لعناية المركزي.. فالصهيونيّة العنصريّة تقتحم أفريقيا

6 فبراير 2022آخر تحديث :
لعناية المركزي.. فالصهيونيّة العنصريّة تقتحم أفريقيا
لعناية المركزي.. فالصهيونيّة العنصريّة تقتحم أفريقيا

صوت الشباب 6-02-2022  الكاتب: موفق مطر   سنحسب في غير قائمة العارفين في علوم وفنون السياسة إذا استغربنا أو تعجبنا من موافقة رؤساء وحكومات دول أفريقية على مشروع انضمام منظومة الاحتلال والاستيطان والعنصرية (إسرائيل) كعضو مراقب إلى الاتحاد الأفريقي، فالصحيح والصواب هو الإجابة على سؤال: لماذا تراجعنا في أفريقيا، وسمحنا لمنظومة الاحتلال باختراقها، أليس للدول العربية في شمال أفريقيا الوزن والثقل السياسي في المعادلة ما يمكنها من منع تمرير المشروع؟ ونعتقد أن الإجابة الأهم التي يجب توفيرها وتهيئتها للرد على سؤال ثعلبي قد يأتينا من أنصار المشروع وهو: لماذا لا تريدوننا نحن الأفارقة أن نرى مصالحنا، فيما دول عربية من أبناء جلدتكم قد عززت علاقاتها القديمة وأظهرتها للعلن بتبادل سفراء، ونشاطات دبلوماسية واتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية وتستثمر في (إسرائيل) أكثر من استثماراتها في بلادنا ؟ وماذا عن منظمة التعاون الإسلامي المرتبط معظم دولها في آسيا وأفريقيا بعلاقات أكثر من وثيقة معها؟

أما الإجابة المقنعة فموجودة في ميثاق الاتحاد الأفريقي في فصل الأهداف في البندين الرابع والخامس حيث نص الرابع على: “التخلص من كل أشكال الاستعمار والعنصرية (الأبرتهايد) وفي الخامس منه: “تطوير التعاون الدولي استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان”. أما وأننا نملك الأدلة على عنصرية (إسرائيل) وآخرها محاججة تقرير منظمة العفو الدولية الأخير الذي أجاز تسمية دويلة الاحتلال والاستيطان والتطهير والأبرتهايد (إسرائيل) واعتبارها دولة عنصرية، إلى جانب أكثر من 700 قرار من الأمم المتحدة ومجلس الأمن تؤكد أنها دولة إرهاب واحتلال ومستخدم ووكيل للقوى الاستعمارية.. لكن لا بد من سؤال هام جدا أين العقول والأدمغة الفلسطينية الدبلوماسية القادرة على إقناع حكومات ورؤساء دول عانت من العنصرية قبلنا ومثلنا وأكثر إيلاما، حتى أننا نستطيع إحراج المؤيدين لانضمام دولة عنصرية للاتحاد الأفريقي الناجي من آخر أشكال العنصرية كنظام رسمي كان إلى حد ما ضاربا جذوره في بلد عظيم كجنوب أفريقيا الرافضة أصلا لانضمام إسرائيل ونسأل الموافقين: كيف رفضتم العنصرية، وناضلتم للتحرر منها، وترضونها للشعب الفلسطيني الذي لم تبخل حركة تحرره الوطنية في مساندتكم في كفاحكم حتى أن في كل بلد أفريقي أشخاصا أو حزبا أو منظمة كشاهد على هذه الحقيقة؟! كيف تقبلون بضم نظام عنصري إلى اتحاد (القارة السمراء) التي نريدها نقية إلا من قرارها المستقل ومن وحدة دولها ؟!..فضحية العنصرية لا يجوز له تبريرها على غيره من المجتمعات الإنسانية، ولا علاقة لمصالح الدول بهذا التبرير مطلقا، فالعنصرية هي العنصرية في كل مكان وفي أي زمان والموقف منها ورفضها بالمطلق هو الموقف الحق والمنطق السليم وجوهر وروح السياسة المعنية بمستقبل الشعوب وسيادتها وتقرير مصيرها، أما المخادعة ولي عنق الحقيقة، والقفز عن مبادئ الاتحاد الأفريقي وأهدافه فهذا ما يجب على دول الاتحاد النظر فيه لمعرفة لصالح من تحدث الانقلابات المتتالية في أفريقيا، ولصالح من ترهن دول أفريقية قرارها واستقلاليتها، ولماذا (إسرائيل) وهي الكيان المصطنع على أرض فلسطين التاريخية الواقعة في آسيا جغرافيا!

ينعقد المجلس المركزي الفلسطيني اليوم، فيما بعض الفصائل الفلسطينية تنسحب من موقع المسؤولية في هذه اللحظة المصيرية التاريخية، ورغم ذلك فإن بحث ومناقشة اقتحام منظومة الاحتلال العنصري الإسرائيلي لمواقع القرار الأول في دول أفريقية نراه من الأهمية ليكون على جدول أعمال المركزي، فالموضوع يحتاج إلى قدرات الكل الفلسطيني، ونظم شبكة علاقات سياسية, واقتصادية وثقافية مع دول أفريقيا وشعوب القارة السمراء، بالتوازي مع دول وشعوب القارة الشقراء (أوروبا) ونعتقد أن لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين فرصة كبيرة للعب دور كبير في بناء جسور علاقة مع المجتمعات الأفريقية ومؤسساتها ذات الاختصاص، وبذلك نؤسس لجسور جديدة معها، ونوفر لها الوقاية من اختراق الصهيونية العنصرية لرؤوس النظم السياسية .

الاخبار العاجلة