منظومة الإرهاب العنصريّة وحريق العالم الأعظم

5 ديسمبر 2021آخر تحديث :
منظومة الإرهاب العنصريّة وحريق العالم الأعظم
منظومة الإرهاب العنصريّة وحريق العالم الأعظم

صوت الشباب 5-12-2021    الكاتب: موفق مطر   هل يحتاج العالم لبراهين إضافية أكثر من عملية إعدام شاب فلسطيني جريح في باب العامود في القدس الشرقية المحتلة، فاستكمال الإجهاز على الشاب الجريح بينة دامغة على مستوى استحكام القتل كأسلوب عاكس لعقلية الإرهاب المستحكمة في المؤسستين الأمنية والسياسية لمنظومة عنصرية فتاكة، ونعتقد أنها رسالة مقصودة موجهة في عدة اتجاهات – رغم أنها ليست المرة الأولى – لكن تزامن عملية الإجهاز على الشاب الفلسطيني الجريح من مسافة صفر مع قرارات الأمم المتحدة الأخيرة، ومحادثة وزير الخارجية الأميركي بلينكن “الطويلة والصعبة” مع رئيس حكومة سلطة الاحتلال بينيت حول الاستيطان في القدس وتحديدا مشروع استيطاني ضخم على أرض مطار قلنديا الفلسطيني التاريخي في ضواحي القدس، يؤكد حاجة العالم إلى وقفة جادة عملية متوجة بإجراءات فاعلة ومؤثرة، تتجاوز التمنيات الكلامية والبيانات الدولية عديمة التأثير، فمنظومة الاحتلال الاستعماري العنصري تعتدي كل يوم على شرف وكرامة وإرادة أعلى سلطة للقانون الدولي، وتهين الأعراف والمواثيق الأممية وتحقرها، وتستصغر دول عظمى مسؤولة عن حفظ التوازن والاستقرار في العالم، وتأمين حلول عاجلة للقضايا المؤثرة على الأمن والسلم في العالم. يبدو أن العالم لن يتحرك إلا بعد فقدان السيطرة على الفعل الإرهابي العدواني الإسرائيلي، وردة الفعل الفلسطينية التي لا يمكن لأحد في العالم تصور مداها وحدودها، فالعقلانية والواقعية السياسية ستكونان ضحية الإرهاب الإسرائيلي أيضا، الذي ما كان له أن يبلغ همجية بشرية ما عرفت إلا العصور الوسطى وما قبلها في عصر الآدمي المتوحش، لولا الضعف المريع والصمت المريب للمجتمع الدولي، والإدارة الأميركية الداعم والحليف الرئيس لمنظومة الاحتلال العنصري إسرائيل!!..فالكبار والصغار في العالم على حد سواء سيدركون – بعد فوات الأوان- أن المعاملة المميزة التي حظيت بها منظومة إسرائيل العنصرية الإرهابية، جعلتها تتوغل بعيدا في ميدان التمرد على الشرعية الدولية، ولا تقيم وزنا لأي دولة كبرى، حتى أنها باتت وهي الخادم الاستعماري، تـحاول الظهور بدور الآمر والناهي، ليس في موضوع القضية الفلسطينية وحسب، بل في قضايا ومصالح مرتبطة مباشرة بالولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، كالملف النووي الإيراني، الذي تسعى المنظومة في تل أبيب إلى جعله النقطة الحاسمة التي تمكنها لأن تكون البلطجي رقم واحد في العالم، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في قضايا الشرق الأوسط كافة، ونعتقد أن طلب رئيس حكومة المستوطنين الإرهابية في (إسرائيل) الفظ، الأقرب إلى لغة الأمر من لغة الحوار والنقاش في القضايا المشتركة، بأن تقطع الإدارة الأميركية ودول أوروبية عظمى المحادثات في فيينا مع إيران حول الملف النووي وقضايا أخرى، مؤشر خطير على إمكانية تحول منظومة الدولة الخادمة التي أنشأتها دول أوروبية استعمارية كبرى ومعها والولايات المتحدة الأميركية على أرض وطننا فلسطين، ستصبح بمثابة ( قنبلة المغفلين) الأقوى من أي سلاح تدمير شامل معروف حتى الآن، وفي أسفل القائمة السلاح النووي، فالمستوطنون العنصريون الحاكمون الآن، وبعد تمتعهم بأحسن شهور عسل مع أنظمة عربية ارتبطت معها بعلاقة تطبيع غير مشروعة، واستمتاعهم بأبواب أفريقيا المفتوحة لهم على مصاريعها، وبعد حصولهم على ما يبتغون نظرا لقدراتهم العالية في استغلال النفوذ، وتغلغلهم حتى النخاع في مراكز القوى لدى دول مهمة في العالم، لن يتورعوا في لحظة ما، عن الضغط على الزر الأحمر وتفجير العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة وأوروبا، إذا وصلوا لقناعة بأن دول العالم وحكومات بدأت تستنهض إرادتها وتستشعر فداحة الخطر المهدد لأركانها وشعوبها، إذا استمرت في صمتها، وتعمية بصرها، وصم آذانها عن جرائم المنظومة العنصرية (إسرائيل)، فهذه الحكومات والدول العميقة فيها لم تعد قادرة على التحكم في ثورة الاتصال والتواصل الشعبية العالمية التي باتت أهم وسيلة إعلام خارج السيطرة، فالعالم اليوم استطاع رؤية عملية الإجهاز على الشاب الفلسطيني الجريح مباشرة في القدس الشرقية، تماما كما رأى العالم جنديا – فيما يسمونه الجيش الأخلاقي في العالم – يجهز على شاب فلسطيني جريح بينما كان ممددا على الأرض وينزف، بمنطقة قريبة من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري (إسرائيل) ستشعل حربا لن يقوى هذا المجتمع الدولي الضعيف على إخمادها، فلو كان قويا، ولديه ما يكفي من الأخلاقيات لكان درأ عن نفسه خطر الحريق العالمي الأعظم.

الاخبار العاجلة