عبثيون وعدميون !!

20 مايو 2023آخر تحديث :
عبثيون وعدميون !!
عبثيون وعدميون !!
عبثيون وعدميون !!

الكاتب: موفق مطر –  إثر كل حدث وإنجاز وطني، وبالتزامن مع الانعطاف نحو مفترق مصيري،

ومع بروز وقائع وحقائق مادية بمثابة دلائل وبراهين قاطعة على صواب المنهج السياسي

لقائد حركة التحرر الوطنية رئيس الشعب الفلسطيني أبو مازن، يسارع العبثيون، العدميون

لفتح سدود عقولهم المغلقة لإغراق الشارع بمعان ومفاهيم ومصطلحات وتعاميم آسنة،

لإشغال الجمهور ومنعه من التأمل والتفكير واتخاذ الموقف الصحيح والسليم،

وثنائهم عن فكرة المشاركة في تجسيد متطلبات الإنجاز، وتحويله إلى عامل قوة مادية فعلية ورافعة للثوابت الوطنية،

فلهؤلاء قدرة غير متناهية على تضليل الجماهير التي حرصوا ويحرصون على إبقائها في مستوى التابع

بلا تردد لنداءاتهم، ذلك أن نفوسهم الضعيفة جدا أمام أي فرصة تمنحهم وهما،

يتخيلون فيه أنفسهم وهم يمسكون بزمام القيادة، حتى لو كانت بميادين متاهات لامتناهية !.

مستخدمو الدين

العبثيون العدميون منهم مستخدمو الدين، احترفوا سحر العامة، وإخضاع العقل الفردي والجمعي

بمهاراتهم الكلامية الهلامية الشبيهة بالطلاسم، ويمارسون إرهابا أقله التهديد باجتثاث لسان من يخالفهم،

إن لم يكن القرار بحرمانه من الحياة الدنيا، وحتى من شم رائحة الجنة، التي يسوقون

أن مفاتيحها عندهم حصريا !. وهم يدركون جيدا ويعلمون أن من تبعهم ويتبعهم فقد ضل السبيل، واختار الهلاك معهم طواعية!.
ومنهم سماسرة تكنولوجيا الاتصال والتواصل، والسوشيال ميديا، والفضائيات ووسائل الإعلام،

يدعون قدراتهم الخارقة في رؤية المكشوف والمستور، والظاهر والباطن من القضايا الوطنية،

يشوهون الإنجاز والخطاب، ويعملون على تفريغه من مضامينه الحقيقية الأصلية،

ليبدو للجمهور هشا فارغا، وكأنهم لا يعلمون أن الجماهير في اللحظات المصيرية،

تبحر نحو أهدافها البعيدة – رغم الأمواج العاتية والأعاصير بأفلاك مبنية من خشب السنديان،

وليس من قصب المستنقعات، الذي لا يصلح إلا للتنغيم بخرومها للتماسيح !

 

القيم الناظمة للسلوكيات وأنماط التفكير

 

يضرب العبثيون العدميون المعرفة والبحوث والوقائع عرض الحائط،

ويسعون لفرض مفاهيمهم ونظرتهم الدونية القاصرة للأمور والقضايا كمسلمات،

ويفرضونها كعلامات وإشارات على مفترقات الطرق، ليس للجمهور إلا اتباعها بغير سؤال

أو بحث عن الجدوى، وإلا واجه خطر الاصطدام والصدام، وكأنهم لا يعلمون أن العقل الوطني الإنساني،

ومفاتيح البصيرة لدى ابن البلد، والقيم الناظمة لسلوكياته وأنماط تفكيره هي الناظمة لإيقاع حياته

في مساراتها كافة وبالخصوص النضالية والكفاحية، أما كثرة الإشارات الحمراء

والخضراء والبرتقالية التي يبثونها في طرق وطرائق حياة الجماهير فليست انعكاسا

للقوة الأخلاقية والوطنية، وإنما انعكاس لرؤية قاصرة استبدلت التربية

وتنمية السلوك الإنساني بالزجر والتخويف والعقاب!.
العبثيون العدميون يصممون على طرح نظرياتهم وأطروحاتهم حول قدرة البعير في البلد على الطيران

، ويكادون بتقديسهم للأوهام التي ينشرونها في قرى ومدائن السهول

والوديان والجبال تقدير بعرها بالذهب، وكأنهم لا يعلمون الحكمة العربية التي يحفظها كل (أبناء البلد)

أن البعر يدل على البعير، وليس على الصاغة، إلا إذا طنوا أن آثارهم التي تدل عليهم من تبر الذهب!.
يميلون بوعي الجماهير ويسقطونها عمدا في حفر جاهزة أرادها أعداء الإنسانية قبورا

لكل حر لم يمنح الآخرين نيابة التفكير عنه، وتقرير كيفية بناء شخصيته، واحتكار الفكرة والمنهج

والأدوات والأساليب الناجعة من أجل حياة افضل ؟! وكأنهم لا يعلمون أن الإنسان

بطبيعته كائن حر مفكر، بمشيئة تكاد تلامس صورها حدود السموات السبع والأرض .
ليست سيرة العبثيين والعدميين حديثة، إنها نبت بشري بسمية عالية موجودة منذ بدء الخليقة،

عانى منها الرسل والأنبياء، والفلاسفة والحكماء، والقادة السياسيون الوطنيون الأوفياء،

لكنهم ظلوا خاسئين، متحسرين، حتى وإن تبعهم حاقدون مغرضون، فللحق أهل يعتنقونه،

ويضحون من اجل سواده لتعم نعمته على الناس أجمعين، ينصرونه بلا رغبة،

وينشرونه بلا حسابات ومكاسب خاصة، فكيف إذا كان هذا الحق فلسطين ؟!.

الاخبار العاجلة