تطورات التوتر في شرق أوكرانيا.. عمليات اجلاء وحشود عسكرية وانفجاران في لوغانسك

19 فبراير 2022آخر تحديث :
تطورات التوتر في شرق أوكرانيا.. عمليات اجلاء وحشود عسكرية وانفجاران في لوغانسك

صوت الشباب 19-02-2022    انفجر خط لأنابيب النفط، مساء الجمعة، في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها مسلحون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء.

وقالت الوكالة إن انفجار خط “دروجبا” لأنابيب النفط قد هز مدينة لوغانسك، مشيرة إلى أنه وقع انفجار ثان في المدينة نفسها بعد انفجار خط الأنابيب، من دون أن يتم تحديد مصدره.

بدورهم، أعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم السبت، أنهم لاحظوا “زيادة كبيرة” في انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، حيث يتواجه المسلحون الموالون لروسيا مع القوات الأوكرانية منذ 2014.

وأشارت المنظمة، في بيان، إلى أن مراقبيها “لاحظوا زيادة كبيرة” في الأعمال المسلحة على طول خط الجبهة، مضيفة أن المنطقة شهدت حاليا عددا من الحوادث يعادل عدد تلك التي وقعت قبل اتفاقية تم توقيعها في يوليو/تموز 2020 لتعزيز وقف إطلاق النار.

أكبر حشد عسكري

وفي السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مساء الجمعة إن أوروبا تشهد حاليا “أكبر حشد لقوات عسكرية” منذ الحرب الباردة، مع وجود نحو 150 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، بحسب تقديرات الدول الغربية.

وصرّح ينس ستولتنبرغ لقناة “زد دي إف” الألمانية بأن الأمر “يتجاوز بكثير (إجراء) مناورات” وأن “روسيا قادرة بالتأكيد على مهاجمة” أوكرانيا.

من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري أميركي الجمعة إن ما بين 40% و50% من القوات الروسية الموجودة قرب الحدود مع أوكرانيا اتخذت “مواقع هجومية”.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه يوجد ما يقرب من 150 ألف جندي روسي على الحدود من بينهم نحو 125 كتيبة تكتيكية.

وأكد أن نسبة القوات الموجودة في مواقع هجومية أعلى مما كان معروفا من قبل، وتشير إلى أن تلك الوحدات الروسية يمكن أن تهاجم أوكرانيا دون سابق إنذار.

وقد قالت شركة الصور الأميركية “ماكسار”، الجمعة، إن صور الأقمار الصناعية تظهر نشاطا عسكريا في مواقع متعددة عبر بيلاروسيا (روسيا البيضاء) وشبه جزيرة القرم وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وأوضحت “ماكسار” أن الصور تظهر انتشارا ضخما جديدا لمروحيات في شمال غرب بيلاروسيا ونشر مجموعة قتالية للدبابات وناقلات جنود ومعدات دعم في مطار ميليروفو الواقع على بعد 16 ميلا من الحدود الأوكرانية.

حزمة عقوبات

وفي السياق ذاته، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي داليب سينغ إن الإدارة الأميركية أعدت حزمة للعقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزو أوكرانيا، مضيفا أن العملة الروسية ستتأثر بشكل كبير في حال فرض تلك العقوبات على روسيا.

وأكد سينغ للصحفيين أن روسيا “ستصبح دولة منبوذة بالنسبة للمجتمع الدولي، وسيتمّ عزلها من الأسواق المالية الدولية وحرمانها من المُدخلات التكنولوجية الأكثر تطوّرا”.

ومن جانبه، أكد البيت الأبيض أن واشنطن نسقت عمليات تعويض إمدادات الغاز الروسية من شمال أفريقيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة في حال قطعها. كما حذر الصين من منح موافقة لروسيا لغزو أوكرانيا، لأن ذلك سيترك أثرا عميقا على أوروبا.

عمليات إجلاء

في الأثناء، أعلن المسلحون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا بدء عمليات إجلاء للمدنيين في إقليم دونباس، بينما أوفد الرئيس الروسي وزير الطوارئ للإشراف على عمليات استقبال أهالي الإقليم الفارين من “أعمال العنف”.

بدورها، قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن لديها معلومات عن لجوء المخابرات الروسية إلى زرع ألغام في مرافق البنية التحتية في دونيتسك لخلق ذرائع لاتهام أوكرانيا بارتكاب أعمال إرهابية.

