صور الأقمار الصناعية تكشف النقاب عن لغز المقابر اليابانية القديمة في شكل ثقب مفتاح الباب

20 يناير 2022آخر تحديث :
صور الأقمار الصناعية تكشف النقاب عن لغز المقابر اليابانية القديمة في شكل ثقب مفتاح الباب

صوت الشباب 20-01-2022 أذهلت صور الأقمار الصناعية مجموعة من الباحثين، بكشفها عن رؤى جديدة لمقابر يابانية قديمة، وتكشف عن الأسرار المخفية وراءها.

وأجرت مجموعة البحث من جامعة العلوم التطبيقية في ميلانو تحليلا لاتجاه المقابر اليابانية القديمة، المعروفة باسم “كوفون” (Kofun).

وقام الفريق بقيادة نورما باراتا وأريانا بيكوتي وجوليو ماغلي من جامعة العلوم التطبيقية في ميلانو، بقياس اتجاه أكثر من 100 مقبرة “كوفون” وتوصلوا إلى استنتاجات مثيرة للاهتمام.

ولم يقع إجراء مثل هذه الدراسة من قبل لأن الوصول إلى عدد كبير من المعالم الأثرية ممنوع عادة في هذه المناطق. ولهذه الأسباب، وقع استخدام صور عالية الدقة من الأقمار الصناعية. وتظهر النتائج أن هذه المقابر موجهة نحو شروق الشمس، ويُعتقد أن هذا يتعلق بقصة الإلهة أماتيراسو، التي ربطها الأباطرة اليابانيون بالأصل الأسطوري لسلالتهم.

وتشير النتائج المنشورة في المجلة العلمية Remote Sensing، إلى وجود صلة قوية بين ممرات مدخل “كوفون” مع القوس في السماء حيث توجد الشمس ويظهر القمر في كل يوم من أيام السنة. ويظهر اتجاه أضخم “كوفون” على شكل ثقب المفتاح إلى قوس الشمس المشرقة / الساطعة. على وجه الخصوص، ويتم توجيه مقبرة “دايسن كوفون” (Daisen Kofun) أحد أكبر المعالم الأثرية التي بنيت على الإطلاق، نحو شروق الشمس عند الانقلاب الشتوي.

ويوضح فريق البحث: “إن توجيه المقابر الإمبراطورية نحو الشمس لا يحدث عن طريق الصدفة: بل إنه يتفق تماما مع تقاليد الإمبراطورية اليابانية. وفي الواقع، يعتبر الأصل الأسطوري لسلالة الأباطرة اليابانيين أنهم من نسل مباشر من آلهة الشمس أماتيراسو”. 

وتكهن الباحثون أيضا بسبب بناء المقابر في شكل ثقب المفتاح، حيث قالت الورقة البحثية: “شكل ثقب المفتاح الغريب الذي لا يمكن تفسيره، على ما يبدو ليس إلا تمثيل بسيط للشمس المشرقة خلف جبل مقدس كإشادة باسم الأرض التي كانت تحت حكم الأباطرة”.

وتنتشر الجزر اليابانية مع مئات من تلال المدافن القديمة، وكان أكبرها في شكل نموذجي لثقب مفتاح، والذي أطلق عليها اسم ” كوفون”.

وبنيت هذه المقابر في القرنين الثالث والسابع بعد الميلاد، ويُنسب أكبرها إلى الأباطرة الأوائل شبه الأسطوريين، في حين يُعتقد أن المقابر الأصغر حجما تنتمي إلى ضباط البلاط وأفراد من العائلة المالكة.

وتُصنَّف مقبرة “دايسن كوفون” (Daisen Kofun) أحد أكبر المعالم الأثرية التي بنيت على الإطلاق، حيث دفن فيها الإمبراطور نينتوكو (290 – 399)، الإمبراطور السادس عشر لليابان، والبالغ طولها 486 مترا وارتفاعها نحو 36 مترا، وهي واحدة من أكبر ثلاث مقابر في العالم بعد ضريح أول أباطرة أسرة تشين في الصين والهرم الأكبر في الجيزة بمصر.

وتنتمي مقبرة “دايسن كوفون” إلى مجموعة المقابر التي وقع إدراجها مؤخرا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

لكن المؤرخين وعلماء الآثار لم يعثروا بعد على مصادر مكتوبة عن هذه المقابر، كما أن الحفريات المتعلقة بها نادرة وتميل إلى أن تكون محدودة وتقتصر على المقابر الأصغر نظرا لأن أكبر مقابر الأباطرة شبه الأسطوريين الأوائل يتمتعون بحماية صارمة بموجب القانون الياباني.

ولا يسمح حتى بدخول المناطق المحيطة بهذه المقابر، ما يعني أنه من المستحيل الحصول على قياسات دقيقة للحجم والطول والاتجاه.

لذلك من الطبيعي دراستها باستخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، والتي توفر أدوات بسيطة ولكنها قوية للغاية لتحقيقات الاستشعار عن بعد.

ويشرح الباحثون في الورقة البحثية: “في الجزء الأول والأخير من فترة كوفون يُفضل أن تُبنى مقابر ثقب المفتاح فوق تلال صغيرة. وفي فترة كوفون الوسطى، وخاصة في القرن الخامس الميلادي، كانت المناطق المسطحة هي المفضلة، وليس بعيدا عن الساحل، بحيث يمكن رؤية التلال من مسافات بعيدة، من البر الرئيسي والبحر. وفي هذه الحالات، كانت هناك حاجة إلى كميات هائلة من الأرض، مأخوذة من حفريات الخندق وأيضا من مناطق بعيدة، ما يدل على أن بناء هذه المشاريع الكبيرة شمل عدة قرى”.

المصدر: إكسبريس

الاخبار العاجلة