمة لعمله كهيئة مركزية في مؤسسات المنظمة. ويعلم القائد الحمساوي، أن الدورة تأخرت ثلاث سنوات؛ ثالثا التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الجارية على الأرض الفلسطينية، وتسارع عمليات التهويد والمصادرة وعمليات التطهير العرقي والأسرلة للأرض عموما والقدس العاصمة خصوصا، وارتفاع واتساع دوامة القتل وإرهاب الدولة الإسرائيلية المنظم؛ رابعا التطورات العاصفة بالمنطقة والعالم، والعمل على ترسيخ الوجود الفلسطيني في الجغرافيا السياسية، وفرض المسألة الوطنية على الأجندة العالمية، وفي الوقت نفسه تعميق عزل دولة الأبرتهايد الصهيونية؛ خامسا ملء الشواغر في عضوية اللجنة التنفيذية، وانتخاب هيئة مكتب المجلس الوطني بعدما قدم رئيس المجلس السابق المناضل الكبير سليم الزعنون (أبو الأديب) استقالته، وتبعه الإخوة المناضلون الأب قرقش ومحمد صبيح.

ولا أضيف جديدا لقيادة حركة حماس بقضها وقضيضها بكل تصنيفاتها ومسمياتها، أن النصاب السياسي كان السمة الأبرز لانعقاد الدورة الـ31. وعليه فإن وجود حركة حماس من عدمه لا يشكل عقبة أمام انعقاد الدورة. مع أن القوى المشاركة كافة كانت تتمنى مشاركة الحركتين حماس والجهاد والجبهة الشعبية. لأن مشاركتها تسهم في تعزيز وحدة الصف، وتفتح الأفق أمام استعادة الوحدة الوطنية على أرضية البرنامج السياسي المشترك. لكن حساباتهم، وإصرارهم على مواصلة البقاء خارج سرب الوطنية، والبحث عن تشكيل إطار بديل للمنظمة في الغرف المغلقة أعمتهم عن رؤية القواسم المشتركة الكبيرة الجامعة بين الكل الفلسطيني. وعليه استنتاجك الأول فاقد المصداقية، ولا أسانيد له.

وبالتوقف أمام مقولة الحية الثانية، الذي له من اسمه نصيب، المتعلقة بـ”استعادة المنظمة المختطفة.” أود الرد بإيجاز شديد وبصيغة السؤال، هل تعتقد أن من حق حركتي حماس و الجهاد أن تتحدثا عن اختطاف المنظمة، وكلتا الحركتين ترفض مجرد الانضمام تحت رايتها وبرنامجها السياسي المشترك؟ وهل يجوز لمن خطف محافظات قطاع غزة بالانقلاب الأسود في أواسط حزيران / يونيو 2007، أي منذ خمسة عشر عاما، وهدد ويهدد وحدة الشعب العربي الفلسطيني، ويخدم من حيث يدري أو لا يدري مصالح العدو الصهيوني الاستراتيجية، أن يتحدث عن اختطاف القيادة الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا وإسلاميا وعلى كل الصعد والمستويات لبيت الشعب، والممثل الشرعي والوحيد للشعب؟ وما هي معايير الاختطاف إن كنتم فعلا جزءا من المشروع الوطني، ولستم أداة جماعة الإخوان المسلمين شريك الولايات المتحدة وإسرائيل في حربها على الدولة الوطنية في العالم العربي؟ ولماذا تحشيدكم للقوى والجماهير الفلسطينية لا تستخدمونه لتكريس الوحدة الوطنية والمصالحة، وتعتبرونه لوبي شعبيا ضاغطا على القيادة لتحقيق المصالح العليا للشعب، ودعم توجهاتكم الإيجابية، إن وجدت؟

من الواضح إن همكم الأساس والناظم لمسيرتكم السياسية يتمثل في المحافظة على إمارة غزة على حساب الوحدة الوطنية، وعلى حساب الثوابت، وإجهاض عوامل الصمود، التي هي حاجة ماسة لمواجهة التحديات الصهيوأميركية.

ورغم المعرفة بخلفياتكم وأجنداتكم الضيقة والإقليمية، فإن باب منظمة التحرير الفلسطينية مفتوح، والقيادة تمد يدها للكل الفلسطيني الراغب بخيار الوحدة، والمتمسك بالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والأبواب مفتوحة على مصاريعها للحوار الوطني الشامل، ولتعميق الرؤى المشتركة، وللشراكة السياسية، وللاتفاق على كل ما يخدم وحدة وصلابة مقاومة الشعب الشعبية والسياسية والدبلوماسية وفي كل الحقول والمجالات. لا شيء مغلق، عودوا إلى جادة الصواب، أكرم لكم وللشعب والقضية والوطن والمستقبل.

الاخبار العاجلة