سؤال عالماشي – مستحيل فلسطيني يدفع خطة ترامب والضم للهاوية

18 يونيو 2020آخر تحديث :
سؤال عالماشي – مستحيل فلسطيني يدفع خطة ترامب والضم للهاوية
سؤال عالماشي – مستحيل فلسطيني يدفع خطة ترامب والضم للهاوية

بقلم: موفق مطر عن الحياة الجديدة

ترامب الموصوف بالشخص المصاب بجنون العظمة، الذي بات معظم الجمهور الأميركي ينظر اليه كرمز لغطرسة واستكبار معجونة مع غباء وحماقة غير مسبوقة لدى رؤساء الولايات المتحدة السابقين نراه اليوم- وبعد صمود محكم ومواقف شجاعة وحكيمة اجمع عليها الموافقون على سياسة الرئيس ابو مازن والمعارضون- بات يسعى لتمرير رسائل حتى عبر تصريحات لمسوولين اسرائيليين وأميركيين حول امكانية التراجع عن قرار الضم بصيغ مختلفة منها الحديث عن ضم المستوطنات الكبرى فقط، وتبادل اراض!!

وصيغ اخرى من مقترحات مرفوضة اصلا لدى القيادة، ما لم تكن قائمة على اساس الاقرار بحق الشعب الفلسطيني بانجاز استقلاله على ارضه في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية تراجع ترامب ونتنياهو الملحوظ ليس كرما، وإنما لإدراكهم ان الرئيس محمود عباس ابو مازن ليس عقبة على درب تنفيذ خطته الاستعمارية الجديدة الموصوفة بالوعد البلفوري الثاني وحسب، بل لأنه المستحيل امام نتنياهو المكلف بتنفيذ خطة ترامب الاستعمارية كاملة بما فيها خطة ضم اراض فلسطينية محتلة منذ العام 1967 تعتبر وفق القانون الدولي اراضي ضمن حدود دولة فلسطين المعترف بها بالقرار 1967.

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستخدم وسائل تمكنه من النزول عن شجرة عالية صعد الى اعلى جذعها عندما قرر اعتبار القدس عاصمة موحدة لمنظومة الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي العنصري، بعد أن ظل توقيعه على القرار الذي تباهى به امام عدسات الصحافة مجرد حبر على ورق ولم يجاره أحد من دول العالم في عدوانه على القانون الدولي وعلى الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية ومقدساته.

 أما حفلة الاغراء المادي والكرم الترامبي التي اطلقها صهره كوشنير قبل وأثناء طرح خطة ترامب الاقتصادية في المنامة (عاصمة البحرين) التي فوجئ الأشقاء العرب أنها ستكون ممولة من أموالهم العامة وخزائنهم، فقد انكشفت عورتها بسقوطها لحظات بعد اعلانها، فخاب ظن المتربع في البيت الابيض اليوم في الحصول ولو على مجرد التفاتة او استفسار او سؤال من الرئيس محمود عباس.

 تثبت مواقف الرئيس محمود عباس يوما بعد يوم أن الشعب الفلسطيني لا يقبل بيع كرامته وحريته، حتى لو بلغ الثمن كنوز الأرض وثقل جبالها ذهبا، ويثبت للعالم أن القوة التي يتمتع بها أي رئيس في العالم مصدرها ثقة الشعب به وبمصداقيته وإخلاصه ووفائه وتمسكه بالثوابت والأهداف، أما مواجهة الرئيس ابو مازن المباشرة مع الرئيس الأميركي ترامب فإنها نابعة من ايمانه بأن قوة الرئيس الأميركي ليست مطلقة، وان ترامب سيكون قويا اذا لمس ضعفا منه، وان هذا الترامب تراجع لأنه لمس حواجز العناد عند الرئيس ابو مازن المرفوعة على الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، وتبين مقدار ثباته اللا محدود على مبادئ حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وأهدافها المرحلية التي هي محل اجماع الشعب الفلسطيني، ولأنه أدرك أن ما كان من مواقف الرئيس ابو مازن سيبقى اليوم وسيكون في الغد اقوى وامتن وأشمل، وان لا طائل ولا رجاء من محاولات اخضاعه بالحصار السياسي والمالي، ومحاولات خلق بدائل (اقزام)، فترامب المكابر على يقين اليوم بأن قائد حركة تحرر وطنية ورئيس شعب عظيم بتضحياته، يضع قضايا الوطن ورفعة وكرامة الشعب وحريته ومكانته بين الأمم فوق كل اعتبار لا يمكن الحصول منه على تنازل أو استسلام ابدا، وبعد ان تبين له فشل نظرية تأمين الرفاهية والأمن لمجتمع منظومة الاحتلال العنصري الاستيطاني الاحتلالي على حساب امن وحرية واستقلال الشعب الفلسطيني  حتى لو ضاعف المحتلون جرائمهم، المصنفة كجرائم حرب وضد الانسانية وفق القانون الدولي.

 سنراقب موقف العالم، ونراكم على انجازاتنا في ميدان القانون الدولي وعلى مكانة فلسطين التي تم ترسيخها خلال عقد ونصف من النضال السياسي الفلسطيني اثبت خلالها الرئيس ابو مازن صواب رؤيته لصراع الشعب الفلسطيني الوجودي مع المشروع الصهيوني الاستعماري الصهيوني، وما كان لدول الاتحاد الأوروبي أن تنتصر في مواقفها المعلنة حتى الآن للقانون الدولي، لولا قناعة هذه الحكومات والدول أن موقف القيادة الفلسطينية منسجم تماما مع القانون الدولي، وان منظومة الاحتلال (دولة اسرائيل الناقصة) متمردة فعلا وخارجة على شرعة ومواثيق وقوانين الانسانية.

الاخبار العاجلة