على العالم أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي فوراً

3 مارس 2022آخر تحديث :
على العالم أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي فوراً
على العالم أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي فوراً

صوت الشباب 3-03-2022  الكاتب: باسم برهوم    إذا كان العالم لديه مسطرة واحدة في بناء السياسات واتخاذ المواقف، فإن على المجتمع الدولي أن يدعم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين في أسرع وقت ممكن. لطالما دفع الشعب الفلسطيني ثمن سياسة ازدواجية المعايير، وتعامل العالم مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون والمحاسبة، وبالمقابل، بقي الشعب الفلسطيني دون إنصاف، فالعالم لم يقم، ولا بمحاولة جادة واحدة، لتطبيق القانون الدولي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الصراع الذي شهد أكثر النماذج السافرة لسياسة ازدواجية المعايير.

ومع إدراكنا لاختلاف الموقع الجيوسياسي لأوكرانيا، وباعتبارها دولة أوروبية، وأن أي انفجار لحرب في هذه القارة سيمثل خطراً مباشراً على السلم العالمي، وإمكانية أن تتحول إلى حرب كبرى، وربما حرب عالمية ثالثة، ومع هذا الإدراك، فإن من حق الشعب الفلسطيني، أن يرفع صوته اليوم من أجل سياسة أكثر إنصافا له بعد 55 عاما من الاحتلال، وبعد أكثر من مئة عام من الظلم وحرمانه من وطنه التاريخي. لقد سمح المجتمع الدولي لدولة الاحتلال الاسرائيلي بأن تقوم بكل ما يمكنها أن تقوم به من إدامة إحتلالها، عبر ضم القدس وتهويدها وبناء المستوطنات والهدم اليومي لمنازل الفلسطينيين ومحاصرته وحصار غزة، ولم نسمع سوى إدانات واستفسارات لفظية.

الشعب الفلسطيني لم يلمس أية جدية من المجتمع الدولي للتصدي لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، كما أن هذا المجتمع لم يحاول تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تنص جميعها على أن ضم القدس والاستيطان غير شرعي ويجب تفكيكه. وما ضاعف من مرارة شعبنا أن يأتي رئيس أميركي، والمقصود الرئيس ترامب، ليعلن أن القدس “عاصمة لإسرائيل”، وهو الإعلان الذي مثل وعد بلفور القرن الواحد والعشرين.

فلسطين، التي أصبحت منذ العام 2012 دولة غير عضو في هيئة الأمم المتحدة وتعترف بها أكثر من 140 دولة، أبقاها المجتمع الدولي تحت الاحتلال الإسرائيلي. وخلال كفاحه الطويل من أجل الاستقلال، لم يبخل الشعب الفلسطيني بتقديم التضحيات الجسيمة، عشرات الآلاف من الشهداء وأكثر من هذا الرقم بكثير من الجرحى ومئات آلاف الأسرى، لقد قاوم وصمد الفلسطينيون، ولكن لم ينصفهم المجتمع الدولي، بل ووصف بعضهم الكفاح الوطني الفلسطيني بأنه “إرهاب”.

يتساءل الشعب الفلسطيني: لماذا لا يحظى بالاهتمام الكافي من المحتمع الدولي؟ لماذا عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي يطرح عليه القبول بحل اقتصادي أو حلول لا ترتقي لنيل حريته واستقلاله؟

قبل أيام، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كاريكاتيرا فيه إسرائيليان يجلسان أمام خريطة لأوكرانيا في ظل الحرب، أحدهما من حركة السلام الآن، والثاني من اليمين الاستيطاني الإسرائيلي، وقال العضو في حركة السلام: هل رأيت! لقد كنا نحن على حق طوال الوقت، ويقصد لأنهم كانوا ضد الاحتلال. إذا كانت أوساط من داخل إسرائيل تقول إن الاحتلال غير شرعي، وطال أمده، فلماذا يواصل المجتمع الدولي تراخيه وتواطؤه في أحيان كثيرة مع هذا الاحتلال؟

الشعب الفلسطيني لا يمكن إلا أن يكون مع حق الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها واستقلالها، لذلك، هو لن يتنازل عن حقه الأصيل بحق تقرير المصير وبالاستقلال، وهو يريد اليوم قبل غد أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين، وأن يرى جدية من المجتمع الدولي لتحقيق ذلك. إسرائيل لا تزال تصم آذانها ولا تريد أن تسمع أو تعترف أن للشعب الفلسطيني حقوقاً سياسية مشروعة، فإلى متى سيستمر المجتمع الدولي في إغماض عينيه عن الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي؟

الاخبار العاجلة