بيتا.. اسمها عنوانا للصمود والتحدي

13 نوفمبر 2021آخر تحديث :
بيتا.. اسمها عنوانا للصمود والتحدي

صوت الشباب 13-11-2021   الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد 13كم تقع بلدة بيتا التي بات اسمها عنوانا للصمود والتحدي، فعلى أراضيها وعلى مرأى ومسمع كاميرات الصحفيين وأقلامهم سطرت بيتا رسالة للعالم أجمع مفادها أن الأرض هي العرض وستبقى بيتا متمسكة بأرضها مهما كلفها ذلك من ثمن.

ما ان تدخل بلدة بيتا حتى تجد نفسك في حسبة بيتا بين أصناف الفواكه والخضروات المختلفة التي مصدرها الأـراضي الفلسطينية، ويقصد هذا المكان المواطنون كافة لشراء مستلزماتهم من الخضار والفواكه، اذ تشكل الحسبة مصدر دخل قوي لبيتا وسكانها البالغ عددهم حوالي 15 ألف نسمة.

وبلدة بيتا من البلدات الفلسطينية القديمة التي اكتسبت اسمها مما كانت تقدمه لزوارها، اذا تذكر الروايات التاريخية أن اسم بيتا جاء من المبيت وبالتحديد المبيت الآمن، فبمرور القافلات من منطقة الشام الى منطقة غزة ومصر كانت بيتا هي عبارة عن منطقة يبيت فيها الناس بأمان وتطور الاسم فيما بعد لتصبح بيتا.

وعن المناطق التاريخية والأثرية في بيتا يحدثنا نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل: “بيتا بلد قديم جداً وذلك واضح من خلال الآثار الموجودة حولها”.
وتحدث حمايل عن منطقة الشمال الشرقي حيث جبل العرمة الذي دارت حوله أحداث العام 2019.

وهذا الجبل عبارة عن قلعة تاريخية ويوجد هناك مجموعة من الكهوف، وهذه المنطقة من الواضح أنه مرت عليها أكثر من حضارة، حيث تظهر أكثر من طريقة للبناء، ولذلك هذه المنطقة ما زال عدد من معالمها ظاهر وواضح، والجزء الآخر ما زال مطمورا.

ويقول حمايل: “عملنا في الفترة الاخيرة في بلدية بيتا مع وزارة السياحة لإظهار هذه المعالم التاريخية والآن بصدد عمل حديقة أثرية في تلك المنطقة”.

ويتابع: “يوجد الى الغرب من جبل العرمة خربة “عوليم” واسمها كنعاني وليس عبريا ولا علاقة لليهود به، ففي هذه الخربة ما زالت الآثار واضحة، ونتيجة للجهل عند بعض الناس تم تدمير جزء منها لمنع سيطرة الاحتلال عليها لكن المعالم العامة لهذه الخربة ما زالت واضحة.

ويوجد أيضا خربة “روجان” التي ما زالت فيها كهوف ومقابر واضحة جدا وما زال هناك جدران يقال أنها لمسجد، ولكن لا يعرف بشكل دقيق ما اذا كانت تعود لزمن العثمانيين او قبلهم.

بالإضافة الى منطقة تسمى “البالعة” وهي عبارة عن كهف ضخم جدا، وواضح من آثار الترسبات أنها مشابهة لمغارة جعيتا في لبنان، ولكن لم يتم حتى هذه اللحظة الاهتمام بها على الرغم من ضخامتها وحجم الاثار الموجودة فيها، وهذه المنطقة قريبة من الشارع الرئيسي من زعترة باتجاه أريحا ولذلك حتى هذه اللحظة لم يجرؤ أحد على محاولة العمل فيها.

أما عن المياه، فيوجد في بيتا عدد من الينابيع وعيون المياه منها عين سارة، وعين عوليم التي ما زالت حتى هذه اللحظة قوية جدا ومقام عليها مصنع مياه، وعين مغارة شبه مدمرة نتيجة لعبث الناس فيها، وعين روجان إضافة الى حوالي 7 ينابيع غير مستغلة .

جبل صبيح

وفي الفترة الأخيرة بات هذا الاسم محفوراً في أذهان الفلسطينيين عقب الأحداث التي اندلعت ما بين الشبان وجنود الاحتلال على هذا الجبل بعد أن أقدم المستوطنون على محاولة الاستيلاء عليه، ويقع هذا الجبل على أراضي قرى بيتا وقبلان ويتما.

