سيكولوجية الانقلاب.

14 يونيو 2020آخر تحديث :
سيكولوجية الانقلاب.
سيكولوجية الانقلاب.

بقلم : حسن حسين الوالي.
باحث في علم الاجتماع السياسي
الانقلاب العسكرى قبل ان يتم على الارض بكل أبعاده الدموية وأنتهاك حقوق الناس بكافة المجالات الاقتصادية و السياسية والكرامة ….الخ …
هو بالاساس مسألة سيكولوجية نفسية لدى الفرد تتم عبر مسار ممنهج من فرض العزلة الشعورية على الفرد و كبح الانفعالات وقولبتها في بوتقة ضيقة من التعبئة الدينية المشوهة والتى تبتعد كل الابتعاد عن حقيقة الدين السمحة … وتظل تلك الانفعالات تغلى وتهدر بنيران الحقد على الآخر … ويزداد لهيبها كانها النار التى تأكل ذاتها ، تلك اللحظة التى يدركها الامراء والوكلاء باسم الدين فيطلقوا تلك النار بحقدها لتتخلص من ألمها و تصب الموت والقتل والارهاب على الآخر .. وكلما كان الآخر قريب من الانقلابي كلما كان لهيب الحقد موجه أكثر لان الانقلابي يكره ماضيه بكل مكوناته الانسانية والمادية والمعنوية ….
فالانقلابي آلة دمار مبرمجة لتدمير الآخر حسب منظوره ومنظور جماعته … تحقيقا للغاية السياسية والاجتماعية لفكر سيد قطب” بأن المجتمعات ابنية متهالكة ابتعدت عن الاسلام لا يفلح فيها ترقيع بل يجب ان تدمر كليا حتى تسنح الفرصة لبناء المجتمع المسلم” كما يصفه وهو بالحقيقة المجتمع الطائفي للجماعة ..
فلذلك مهم الربط بين التحليل السيكولوجي للانقلابي وفي نفس الوقت تحليل ذلك في ضوء وفضاء الفكر السسيولوجي لفكر جماعات الاسلام السياسي..
فنموذج معتصم الذي أصبح بعد ذلك يكنى بابو سعد الجنوبي في مسلسل #الاختيار هو خير مثال لما طرحه… على اعتبار ان الانقلاب والارهاب هما نتيجة واحدة لتلك التربية السيكولوجية و التغيرات الاجتماعية في المجتمعات و الدول … مع فارق ان الارهاب عبارة عن مجموعات بدون مكون سياسي نظامي مؤسساتي .. اما الانقلاب فهو ذو مكون سياسي نظامي مؤسساتي … والاختلاف في المظهر لا يؤثر على جوهر وحقيقة اشتراك الاثنان في المكون السيكولوجي للافراد او السسيولوجي للجماعات

الاخبار العاجلة