فريدمان .. سفير في جانب الجريمة التاريخية

20 سبتمبر 2020آخر تحديث :
فريدمان .. سفير في جانب الجريمة التاريخية
فريدمان .. سفير في جانب الجريمة التاريخية

موفق مطر/ الحياة الجديدة

يرانا سفير ترامب لدى نتنياهو المدعو ديفيد فريدمان  في الجانب الآخر من التاريخ لأن الجذر التاريخي لهؤلاء الثلاثة لا يساوي لحظة مقابل تاريخ الشعب الفلسطيني وتاريخ فلسطين قياسا بمعايير التاريخ الحضارية الحقيقية، لأن المستحيل بالنسبة لنا اتباع جانب من اغتصب بلاد شعوب كانت آمنة واستعمرها واستوطنها ، فيما سجل تاريخه المنظور حافل بصور الإبادة وسفك الدماء ، فكيف نسير في جانب تاريخ  ترامب ونتنياهو ونحن نعتقد بأن آدم الفلسطيني قد خلق من تراب فلسطين منذ بدء الخليقة ، كيف نمضي معهم في جانب تاريخهم ، وهو يعلم ، أو يجب ان يعلم أن الجمال والقبح لا يجتمعان معا ، وأن الخير والشر لا يلتقيان ، وان الحق والباطل متصارعان للأبد ، أم تراه لا يعلم حلم نتنياهو بأن تعيش منظومة دولته المنشأة بإرادة استعمارية اميركية بريطانية مئة عام ” وأنه يعتبر وصول دولته الى هذا العمر انجاز تاريخي !! ألا يحسب كلام نتنياهو إقراراً صريحا بإصابته بداء العقدة من التاريخ  المتلازمة له ولأركانه وشخوص ومجتمع منظومته ( الصهيونية ) ، ومثله فريدمان الذي لا يستطيع رؤية العالم إلا بمنظور صهيوني عنصري خالص لأسباب عقائدية لم ولن يتحرر منها وكذلك رئيسه دونالد ترامب .
يرانا فريدمان في الجانب الخطأ من التاريخ ، لأنه ورئيسه ينتميان إلى جانب الجريمة ضد الانسانية ، والانتهاكات للقانون الدولي ، والعدوان على الشعوب وحقوقها السياسية والسيادية والأساسية ، ولأنه يبعث برسائل علنية صريحة  ( غير مشفرة)  لعملائه في المنطقة لتنفيذ خطة اغتيال رئيس الشعب الفلسطيني المنتخب ، وقائد حركة تحرره الوطنية ، رئيس السلام محمود عباس ، تصفية الرئيس الانسان الشجاع الحكيم العقلاني، الصلب، اللين ، المتمسك بثوابت الشعب وأهدافه الوطنية .
نرى فريدمان والمافيا التي ينتمي اليها في الجانب الخارج حتما من سياق ومسار التاريخ ، لأنه كما صرح لصحيفة ( هيوم اسرائيل ) يعمل مع ادارته على استحضار مجرم محكوم ومطلوب للعدالة وملاحق من الشرطة الدولية (الأنتربول ) ومطرود ومفصول من أكبر اطار نضالي وطني فلسطيني بسبب خيانته وجرائمه ، واستبداله – هكذا قال – بالرئيس محمود عباس ، كأفصح تعبير عن عجزهم على مواجهة وكسر ارادة الرئيس ابو مازن الذي  تبلغ جذور شرعيته اقاصي وأعماق أرض  الوطنية والكفاح والنضال ، والنظام الدستوري القانوني الذي ارتضاه الشعب الفلسطيني سبيلا لنظم حياته السياسية .
