لنقف بحزم ضد ظاهرة الجريمة في الداخل الفلسطيني

26 أغسطس 2023آخر تحديث :
لنقف بحزم ضد ظاهرة الجريمة في الداخل الفلسطيني
لنقف بحزم ضد ظاهرة الجريمة في الداخل الفلسطيني
لنقف بحزم ضد ظاهرة الجريمة في الداخل الفلسطيني

الكاتب: باسم برهوم – كل جريمة تحدث بين الفلسطينيين داخل الخط الاخضر تخلق من حولها بؤرة توتر وكراهية عميقة

قد تمتد لتشمل عشرات الأشخاص ويمكن أن تطول لسنوات، فما بالكم أن يكون هناك مئات الجرائم، فعلينا أن نتخيل

أنهناك أجواء قاسية تسود، وهناك قدر من الكراهية والحقد المتبادل يتفشى داخل المجتمع الفلسطيني يهدد بشكل خطير

نسيجه ووحدته. منذ مطلع هذا العام حصدت ظاهرة الجريمة السوداء أرواح أكثر من 160 شخصا، والمشكلة الأعوص أن الظاهرة

تزداد في وتائر سريعة جدا وليس هناك في الأفق من جهود جدية لوقفها والتصدي لها.

مؤشر تراجع في الوعي

الأخطر في انتشار هذه الظاهرة، أنها تمثل مؤشرا للتراجع في الوعي، وفي إدراك أهمية التماسك والوحدة، كما أنه يمكن أن يقدم من قبل السلطات الإسرائيلية

كدليل على هشاشة الهوية الوطنية، وبالتالي الإمعان أكثر في تهميش المجتمع العربي الفلسطيني وتبرير عدم إشراكه بالقرار

حتى ذلك المتعلق بشأن حياته. وهناك بعد آخر على القيادات الفلسطينية في الداخل أخذه بجدية أكثر، وهو أن هذه الظاهرة التي بلا شك تغذيها

حكومة إسرائيل العنصرية، قد تقود إلى عملية تطهير عرقي غير مرئية لدى العالم ووسائل الإعلام عبر لجوء كثير من فلسطينيي الداخل

للهجرة التي تبدو أنها طوعية هربا من هذا الواقع الصعب.

النظام العنصري الإسرائيلي

لخطورة الوضع، ومع إصرار النظام العنصري الإسرائيلي على تغذية هذه الظاهرة، فإن الكل الفلسطيني يجب أن يتجند للعمل من أجل إنهاء ظاهرة القتل

المتنقل في شوارع المدن والبلدات والقرى العربية، وربما على وسائل الإعلام وكل من يكتب رأيا في وسائل التواصل الاجتماعي

أن يكون إيجابيا ويكرس وقته للكتابة عن خطورة هذه الظاهرة، التي أصبحت مستفحلة. وإلى جانب القيادات في الداخل وبدل أن تنشغل

في مناكفاتها لبعضها البعض، أن تركز وتعطي الأولوية في تحركها لمواجهة هذه الظاهرة.

مع كل خبر أقرأه عن جريمة تحدث، وأصبحت هذه الأخبار مع الأسف شبه يومية. أشعر باختناق ويتضاءل الأمل لدي، فما بالك أن تسمع بقتل أربعة

من عائلة واحدة، كما حصل قبل يومين، فالجماهير الفلسطينية في الداخل هي حجر الزاوية في التصدي للمشروع الصهيوني والنظام العنصري في إسرائيل.

تثبيت وبلورة الهوية الوطنية الفلسطينية

والمحزن في الأمر أن الجماهير التي لعبت وعلى امتداد عقود منذ النكبة دورا طليعيا في تثبيت وبلورة الهوية الوطنية الفلسطينية

وترسيخ جذور الشعب الفلسطيني في ارض وطنه التاريخي، المحزن والخطير في هذا الامر ان تنال هذه الجرائم من هذا الدور وهذه المهمة.

لم يعد هناك إمكانية أن نقرأ أخبار الجرائم ونكتفي بالتأفف والتعبير عن الحزن وخيبة الأمل، كلنا يتحمل مسؤولية

يجب أن نقف موحدين ونقول كفى لهؤلاء المستهترين القتلة.

لقد شبعنا تحليلا لأسباب الظاهرة. وكلنا يعلم أن الحكومات الإسرائيلية العنصرية المتعاقبة هي المسؤول الأول،

ولكن هناك سبب يتعلق بتآكل الوعي وإدراك أهمية الهوية الوطنية الجامعة، وأهمية التضامن والتماسك الداخلي في معركة دحر العنصرية،

وليس الاستسلام لها. من هنا، فإن ما نحتاجه هو التركيز على الوعي ونقل المعركة نحو النظام العنصري بدل أن نأكل لحم بعضنا البعض.

كيف نعيد التماسك للمجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر؟

هناك حالة من التفكك تسود تسمح بانتشار كل هذه الظواهر السلبية.. فالسؤال هنا كيف نعيد التماسك للمجتمع الفلسطيني

داخل الخط الأخضر؟ كيف نستعيد الوحدة الوطنية الملتفة حول أهداف محددة في مواجهة العنصرية وغياب أي شكل للمساواة؟

والأهم كيف نستعيد الوعي الذي يلاحظ خطورة اللحظة التاريخية مع وجود أكثر الحكومات الإسرائيلية عنصرية؟

ألا يكفي أن نرى زحف هذه الحكومة المنظم ومخططاتها لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرضه؟

لم يعد الصمت والتردد ممكنا إزاء هذه الظاهرة الخطيرة والتي بالفعل تهدد وجودنا كشعب وتهدد حقنا المشروع في أرض وطننا.

لنقف موحدين في وجه ظاهرة القتل المريعة ونقول للقتلة كفى،أنتم لا تقتلون فردا بل تقتلون شعبكم وقضيته الوطنية العادلة

، إذا لم نقف اليوم بحزم فلن ينفع الندم عندما نتعرض للتطهير العرقي وتشريدنا من وطننا مجددا.

الاخبار العاجلة