لا تزاودوا على شعبنا بوطنيات زائفة

16 سبتمبر 2021آخر تحديث :
لا تزاودوا على شعبنا بوطنيات زائفة
لا تزاودوا على شعبنا بوطنيات زائفة

بقلم : أبو شريف رباح 

أسرى النفق الأبطال طيورًا حلقت في سماء فلسطين، لكن تمكن الإحتلال الصهيوني بإعادة  اعتقال أربعة نسور منهم وما يزال نسران حران يتنشقان هواء فلسطين العليل.

نأمل أن يتمكن الأسيرين الحرين من الوصول إلى بر الأمان في الضفة الغربية أو قطاع غزة المهم أن يصلوا قبل وصول العدو إليهم.

عندما قبض جيش الاحتلال على الأسرى الأربعة، بدأت التعليقات التي تدعم الأسرى وتحاول رفع معنوياتهم، وهذا الشيء مهم جداً ورفع من معنويات لنسور الحرية وحتى من معنويات كافة الأسرى البواسل في سجون الإحتلال .

ولكن ما لفت انتباهي صورة مشتركة للأبطال الأربعة الذين تم إعادة اعتقالهم كتب عليها (حملكم السجن سنين، ولم يحملكم الوطن أيام)، للأسف هذه العبارة ليست صحيحة ولا تنطبق على شعبنا الفلسطيني المناضل، فوالله لو وصلوا لأي مكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو حتى المخيمات  الفلسطينية في لبنان لكان أبناء شعبنا حموهم بحدقات العيون ولكانوا وضعوهم في قلوبهم قبل بيوتهم، فالقائد زكريا الزبيدي شفاه الله قال في المحكمة مررنا بمدينة الناصرة لكننا لم نطرق باباً ليس خوفًا منهم ولكن خوفًا عليهم .

كلما حدث شيء بالوطن تتصدر المشهد الأقلام الصفراء متهمة فلسطين بالتخلي عن أبناءها أسرى النفق البواسل، ومن ناحية أخرى تدعي أن عدونا الصهيوني تحمل الأسرى سنين طويلة وكأنهم كانوا يستجمون في أوتيل خمسة نجوم.

الوطن أكبر مني ومنك ومنا جميعًا، واتهامه أنه لم يستطيع تحمل أبناءه أربعة أيام اعتبره ظلم لفلسطين وأهلها، فالشعب الفلسطيني من عوايده أن يعطي السائل، ويأوي الطريد، ويغيث الملهوف، ويجير المستجير، فكيف إذا كان الطريد فلسطيني بطل ونسر طائر وقدم للوطن أحلى أيام شبابه وقضاها في النضال والثورة والمعتقلات مدافعًا عن أعظم قضية في التاريخ .

فهذه الجملة لا يجب أن تقال لهذا الشعب الفلسطيني الجبار الذي قدم مئات الآلاف الشهداء والجرحى والأسرى، لا أبداً لم يحملهم العدو سنين بل سلب حريتهم وحرية وطنهم وما زال، والله لو تمكنوا من الوصول إلى أي مدينة أو مخيم أو بلدة لحملهم أبناء وطنهم أربعة قرون وليس أربعة أيام فقط كما تقول الجملة.

كان يجب أن لا تكتب هذه على صورة أبطالنا أحرار النفق، ولو لم تكن مقصودة، ولكن للأسف تم إستغلال هذه الجملة وصورت بعض أقلام السوء أن فلسطين لا تستطيع حمل أبناءها وحمايتهم .

الاخبار العاجلة