عمرو دياب في بيروت.. أحيا حفلاً وأشعل جدلاً!

28 أغسطس 2023آخر تحديث :
عمرو دياب في بيروت.. أحيا حفلاً وأشعل جدلاً!
عمرو دياب في بيروت.. أحيا حفلاً وأشعل جدلاً!

أحيط حفل المطرب المصري عمرو دياب الذي وصف بالأسطوري في لبنان بحال من الجدل منذ بدء الإعلان عنه

وحتى ما بعد انتهائه، بدأ بأجر “الهضبة” الخيالي في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، فضلاً عن ارتفاع أسعار التذاكر وإقبال الناس

على شرائها وبيعها في السوق السوداء واكتظ الحفل بنحو 16 ألف شخص إضافة إلى آخرين تابعوه في المناطق المحيطة وعلى أسطح المباني.
وغادر عمرو دياب لبنان وفي حسابه مبلغ خيالي قدر بمليون و50 ألف دولار، مقسمة على 750 ألف دولار

كأجر له من الجهة المنظمة لقاء الحفل الذي أحياه، مساء أول من أمس، في “البيال” على واجهة بيروت البحرية و300 ألف دولار

مقابل غنائه في حفل زفاف نجل أحد رجال الأعمال اللبنانيين.

وثيقة متعهد الحفل للصحافيين

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بوثيقة وزعها متعهد الحفل على الصحافيين للتوقيع عليها قبل حضور الحفل وتغطيته وتضمنت بنوداً

من بينها التعهد بعدم تصوير وقائع الحفل ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطلب من دياب نفسه وعدم كتابة أي مقالة

فيها إساءة لقيمة الحفلة أو لشخص المطرب أو لشركة “رودج” أو للشركة المنظمة، ما أثار غضب عدد كبير من الصحافيين الذين

قرروا مقاطعة الحفل احتجاجاً على ما وصفوه بأسلوب القمع ومصادرة الحريات الصحافية وكتم الأصوات.

بيان نادي الصحافة

بينما أصدر نادي الصحافة بياناً جاء فيه “فوجئ الوسط الإعلامي في لبنان بأن منظمي حفل الفنان عمرو دياب وضعوا شروطاً على الصحافيين

الذين كانوا يرغبون في تغطية حفلته في بيروت، أقل ما يقال فيها إنها تتنافى مع حرية الرأي والتعبير التي نناضل من أجل بقائها،

كما أنها تضرب عرض الحائط بالدستور والقوانين اللبنانية التي تكرس حرية التعبير ولذلك نطالب باعتذار علني من الفنان عمرو دياب

ومن منظمي الحفل إلى الصحافة اللبنانية ونطالب وزير الإعلام زياد المكاري باتخاذ موقف مما حصل منعاً لتكرار مثل تلك الممارسات

التي لا تمت إلى الثقافة اللبنانية بصلة”، كما دعا إلى “مقاطعة أي نشاط سياحي يفرض شروطاً تحد من حرية الرأي والتعبير”.

مقطع فيديو لمخلفات الحفل

من جهة أخرى، نشر وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين مقطع فيديو لمخلفات الحفل ومعلقاً “كنا قد لفتنا نظر بلدية بيروت حول إلزام الشركة

المنظمة رفع النفايات وتنظيف المكان على نفقتها وعليه ينبغي على محافظ بيروت تسطير محاضر نظافة عامة في حق المخالفين”،

كما صرح في لقاء متلفز بأن “الشركة المنظمة لحفلة عمرو دياب أبرمت عقداً مع شركة سوليدير وأن الوزارة تتابع الموضوع ومن المفترض

أن يتم تنظيف الشوارع”، وما لبثت أن وفت الشركة المنظمة بالتزامها فنظفت الأماكن والطرقات وساحة الحفل وكل المنطقة المحيطة به.

15900 شخص حضر الحفل

من جهته، قال الباحث الاقتصادي بلال علامة، إن الحفل حضره 15900 شخص

ومن ثم فإن الانتقادات التي طاولت أجر عمرو دياب لم تكن في محلها،

وأضاف، “لا يؤخذ على أي حفل عالمي كالذي أحياه الفنان عمرو دياب أو غيره قيمة المبالغ

التي تدفع فيه لأن كل الحفلات العالمية تحقق أرقاماً عالية

وتكون أجورها مرتفعة لأن تحضيراتها بمعايير ومقاييس عالمية وبكلفة عالية وفريق العمل المشارك فيها يكون كبيراً جداً”.
وتابع، “المبلغ الذي تقاضاه عمرو دياب موزع بين أجره وأجور الفرق الموسيقية وفريق العمل

والفريق الإداري الذي يتولى التنسيق مع الجهة المنظمة،

إضافة إلى الإقامة والسفر والتنقلات، أما بالنسبة إلى إقبال الشعب اللبناني على الحفل

فهو لا ينحصر بحفل عمرو دياب وحده، بل إن المطاعم

والمناطق السياحية تشهد ازدحاماً منذ بدء موسم الصيف، معظمهم من المغتربين اللبنانيين”.

وأشار إلى أن الحضور ليس بالضرورة أن يكون كله من المغتربين، مستدركاً، ”

يمكن للمغترب أن يصطحب معه بعض الأشخاص،

إضافة إلى أن هناك قسماً كبيراً من اللبنانيين يملك المال وحضر الحفل برفقة العائلة”.

مسحة من الفرح في الظلام

هموم الماء والكهرباء والطعام موجودة في حياة اللبنانيين، كما يؤكد علامة، لكنه يضيف، “ومن هموم الناس أيضاً مسحة من الفرح في الظلام

الذي يعيشون فيه، وأتيحت الفرصة من خلال حفلة عمرو دياب. وأنا لا أفهم الكلام الذي يردده بعض اللبنانيين بأنه لا يجوز صرف المال

على الحفلات والأجدى مساعدة الفقراء، فهل الفرح ممنوع على ناس تجني المال من تعبها”.
وختم علامة قائلاً، “الدراسات التي تجريها المنظمات الدولية وتشير إلى أن لبنان من الدول الأكثر فقراً في العالم لا تنفي أنه من حق اللبناني

أن يكون من ضمن أولوياته وجود فسحة أمل وفرح وأن يعيش اللحظة بدلاً من أن يقال عن شعبه،

إنه خارج الحياة. كل ما حصل في حفل عمرو دياب

كان طبيعياً جداً وكل ما يحكى عن أنه حدث غير اعتيادي هو غير صحيح”.

الاخبار العاجلة