مقاربة حول “الإيكاب الإسرائيلي”

23 أغسطس 2022آخر تحديث :
مقاربة حول “الإيكاب الإسرائيلي”
مقاربة حول “الإيكاب الإسرائيلي”

الكاتب: د.رمزي عودة  أثارت المصادر الرسمية والإعلامية الإسرائيلية موجة كراهية عالية ضد الرئيس محمود عباس،

نتيجة لتصريحاته التي أُدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين.

وفي الوقت الذي أشار فيه مكتب الرئيس في بيان رسمي نشر قبل يومين في وكالة “وفا” إلى عدم إنكار الهولوكوست

واصفاً إياها بأنها أبشع مجزرة تاريخية عرفتها البشرية في العصر الحديث، إلا أن الإسرائيليين بدلوا تصريحات الرئيس

وجيروها لخدمة مآربهم السياسية، واصفين إياها بأنها إنكار للهولوكوست و “تزوير للتاريخ” و”كذبة وحشية”

كما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد”، بل إن “نفتالي بينيت” رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق

برر موقفه الرافض لأي مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني باعتبار الرئيس محمود عباس

“ليس شريكا للسلام لأنه ينكر الهولوكوست ويدفع رواتب للإرهابيين” على حد زعمه! وتجاوز “ليبرمان” وزير المالية الإسرائيلي

كل النظريات السياسية حول تعريف الإرهاب، عندما رد على تصريحات السيد الرئيس ناعتاً إياه بأنه

“يمارس الإرهاب الدبلوماسي وينكر المحرقة وهو أخطر على إسرائيل من حماس والجهاد الإسلامي”!

دلالات واستنتاجات من ردود الفعل الإسرائيلية

في الإطار السابق، هنالك عدة دلالات واستنتاجات من ردود الفعل الإسرائيلية على هذه الحادثة، نلخصها بالآتي:

– إن التصريحات الإسرائيلية المعادية تندرج في سياق تغذية الكراهية والعداء والتطرف في المنطقة،

وسيكون تأثيرها سلباً على الأمن والاستقرار في المنطقة.

– إن حقيقة الهولوكوست حقيقة تاريخية لم ينكرها السيد الرئيس، ولكنه سعى في تصريحاته

لتسليط الاهتمام الدولي على المجازر الإسرائيلية التي ترتكب يومياً ضد الشعب الفلسطيني.

– إن التصريحات الإسرائيلية المعادية تندرج في سياق تبرير عدم الدخول في أية عملية سياسية سلمية

وهو تبرير غير منطقي ويتعارض مع القانون الدولي باعتبار إسرائيل دولة مارقة تحتل أراضي الغير بالقوة،

وترتكب جرائم حرب مثل أعمال القتل والتنكيل والاستيطان والفصل العنصري، وتتنكر لقواعد القانون الدولي.

– على الدول جميعاً أن تحترم حق الفلسطينيين شعباً وقيادةً وأحزاباً وحكومةً، في الدفاع عن حقهم

والدفاع عن أنفسهم ومقاومة المحتل وفضح جرائم الاحتلال. وفي السياق، فلا أحد يجب أن يتوقع

من الفلسطينيين أن يصفقوا لدولة الاحتلال ويثنوا عليها في المؤتمرات الدولية!

– الدول والشعوب لا تعتذر، فليس من المقبول أن تعتذر الشعوب والدول عن تاريخها النضالي

ومقاومتها للأعداء والمحتلين. وبدلاً من مطالبة الشعب الفلسطيني بالاعتذار عن أعمال المقاومة،

يجب مطالبة دولة الاحتلال بالانسحاب من الأرض الفلسطينية المحتلة والاعتراف بدولة فلسطين.

بالنتيجة، فإننا نحترم الضحايا اليهود الذين أزهقت أرواحهم على أيدي النازية ونعتبرها أكبر مجزرة عنصرية

بحق اليهود. وفي الوقت ذاته، فإن على العالم أن يقف ويساند الشعب الفلسطيني

ويمنع سياسة التطهير العرقي والأبرتهايد التي تمارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة

Ethnic cleansing and apartheid Against Palestinians. (E.C.A.A.P)، والتي يمكن اختصارها بـ “الإيكاب”.

في هذا الإطار، لنذكر العالم بضرورة التصدي للإيكاب الإسرائيلي تماماً كما تصدى للهولوكوست النازي.

وفي النتيجة، على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية كافة، إضافة إلى المحاكم الوطنية والدولية

أن تجرم كافة الاعمال المرتبطة بالإيكاب الإسرائيلي تماماً كما فعلت في موضوع الهولوكوست.

الاخبار العاجلة