جريمة يندى لها الجبين

20 يونيو 2020آخر تحديث :
جريمة يندى لها الجبين
جريمة يندى لها الجبين

بقلم : عمر حلمي الغول
جريمة جديدة ترتكبها ميليشيات الإنقلاب الأسود على عائلة مناضلة جسدت بتجربة أفرادها جميعا وخاصة الجدة الكبرى أم جبر وشاح، وابنها المناضل جبر، اسير الحرية لعقدين من الزمن قضاهما دفاعا عن قضيته الوطنية تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تكشف مجددا الوجه القبيح والمخزي للإنقلابيين من جماعة الإخوان المسلمين. وتؤكد للقاصي والداني أن حركة حماس، حركة مرتدة، ومعادية لمصالح الشعب، ومتسلطة على حقوق وحريات الجماهير.
حركة حماس وميليشياتها الإرهابية البغيضة لم تتورع عن تدنيس كل مظهر إيجابي، وضرب كل ظاهرة مشرقة في اوساط الشعب، والتعدي على الحرمات والمقدسات وفي طليعتها الدينية، وإنتهاك حقوق وحريات ابناء الشعب من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، والتطاول على القامات الوطنية والإجتماعية والفصائلية، حتى من التيار الإيجابي من ذات الحركة، وإعمال الحقد الأسود ضد كل من يخالفها الرأي والموقف، أو يدافع عن خيار الوطنية والشرعية. وما جرى أول امس الخميس الموافق 18/6/2020 ضد عائلة المناضل الملتزم والوحدوي جبر وشاح، ليس سوى إعتداء جديد، لن يكون الأخير. لكنه إعتداء وحشي يعكس كم الحقد الدفين على العائلة الأبية، عائلة عميدة أمهات اسرى الحرية، ام جبر، التي مثلت روح التحدي والإصرار في مواجهة الغزاة المستعمرين الصهاينة على اكثر من جبهة وصعيد، وإن كان ابرزها تمثلها حقيقة دور الأم لكل اسرى الحرية من فلسطينيين وعرب دون إستثناء، ودون تمييز بين إنتماءاتهم الحزبية والفصائلية، بل كانت اما رؤما لكل المناضلين وليس لسمير القنطار اللبناني فقط، بل للجميع وبغض النظر عن جنسياتهم الوطنية
شاءت حركة الإنقلاب الأسود كسر مكانة وهيبة وحضور العائلة الشجاعة من خلال الإعتداء عليها دون سبب يذكر، سوى إفتعال معركة وهمية عنوانها “التصدي للتعديات على الشوارع في مخيم البريج وسط قطاع غزة.” حيث اصدرت إحدى المحاكم الموجهة، والمرتهنة لسياسات قادة الإنقلاب حكما بإزالة تلك التعديات، ولم تكن عائلة ام جبر وشاح ضد الإزالة، ولكنها طالبت بإزالة كل التعديات الموجودة في الشارع الذي تقيم فيه. لكن ميليشيات عصابة حماس أبت إلا ان تزيل الجزء الصغير الموجود في بيت المناضل جبر دون غيره من العباد في الشارع، وخاصة انصار ومحازبي حركة الإنقلاب الإخوانية. بيد ان العائلة رفضت التمييز بين العباد، وتصدت لجرافة وميليشيا الإنقلاب مما حدا بهم الإعتداء على النساء والأطفال والشباب والرجال دون تمييز، وإستهدفت بشكل مباشر ايقونة الدفاع عن اسرى الحرية، ام جبر وشاح التسعينية، وعلى جبر ذاته المناضل، والذي يعمل منذ خروجه من الأسر في إحدى منظمات حقوق الإنسان دفاعا عن الأسرى والحقوق الوطنية الفلسطينية، كما وتعرضت شقيقتين بالإضافة لإبنائه وابناء اخوته للضرب والإعتقال. ونتيجة لذلك تم نقل ام جبر وبناتها إلى المستشفى للعلاج. ليس هذا فحسب، بل ان الناطق باسم الميليشيات الإرهابية أدلى بتصريحات كاذبة، لا اساس لها من الصحة، كما نشر أخبارا ملفقة على لسان المناضل وشاح، نفاها فورا هو وابناء اخوته.
الجريمة الجديدة تؤكد ان حركة الإنقلاب الإخوانية غير الإسلامية المأجورة ماضية في غيها، وإرهابها، وتطاولها على حقوق الشعب عموما ورموز نضاله الوطنية في محافظات الجنوب وخاصة نسائه، والتي تحتل المناضلة ام جبر مكانة رفيعة في هذا الحقل، وعنوانا من ابرز عناوينه، ورائدة من رواد العطاء بهدف تهشيم صورة ايقونة النضال النسوي والوطني ام جبر، وابنها صاحب التجربة المميزة في الكفاح الوطني وداخل زنازين وباستيلات الإستعمار الإسرائيلي، وإرسال رسالة للكل الوطني، ان قادة الإنقلاب الأسود لا تعير اهتماما للمناضلين، ولا تهتم بهم، بل تعمل العكس تماما بهدف الإساءة لكفاحهم ودورهم الوطني، وضرب هيبتهم في اوساط الجماهير الفلسطينية، والإنتقاص من شموخهم وكرامتهم الشخصية والوطنية والإجتماعية.
الجريمة القذرة، التي إرتكبتها ميليشيات حركة الإنقلاب الحمساوية تملي على الجميع الوطني فصائل وشخصيات ومنظمات مجتمع مدني والقطاعات الإجتماعية المختلفة في محافظات الجنوب التحرك بسرعة للحد من جرائم الإنقلابيين، والتصدي لتغولهم وإرهابهم وإنتهاكاتهم الخطيرة ضد ابناء الشعب عموما والمناضلين والمناضلات خصوصا حماية لمكانتهم، ولدورهم الريادي، لا سيما وأن الواجب يفرض على الجميع تكريمهم، ومنحهم الأوسمة، وليس إرتكاب الجرائم بحقهم، واتمنى على الأخ الرئيس ابو مازن ان يكرم عميدة امهات الأسرى الأبطال بوسام الجدراة والشجاعة تقديرا لمواقفها، وحفاظا على كرامتها، وصونا للمرأة الفلسطينية حارسة نيراننا وأحلامنا، ومربية أجيالنا ..

الاخبار العاجلة