هم اغتالوا أوسلو.. وليس منا الزعيم من القصب!

6 أكتوبر 2022آخر تحديث :
هم اغتالوا أوسلو.. وليس منا الزعيم من القصب!
هم اغتالوا أوسلو.. وليس منا الزعيم من القصب!
هم اغتالوا أوسلو.. وليس منا الزعيم من القصب!

الكاتب: موفق مطر – ما دمتم تقولون إن حكومة منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري (إسرائيل) قد اغتالت اتفاق أوسلو وقبرته

و”باتت عظامه مكاحل” كما في المثل الشعبي، فلماذا تطالبون منظمة التحرير الفلسطينية بالإعلان رسميا عن إلغاء الاتفاق من طرفها ؟!

ولماذا – وهنا السؤال الأهم – تريدون من منظمة التحرير تحمل المسؤولية عن عملية القتل الممنهجة لاتفاقية أوسلو

التي ابتدأتها المنظومة الصهيونية العنصرية بقتل إسحاق رابين رئيس حكومة (إسرائيل)

ثم عملت على توسيع رقعة الأحزاب والجماعات اليهودية المتطرفة المتبنية لسياسة الاحتلال والاستيطان

والعاملة فعلا على الأرض بكل قدراتها وقواها المادية والبشرية لمناهضة فكرة السلام، وتبديد أي أمل لتحقيقه

عبر تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ حكومة رابين حتى مرحلة رئاسة بنيامين نتنياهو

لحكومات باتت برامجها وخططها وأفعالها وأعمالها المنفذة على أرضنا المحتلة، انعكاسا طبيعيا

لما نعرفه عن أركان المنظومة الصهيونية من احتلال واستيطان إرهابيين،

وتطهير وتهجير للفلسطيني صاحب الحق التاريخي والطبيعي في أرض فلسطين .

اغتيال أوسلو

نعتقد أن مطالبة البعض للقيادة الفلسطينية بمنح حكومات منظومة الاحتلال طوق النجاة، وتبرئتها من مسؤوليتها التاريخية والقانونية

أمام المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته عن اغتيال أوسلو، ليس محمولا على منطق أو موضوعية، أو رؤية صائبة،

فأوسلو بعد اغتيالها بأيدي أعداء السلام في إسرائيل باتت خلفنا، لأنها لم تكن بالنسبة لنا هدفا،

وإنما وسيلة لتحقيق أهداف حركة تحررنا الوطنية ومشروعنا الوطني (المرحلية) التكتيكية والاستراتيجية،

ولأننا مؤمنون بقدرة وإرادة شعبنا ونراهن عليه في عملية تغيير الوقائع على الأرض

وفي محافل وميادين المجتمع والشرعية والقانون الدولي، بما ينسجم مع ثوابته الوطنية،

ونعتقد أن المناضل في إطار حركة التحرر الوطنية الفلسطينية كان وما زال يعتقد أن منظومة الاحتلال

لا تمن على الشعب الفلسطيني إذا ردت إليه بعض حقوقه في أرض وطنه، ولا تمنحه ملك

ا لم يكن له أصلا، باتفاق أو دون، فالمناضل القائد سمته رؤية ثاقبة، بعيدة المدى،

عارف وعالم بتفاصيل الواقع وظروفه وحيثياته بدقائقها، عامل بإخلاص وصدق على تثبيت الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني،

وغير مكترث لتكوين شخصية (الزعيم) حتى لو كانت من (قصب) أي جوفاء ينطرب السامعين للنغمات المتبدلة

حسب طلب (الممول والمنظم والمتعهد)، فهذا النوع ليس منا ولن يكون بيننا، فالقيادة قرار وطني مستقل

، رافع للمصالح العليا للشعب وحافظ لإنجازاته، القيادة استخلاص للعبر من التجارب المريرة المكلفة ،

ومنع الاتجار بالتضحيات أو استغلالها لمنافع شخصية أو فئوية أو حزبية، ورفع مستوى الوعي بالمسؤولية الوطنية ومعانيها،

وليس كيفية تطبيقها وحسب، بل وكيفية تحقيق إنجازات تؤكد العلاقة الأزلية بين الإنسان الفلسطيني

بأرض وطنه فلسطين، وإقناع العالم بشخصيته الحضارية، أما من يرى الزعامة في قدرته

على اصطناع الانفعال وتحريك الجماهير بالتهريج وتشخيص أدوار البطولة المسرحانية فقط،

ويزبد بخطابات رغوية ليس منها إلا فقاعات قد تسر بعض الناظرين ضعاف البصر والبصيرة،

فهو أسوأ من عدو السلام، فذاك ارتكب جريمته بوضح النهار، أما هذا فإنه بعبثيته المقصودة محترف اغتيالات،

عاقر عديم القدرة على إنجاب الأفكار والمبادرات الخلاقة، أعور احترف الدجل السياسي سبيلا لحشد الجمهور،

نصّاب، ينشر شراكه الدعائية بقصد الإيقاع بالوطنيين المناضلين، ينتقي ضحاياه بعناية،

يستهدف وعي وإدراك وعقل وحكمة وإرادة الإنسان الفلسطيني بصورتيه الفردية والجمعية،

وهذا أخطر علينا من منظومة الاحتلال والاستيطان والإرهاب، التي ترفع جرائمها الخط البياني

لوعي الإنسان الوطني الفلسطيني ..فاحذروا هؤلاء المنشغلين بكيفية دفعنا لقتل أوسلو المقتول

المعروف قاتله، وإظهار المناضل الوطني وكأنه واقف على قبر القتيل يمطره بالدموع !!

ويجهدون أنفسهم للتعمية على الحقيقة وهي أن المناضل الوطني في حراك وحركة،

محكوم بقانون جاذبية فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة الأقوى من الجاذبية المغناطيسية الطبيعية،

ونعتقد أن هؤلاء وقتلة أوسلو المجرمين يعلمون ذلك

الاخبار العاجلة