يحيى رباح..

4 فبراير 2023آخر تحديث :
خالد-مسمار
خالد-مسمار
يحيى رباح..

الكاتب: خالد مسمار  – “كلمات إلى فلسطين.. الوطن والشعب” كان عنوان البرنامج الإذاعي اليومي في إذاعة “صوت الثورة الفلسطينية”

الذي برع في كتابة نصوصه فقيدنا الراحل يحيى رباح.

كنت عائدًا من الجامعة التي تخرّجت فيها وهي جامعة الأزهر لمواصلة عملي في إذاعة “صوت العاصفة”

لأفاجئ بكادر جديد انضم للتو للعاملين في الإذاعة وعندما عرّفني عليه أستاذنا المرحوم فؤاد ياسين “أبو صخر”

هبَّ مُرحباً ووجهه يشع بالفرح والمحبة وقد رأى المذيع المفضل إليه أمام عينيه.

كان يحيى رباح مدرسًا في مصر أيام القائد العربي جمال عبد الناصر

الذي وظف جميع خريجي الجامعات الفلسطينيين في مصر حيث كان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.

بعد انطلاق إذاعة “صوت العاصفة” من القاهرة تجند عدد من شباب تنظيم حركة “فتح” للعمل في الإذاعة.

منهم من أصبح مذيعًا كالمرحوم بركات زلوم، ومنهم من نبغ في الكتابة كيحيى رباح..

الذي نجح في كتابة القصة القصيرة والوجدانيات فهو صاحب حسّ مرهف.

وعندما أقرّت الإذاعة نظام البرمجة خاصة بعد خروجنا من الأردن كان من بين تلك البرامج..

البرنامج الوجداني “كلمات الى فلسطين” وتم تسجيل المقدمة التي كانت تسمى (التتر)

بصوت صاحب أدفأ صوت عندنا وهو المرحوم رسمي أبو علي

وهو أول من اذاع بصوته الحلقات الأولى من هذا البرنامج..

ثم تناوبنا عليه أنا ونبيل والمرحوم بركات زلوم والمرحوم مريد البرغوثي.

كان يحيى يختار الكلمات والعبارات الواجدانية التي تمس شغاف القلب..

لدرجة أن بعض الزملاء اعتبرها شعرا وجدانيا.

لكنه في بعض الاحيان كان يكتب عبارات حماسيّة تخرج

من حنجرة المذيع منا كالرصاص عندما يكون الحدث حاميًا وكأننا في حالة اشتباك مع العدو.

تم اختيار يحيى في فترة وجودنا في بيروت مفوضًا سياسيًا في مؤسسة التفويض السياسي لقوات العاصفة

التي كان يرأسها المرحوم خطاب “عزت ابو الرب”

ومع ذلك لم ينقطع عن كتابته للإذاعة متنقلاً بين الجنوب اللبناني حيث قوات الثورة الفلسطينية..

وبيروت حيث الإذاعة ومقر التفويض السياسي.. وقد زاملته أيضًا في التفويض السياسي

بعد أن اختارني رمزنا الراحل أبو عمار مفوضًا سياسياً لجيش التحرير الفلسطيني.

وأصبحت يومها عضوًا في الهيئة العليا للتفويض السياسي لقوات الثورة الفلسطينية.

بعد خروجنا من بيروت وفي فترة لاحقة تمّ اختيار يحيى رباح سفيرًا لفلسطين في الجمهورية اليمنية.

وبعدها تفرغ للعمل في هيئة التعبئة والتنظيم لحركة “فتح” في غزة وكان له مقال يومي في جريدة “الحياة الجديدة”.

وللأسف عندما انقلبت “حماس” على السلطة الوطنية وعاثت خرابًا في غزة اعتقلته “حماس” بسبب كتاباته الجريئة في “الحياة الجديدة”

و التي كانت تفضح ممارساتهم وعذبته وكسّرت أطرافه..

وبعد اطلاق سراحه ذهب إلى رام الله حيث استمر عمله بكتابة مقاله اليومي في “الحياة الجديدة”.

منذ شهر مضى اتصلت به هاتفيًا علنًا نراجع سيرة أيامنا في الإذاعة في القاهرة وبيروت ودرعا،

لكن حاسّة السمع لديه كانت ضعيفة فلم يسمعني

وكان مرافقه يفسّر له كلامي وسمعت ضحكاته عندما علم أن من يحدثه هو رفيق دربه خالد مسمار وكان يكيل لي المديح.

تسلم المرحوم يحيى مهمام كثيرة ذكرتها حركة “فتح” في بيانها وكذلك اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة،

لكنني أريد ان أزيد ان يحيى تسلم قيادة إذاعة الثورة في الجزائر عندما عرضت علينا جزائر الثورة

كل موجاتها العاملة وقبل دخولنا الوطن تسلم ادارة اذاعات الثورة التي كان مقرها بغداد.

رحم الله الصديق والزميل العزيز، الكاتب الكبير.. رفيق درب الكلمة الأمينة في “صوت العاصفة”

وفي التوجيه السياسي في الوطن والشتات فإلى جنات الخلد أيها الحبيب..

كنت تكتب لنا وللشهداء وللشعب كلمات الى فلسطين.. وها أنا أكتب لك اليوم..

وعزائي لكل رفاق دربنا ولأخته العزيزة فاطمة وأخيه العزيز حسن رباح “ابو حسام” وأبنائه وأسرته جميعًا..

إنا لله وإنا إليه راجعون

المصدر: الحياة الجديدة

الاخبار العاجلة