كلام فريدمان لم يكن زلة لسان ، ولم يكن ناقصا أو مغلوطا يحتاج لتعديل كما فعلت الصحيفة ، ذلك ان الاشارة لاغتيال الرئيس ابو مازن قد اطلقت ، وتلقفها المعنيون الذين سيعملون على تنفيذ الجريمة ، وفي اضغاث احلامهم أن كبيرهم الموظف المستخدم لدى ( السي أي ايه ) و( الموساد ) المدعو محمد دحلان سيأتيهم رئيسا ليكافئهم على جريمتهم ، وقد غفلوا عن أمر بالغ الأهمية ، أن فريدمان قد احرق ليس اوراق أهم عميل ل (السي أي ايه)  في الشرق الأوسط وحسب ، بل احرق رماد اوراقه المحروقة اصلا بعد انتهاء صلاحيته ، واستنفاد قدراته في اتفاق التطبيع  الاماراتي الإسرائيلي أو كأنهم لا يعرفون شيئا عن خاتمة ( انطوان لحد ) ، فالمستخدم برتبة عميل مكشوف لا ينصب لأن الخيانة في دمه ، حتى أن الذي يستخدمه يخشى خيانته لصالح من يدفع اكثر ! وعليهم ان يتذكروا دائما أن الشعب الفلسطيني بوعيه وإدراكه البعيد المدى يحرق اوراق العملاء والخائنين فورا.
نعتقد أن فريدمان قد فضح نوايا رئيسه دونالد ترامب الاجرامية المبيتة لاغتيال الرئيس محمود عباس، الذي يرى فيه عقبة كأداء تمنعه من تمرير مخططاته الاستعمارية الجديدة ، وتنفيذ وعوده البلفورية في فلسطين، على حساب الشعب الفلسطيني، ونرى أن ترامب يعمل على لحظة يرى فيها رئيس وقائد الشعب الفلسطيني محمود عباس ابو مازن منكسرا مستسلما خاضعا وهو ما يقصده ترامب عندما تحدث عن عدم احترام الفلسطينيين له ، معللاً طلبه من الدول العربية الغنية ألا تقدم للشعب الفلسطيني المال ” .
نعم ..فنحن نعيش في الجانب الآخر من تاريخ الرئيس الأميريكي دونالد ترامب وضابطه الأول في منظومة الاحتلال بنيامن نتنياهو،فما يجمعهما في الجانب الأسود من التاريخ  يستحيل علينا الالتزام به  أو حتى التفكير به ، فالمشترك بينهما عقليتهما الاستعمارية الاستيطانية الإحتلالية العنصرية الدموية لا يهدأ لهما بال حتى نأتيهما تابعين خاضعين اذلاء ،  لا يطيقان رؤيتنا ودماء كرامتنا تجري في عروقنا ، وسمات شجاعتنا في مواقفنا تبثها عيوننا ، وتنطق بحقوقنا ألسنتنا ، فما بيننا وبينهم حتى اللحظة مستحيل لا يجمعنا أبدا ، فهما يعملان على محو وجودنا من الخريطة السياسية تمهيدا لمحو وجودنا عن خريطة فلسطين الطبيعية  والتاريخية ، فيما نحن الشعب الفلسطيني لا نرى مبررا للحياة وولوج المستقبل بدون القدس عاصمتنا ومقدساتنا ، بدون أرضنا وثرواتنا وخيراتنا ، وبدون حريتنا وكرامتنا واستقلالنا وسيادتنا في دولتنا .
نحن في الجانب الآخر من التاريخ المخالف لجانب الغزاة العنصريين المحتلين العنصريين ، حيث سارت كل الشعوب وقياداتها الحرة  الرافضة للاستعباد ، حيث جسدت حركات التحرر الوطنية معالم رؤاها لحاضرها ونظمت فلسفتها وأفكارها ومبادئها ومواثيقها وأهدافها .
سنبقى في الجانب الصحيح من التاريخ ، جانب تختاره الشعوب الحرة وقياداتها الوطنية ، وسنثبت للذين اعتبرونا في الجانب الخطأ من التاريخ أنهم  الخطيئة البشرية بعينها ، وأنهم كإبليس الذي اختار الخطيئة منهجا ، واعتبر كل انسان  يخالفه عدواً،وأقسم معتدا ( بعنصريته ) على اغوائه حتى يدفعه لدخول مساره المؤدي حتما الى الجحيم.

الاخبار العاجلة