وحثت الاستخبارات الأوكرانية سكان الإقليم على عدم مغادرة منازلهم وعدم استخدام وسائل النقل العام.

وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن بلاده “لن تحرر أراضيها المحتلة بالوسائل العسكرية، لأن ذلك سيوقع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين”.

واتهم المسؤول الأوكراني المسلحين الروس بمحاولة استفزاز قوات بلاده المسلحة، نافيا تورط الجيش الأوكراني في التصعيد في دونباس.

تبرير العدوان

وفي تعليقه على هذه التطورات، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن ما حدث في دونباس “جزء من خطوات روسية لتبرير العدوان على أوكرانيا”.

وأوضح بلينكن، في مداخلة له بمؤتمر ميونخ للأمن، أن القصف في شرق أوكرانيا في الساعات الماضية هو “جزء من جهود روسية لاختلاق استفزازات كاذبة لتبرير مزيد من العدوان ضد أوكرانيا”، مجددا القول إن “روسيا ستدفع ثمنا باهظا” إذا اعتدت على جارتها.

كما قالت الخارجية الأميركية إن عمليات الإجلاء من شرق أوكرانيا “محاولة أخرى للتعتيم على كون روسيا هي المعتدي في هذا النزاع”.

وأضافت الخارجية، في بيان، أن هذا النوع من العمليات الخادعة هو بالضبط ما أبرزه الوزير بلينكن في إحاطته أمام مجلس الأمن، ولفت إلى أن روسيا هي المحرض الوحيد على التوترات شرق أوكرانيا وهي من يهدد الشعب الأوكراني، حسب بيان الخارجية الأميركية.

كما حضّت فرنسا وألمانيا، الجانب الروسي على “استخدام نفوذه” لدى “الانفصاليين” في شرق أوكرانيا “للدعوة لضبط النفس والمساهمة في احتواء التوتر”.

وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان إيف لودريان، في بيان مشترك، إنّ “الانتهاكات العديدة لوقف إطلاق النار على طول خط الجبهة خلال الأيام الأخيرة تثير قلقا بالغا”، منددين “باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف مناطق مدنية من دون تمييز”.

تصريحات بوتين

وفي موسكو، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بعدم الجدية في بحث الضمانات الأمنية.

وأكد الرئيس الروسي استعداد روسيا للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وشدد على أن موسكو مستعدة للتفاوض، شريطة النظر في كل القضايا التي اقترحتها للضمانات الأمنية كحزمة واحدة دون استثناء.

بدوره، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن موسكو ومينسك لا تريدان الحرب، محذرا من أن أوروبا أصبحت على شفا حرب شاملة.

واتهم لوكاشينكو بعض المسؤولين الغربيين بالحماقة وغياب المسؤولية وبأنهم وراء تصعيد النزاع في دونباس، الأمر الذي تسبب في بدء فرار المواطنين من الإقليم.

وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني إن الانفصاليين المدعومين من روسيا يواصلون تعمد مفاقمة الوضع وتضليل سكان ما سماها “الأراضي المحتلة مؤقتا”.

وأكد المسؤول الأوكراني أن جيش بلاده لا يخطط لأي عمل عسكري في دونباس، لأنه سيؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين، وطالب السكان في الشطر الواقع تحت سيطرة “الانفصاليين” بعدم تصديق ما وصفها بروايتهم وأكاذيبهم.

استدعاء قوات احتياطية

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، مرسوما يقضي باستدعاء المواطنين المشمولين بقائمة القوات الاحتياطية للخضوع للتدريب العسكري.

وتضمن المرسوم دعوة مواطني روسيا الموجودين في قائمة الاحتياط لعام 2022 للخضوع لتدريب عسكري في القوات المسلحة الروسية، ووكالات أمن الدولة ووكالات خدمات الأمن الفدرالي.

وبحسب نص المرسوم، تم توجيه مجلس الوزراء والسلطات التنفيذية للمناطق الروسية لضمان تنفيذ الإجراءات المتعلقة بدعوة المواطنين إلى معسكرات التدريب، وعقد هذه المعسكرات التدريبية.

وبموجب القوانين الاتحادية في روسيا، لا يمكن استدعاء المواطنين المشمولين بقوائم الاحتياط للتدريب لأكثر من مرة واحدة خلال 3 أعوام.

الاخبار العاجلة