مخيم شعفاط .. من مخيم شعفاط إلى العقاب الجماعي

15 أكتوبر 2022آخر تحديث :
مخيم شعفاط .. من التطهير العرقي إلى العقاب الجماعي
مخيم شعفاط .. من التطهير العرقي إلى العقاب الجماعي
مخيم شعفاط .. من مخيم شعفاط إلى العقاب الجماعي

الكاتب: باسم برهوم – مخيم شعفاط .. من التطهير العرقي إلى العقاب الجماعي سكان مخيم شعفاط

الذين يواجهون اليوم ويصمدون في وجه جيش الاحتلال الذي يحاصرهم، وهل يعلم الجنود أن من هم داخل المخيم ضحايا أجدادهم،

ضحايا سياسة التطهير العرقي التي نفذها بأبشع صورها أول رئيس للحكومة الإسرائيلية ديفيد بن غوريون

خلال حرب 1948 بسبق إصرار وضمن خطة ممنهجة وضعها مع حفنة من مجرمي الحرب الصهاينة.

سكان المخيم تم تشريدهم من 55 قرية فلسطينية من مناطق القدس، اللد والرملة،

55 قرية قامت العصابات الصهيونية بطرد أهلها، أصحابها الحقيقيين، وقامت بمسحها عن الخارطة.

اليوم أحفاد نفس العصابات الصهيونية يحاصرون مخيم شعفاط ويمارسون على أحفاد ضحاياهم سياسة العقاب الجماعي.. لماذا؟

لأن واحدا منهم تمرد على الغيتو المحاط بالحواجز العسكرية وجدار الفصل.

التطهير العرقي والعقاب الجماعي سياسة تدخل في صلب الفصل العنصري،

نتاج التاريخ الاستعماري والسِّيَر العدوانية المتوحشة في التاريخ البشري.

مخيم شعفاط، الذي أقيم في هذا المكان، شمال شرق القدس عام 1965،

سكانه من اللاجئين الفلسطينيين، تم نقلهم من مخيم صغير أقيم على عجل أثناء حرب التطهير العرقي عام 1948

داخل السور في القدس القديمة، أي أن المحاصرين في المخيم هم قصة تشريد وترحيل وشقاء وبؤس،

تضعهم سلطة الاحتلال في غيتو وتبقيهم تحت انذار تطهير عرقي جديد عندما تتحدث عن إمكانية اخراجهم خارج حدود مدينة القدس المحتلة.

وعندما ينفجر أحد سكان المخيم غضبا في حاجزهم العسكري يحركون آلة بطشهم المتوحشة ويحاصرون 100 ألف انسان

في المخيم وقرية عناتا، أطفال وصبية وشباب ونساء وكبار السن وبعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

. هذا هو الاحتلال من سلالة الاستعمار القديم الذي يمثل الجانب المظلم من التاريخ البشري.

إسرائيل كانت تعتقد ان مخيم جنين هو صداعها الوحيد، فإذا بمخيم شعفاط على بعد كيلومترات قليلة

من مقر سلطتيها التشريعية والتنفيذية يضرب أوهامها ويصيبها بصداع أشد، ولهذا السبب

جاءت ردة الفعل الهستيرية وتصرفت اسرائيل على حقيقتها المتوحشة العنصرية وتمارس سياسة العقاب الجماعي بأبشع صورها.

متى ستدرك إسرائيل انها قوة احتلال؟

السؤال: متى ستدرك إسرائيل انها قوة احتلال وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل ويرضخ لهذا الاحتلال؟

لذلك من الطبيعي ان يلجأ الفلسطينيون إلى المقاومة، خصوصا انهم مدوا يد السلام لإسرائيل مقابل انهاء هذا الاحتلال،

ولكن ما يراه الجيل، الذي ولد ونشأ في ظل انهيار عملية السلام، ان إسرائيل تقضم وتستولي كل يوم على مزيد من أرضه،

وتزداد من حوله المستوطنات ويحرق المستوطنون مزارع عائلته.. لقد فقد الشباب الفلسطيني الأمل فكيف يمكن أن يلام الانسان اليائس؟

شباب مخيم شعفاط، وفي كل المخيمات يعيشون في حالة ظلم متدحرحة تكبر ككرة الثلج

طرد أجدادهم من مدنهم وقراهم قبل 75 عاما، وخلال ذلك ولد الآباء والأبناء في المخيمات، الازدحام الشديد، الفقر

الضغوط المادية والنفسية، وفوق كل ذاك ومنذ 55 عاما يولد جيل بعد جيل في ظل الاحتلال وسياسة عقاب جماعي دون توقف.

كلنا اليوم نقف إلى جانب مخيم شعفاط وقرية عناتا الصامدين والمعبرين عن الوطنية الفلسطينية الحقيقية

وإلى جانب المخيم تعيش قرية عناتا حالة تهميش متعمدة من سلطات الاحتلال

وهي أيضا تحولت بدورها إلى غيتو محاصر بالمستوطنات من كل الجهات.. كيف يمارس من عانى من الغيتوات في أوروبا هذا البطش وهذا العنف؟

لعل الجواب هو في جوهر الفكر الصهيوني، الذي يرفض الاعتراف بأن الفلسطينيين شعب كغيره من الشعوب له الحق بالحرية والاستقلال.

الاخبار العاجلة