بايدن نسخة اميركية مختلفة عن ترامب

2 مايو 2020آخر تحديث :
بايدن نسخة اميركية مختلفة عن ترامب
بايدن نسخة اميركية مختلفة عن ترامب

بقلم: باسم برهوم 

لا اعتقد ان للرئيس ترامب مثيلا، فهو نسخة فريدة بسوئها، انه شخص من خارج منظومة الانسانية القيمية والأخلاقية. وبالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، فان ترامب تبنى المشروع الصهيوني بنسخته اليمينية المتطرفة. فهو بذلك ارتكب بحقنا جرائم سياسية وانسانية لا يمكن غفرانها او نسيانها. انطلاقا من هذه القاعدة فإن اي رئيس قادم هو بالتأكيد افضل من ترامب.

هذا التقديم جاء بعد ما نشر على لسان مرشح الحزب الديمقراطي جون بايدن بانه سيبقي سفارة بلاده في القدس ان هو فاز في الانتخابات. نحن نرفض جملة وتفصيلا هذا الموقف، ولكن علينا ان نلاحظ الفارق عبر قراءة التصريح كاملا. بايدن بالرغم انه سيبقي السفارة الاميركية في القدس الا انه قال ان نقلها من تل ابيب الى القدس قبل التوصل الى اتفاق فلسطيني إسرائيلي كان خطأ، كما انه اعلن التزامه بحل الدولتين واعطى إشارة ضمنية ان مصير القدس الشرقية لم يحسم بعد عندما قال انه سيعيد فتح قنصلية بلاده في القدس الشرقية لاعادة فتح الحوار مع الفلسطينيين وتشجيع الجانبين على التوصل لاتفاق.

عند تقييمنا لمواقف بايدن، يجب الا يفوتنا انه مرشح للرئاسة الأميركية. لذلك لا نبحث هنا عن مواقف انقلابية على السياسة الأميركية التقليدية المنحازة لإسرائيل. لأنه لو كان الامر كذلك، لكنا امام دولة ليست الولايات المتحدة الاميركية. ان ما نبحث عليه في مواقف بايدن الا يكون منحازا بشكل اعمى لإسرائيل كما هو حال ترامب الان. مواقف بايدن بالرغم من انحيازها الواضح لإسرائيل الا انه اقل عدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية.

فالواضح ان بايدن يريد ان يعيد السياسة الاميركية الى سابق عهدها، ليس تجاه القضية الفلسطينية بل تجاه العالم ككل

فالواضح ان بايدن يريد ان يعيد السياسة الاميركية الى سابق عهدها، ليس تجاه القضية الفلسطينية بل تجاه العالم ككل، بمعنى ان تحترم هذه السياسة بحدود معقولة القانون الدولي وتقاليد وقيم السياسة الدولية وفي هذا اختلاف كبير عن ترامب الذي تعامل مع غالبية الدول  بانها عدو بما في ذلك حلفاء اميركا التقليديون في الاتحاد الاوروبي وغيره من الدول.

لا نتوقع الكثير من بايدن، ولكنه بالتاكيد نسخة اميركية اقل تطرفا من ترامب

صحيح اننا لا نتوقع الكثير من بايدن، فهو يمثل وسط الحزب الديمقراطي. ولكنه بالتاكيد نسخة اميركية اقل تطرفا من ترامب ولا بتبني صفقة ترامب التي تهدف الى تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بالكامل، هو مؤيد لإسرائيل بالتأكيد ولكن ليس بالشكل المتطرف وليس بالمنطق الذي يريده نتنياهو وتكتل اليمين المتطرف الصهيوني.

بايدن عندما كان نائبا للرئيس اوباما كان مناصرا لإسرائيل ولكن بالمقابل كان مؤيدا لحل الدولتين  ويعتبر الاستيطان عقبة في وجه السلام. فهو في النهاية مرشح للرئاسة الأميركية لكنه في كل الاحوال نسخة اميركية مختلفة عن ترامب وعلى هذا الأساس  يمكن ان نبني مواقفنا وسياستنا والدليل تخوف نتنياهو، الذي عبر عنه بشكل واضح من فوز هذا الرجل.

المصدر الحياة الجديدة
الاخبار العاجلة