خاص – جيش الاحتلال والاضطهاد والابرتهايد!

26 فبراير 2022آخر تحديث :
خاص – جيش الاحتلال والاضطهاد والابرتهايد!
خاص – جيش الاحتلال والاضطهاد والابرتهايد!

صوت الشباب 26-02-2022  د. رمزي عودة  إستوقفني مقطع فيديو قصير بثه أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري الاسرائيلي، وظهر في الفيديو طفل فلسطيني يتناول فطيرة من جندي اسرائيلي، وعلق أدرعي مبسماً على هذا الفيديو ” أنه يفتخر أنه إسرائيلي”. بالمقابل، لم يتحدث أدرعي عن محمد شحادة، طفل مدينة الخضر ذو الاربعة عشر ربيعاً عندما تم قتله قبل يومين على أيد قوات الجيش الاسرائيلي “جيش الابرتهايد”. كما أنني لم أسمع أدرعي يتحدث عن إدانة رائد في الجيش الاسرائيلي أُدين قبل عدة أشهر من محكمة عسكرية بإغتصاب نساء فلسطينيات وممارشة الشذوذ واستغلال منصبه، وحكم عليه بالسجن 11 عاما ودفع تعويضات رمزية لهن. وتم منع النشر في هذه القضية لنحو خمس سنوات من قبل الجيش الاسرائيلي.
وفي السياق المعاكس، بث طفل فلسطيني مؤخراً مقطع صوتي يتحدث معه ضابط مخابرات إسرائيلي ويهدد بقتله اذا لم يتوقف عن المشاكل. والمشاكل هي بالطبع ضرب حجارة علي الجيش وعلى قطعان المستوطنيين. والغريب أن أدرعي لم يعلق أيضا على هذا الفيديو الذي أصاب الطفل الفلسطيني بالهلع من شدة التهديد الذي سمعه من قبل ضابط المخابرات الاسرائيلي.
في الواقع، هذه الحوادث ليست غريبة عن البيئة الداخلية لجيش الاحتلال، حيث تفشت فيه ظواهر الاغتصاب والتحرش والعنف، فقد أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، خلال 2016، أن حالات التحرش والاغتصاب ضد المجندات الاسرائيليات وصلت إلى 1000 حالة خلال عام 2016، 60% منها وقعت داخل المعسكرات. وهذه الأرقام إن دلت على شئ، فإنها تدل على بيئة عسكرية إسرائيلية تتعزز فيها الاعتداءات الجنسية والعنيفة، وتصبح بالضرورة حافزاً قيمياً يشجعهم على القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد الفلسطينيين؛ لاسيما في إطار إنتشار قيم التطرف والعداء والعنصرية داخل المجتمع الاسرائيلي.
مما لاشك فيه، إن محاولات الجيش الاسرائيلي لإظهار جيشهم بأنه يراعي القواعد الدولية وإحترام حقوق الانسان هي محاولات دائما ما تبوء بالفشل. فالفلسطيني لا يحتاج الى أسباب كثيرة لاقناعه بان ذلك الجندي على الحاجز هو متحفز لقتله او إذلاله، فهو يعيش هذه اللحوادث بشكل متكرر. كما أن الفلسطيني يدرك تماماً بأن الذي يقتحم بيته ويأسر أبناءه ويقتل أصدقائه هو ذلك الجيش الذي يفتخر أدرعي بأنه ناطق باسمه. إنه ببساطة جيش الاحتلال والاضطهاد والابرتهايد.
ما أود قوله في هذه المقالة، هو أن قيام جيش الاحتلال والابرتهايد الاسرائيلي بإستخدام صور الأطفال ومقاطع الفيديو الخاصة بهم هو إنتهاك صارخ لقواعد إتفاقيات جنيف الأربعة، كما أنه إنتهاك لاتفاقية حماية حقوق الطفل. وبالضرورة، يجب محاسبة إسرائيل قانونياً على قيام جيشها بإستخدام مقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال الفلسطينيين، وإسقاط دلالات سياسية عليه قد تؤذي الطفل الفلسطيني نفسه، وهي بالمحصلة تزور الحقائق على الارض وتضلل الرأي العام الدولي، فالجيش الاسرائيلي سيظل في نظر الفلسطينيين هو جيش الاضطهاد والاحتلال والابرتهايد.

الاخبار العاجلة