ويقول حمايل: “أثبتنا بشكل عملي بأن هذا الجبل له أصحابه، واستطعنا الحصول على إخراج قيد من الارتباط الاسرائيلي نفسه بملكية الفلسطينيين لهذا الجبل، ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك، ولكن هناك مخطط استيطاني إسرائيلي للسيطرة عليه”.

ويحظى جبل صبيح بأهمية كبيرة للمنطقة، فعلى طول المسافة من حاجز زعترة وحتى راس العين غربا في الداخل المحتل، هناك سلسلة من المستوطنات استطاع المستوطنون من خلالها ان يغلقوا المنطقة الغربية من زعترة باتجاه الغرب.

والمخطط الان هو إغلاق المنطقة من زعترة حتى منطقة الاغوار كي يتم فصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، وهذا المخطط الاستيطاني وتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي: “سنقيم المستوطنة كما اتفقنا مع المستوطنين” يعطي أهالي بيتا الحق بتفكيرهم من البداية أنه إذا لم تزل البؤرة الاستيطانية أو لم تزل الكرفانات الموجودة رغم خروج المستوطنين فإنهم سيعودون بأي لحظة.

من جانبه، يقول المواطن حماد بني شمسة: “في المواجهات التي تحصل يوميا مع قوات الاحتلال على جبل صبيح بالإضافة الى الارباك الليلي يوميا والمظاهرات السلمية التي تنظم يوم الجمعة من كل أسبوع، تأتي قوات الاحتلال وتقمع المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز وتقع الاصابات يوميا بما يقارب 30-40 اصابة”.

وفي بداية الاحداث كانت أعداد الاصابات تفوق ذلك بكثير، عدا عن الشهداء الذين ارتقوا خلال المواجهات.

والجدير ذكره بأن الكرفانات ما زالت موجودة على جبل صبيح، ورغم أن الاحتلال أخلى المستوطنين منها، لكن لا تزال قوات الاحتلال متواجدة داخلها.

جبل العرمة

ويعتبر جبل العرمة أحد المواقع الأثرية الموجودة في بيتا، ويقع بين أراضي بيتا ويانون وعقربا، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 843 مترا، وسمي بهذا الاسم نسبة الى خربة العرمة المجاورة له.

وحدثنا عن الجبل مدير مركز التاريخ الفلسطيني للدراسات والأبحاث الدكتور مروان الأقرع: “أصل جبل العرمة قلعة عسكرية رومانية، والعهد الروماني كان يتميز بإنشاء القلاع على جبال عالية من أجل تأمين الطريق بين الأردن والمناطق الداخلية في فلسطين، ولذلك الكثير من القلاع التي كانت موجودة في تلك الفترة الزمنية هي على قمم الجبال”.

وتتكون القلعة من سور خارجي وبنايات من أجل مبيت الجنود، وكذلك فيها صهاريج من أجل تخزين المياه وصوامع من أجل تخزين القمح والمواد الغذائية، ولذلك هي قلعة رومانية قديمة بقيت الى يومنا الحالي، وبدأت حاليا وزارة السياحة والآثار بترميم المكان وتجهيزه من أجل استقبال الزائرين.

الزراعة في بيتا

ما زالت بلدة بيتا تمارس الزراعة وتحافظ على أرضها التي ورثتها عن الأجداد.

ويحدثنا عن واقع الزراعة في بيتا والمعيقات التي تواجهها المزارع محمد خبيصة: “بيتا من أقدم القرى الموجودة في منطقة جنوب شرق نابلس، وتعتبر

الزراعة من روافد بلدة بيتا الاقتصادية.

ويعتقد خبيصة ان بيتا فيها أكبر رقم من حيث تعداد اشجار الزيتون والمساحة، فشجرة الزيتون بالنسبة لبيتا هي شجرة مقدسة يهتم الناس بها ويعتنون بها ويحافظون عليها، واعتماد أهل البلد تقريبا على الزراعة وإنتاج شجر الزيتون، وبالإضافة لها هناك إنتاج لمحاصيل زراعية بسيطة كالقمح والشعير.

ويتابع: “مشكلتنا الرئيسية هي الاحتلال، فبلدة بيتا تمتد مساحتها من حوارة الى عقربا الى عورتا في الشمال وقبلان ويتما في الجنوب”.

ويضيف: “لغاية الان بحمد الله ليس هناك أي مستوطنة او بؤرة استيطانية على اراضي بيتا، لكن قوات الاحتلال والمستوطنين لم يتركونا، ويحاولون أن يقيموا بؤرة استيطانية، ولكن شباب البلدة تمكنوا من إخراج المستوطنين منها”.

الاخبار العاجلة