“جماليّات الخط العربي”.. معرض جماعي يمزج الخط بالشعر بالتشكيل

11 سبتمبر 2023آخر تحديث :
"جماليّات الخط العربي".. معرض جماعي يمزج الخط بالشعر بالتشكيل
"جماليّات الخط العربي".. معرض جماعي يمزج الخط بالشعر بالتشكيل

كتب يوسف الشايب:المتجوّل في “ممشى الفن”، الزاوية المستحدثة في معرض فلسطين الدولي للكتاب بدورته الثالثة عشرة،

أول من أمس، حيث المعرض الجماعيّ “جماليّات الخط العربي”، يرى مزيجاً متنوعاً من اللوحات التي تتكئ على الخط العربي بمدارسه

المتعددة بتعدد مبدعيها، تتلاقح مع أشعار ومقولات لكبار الأدباء الفلسطينيين كمحمود درويش، وإبراهيم طوقان، وجبرا إبراهيم جبرا،

وغيرهم، وامتزاج كلّ ذلك بتقنيات تشكيلية مُغايرة جعلت منها لوحات.
ولم يكتف الفنّانون الخطّاطون المشاركون بتقديم لوحاتهم في “الممشى” الملاصق لقاعة “سلمى الخضراء الجيوسي”، حيث تنتظم الندوات،

لكنهم كانوا يصنعون لوحاتهم المخططة مُباشرة لجمهور المعرض، بناء على ما يطلبه كل منهم، ومن على طاولة نُصبت خارج الممشى

وقرب مدخل قاعة الندوات، بحيث شكلت هذه الزاوية مزاراً شهد اكتظاظاً ملحوظاً للداخلين والخارجين إلى ومن أرض المكتبة

الوطنية الفلسطينية في بلدة “سردا”.

الفنّان الخطّاط ساهر الكعبي

أحد المشاركين الستة في المعرض أكّد أنه “من المهم جداً أن يحضر فن الخط العربي في تظاهرة ثقافية مهمة

تحدث على أرض فلسطين كمعرض الكتاب، بحيث يسلط الضوء على فن الخط وجماليّاته، كي يتعرف الجمهور

على هذا النوع من الفنون في فلسطين، والإمكانيّات الجمالية للكتابة العربية”، معرباً عن أمله في تطوير هذا المعرض

وتوسعته لجهة معرض خاص بفن الخط العربي في فلسطين، يضم المزيد من الخطاطين، لافتاً إلى أن تنوع مشارب

الخطّاطين المشاركين يمثل مدارس فنيّة متعددة أتيح للجمهور التعرف عليها، وبأنواع مختلفة من الخطوط.
بدوره، أشار الفنّان الخطّاط عادل فوزي عودة إلى أهمية حضور فن الخط العربي في معرض الكتاب، باعتبار أن القراءة والكتابة توأمان،

مؤكداً أن من شأن معرض “جماليّات الخط العربي” أن يسهم في انتشار هذا النوع من الفنون لدى شرائح مجتمعية متعددة،

ومن فئات عمرية وجغرافيات متنوعة، مؤكدة أن حدثاً كهذا ننتظره كخطاطين فلسطينيّين منذ زمن.

الفنّان الخطّاط بلال بحر

من جهته، أكد الفنّان الخطّاط بلال بحر على أن الخط العربي فنٌ يحاكي الروح، وهو تجسيد لما يعتمل في النفس على الورق،

لافتاً إلى أن الجمهور الغربي في معارض شارك فيها خارج فلسطين كان يسأله عن سرّ جماليّات الخط العربي، فكان يجيب

بأن مرد ذلك باعتباره فنّاً يتأتى من دواخل الإنسان، وبأنه يضيف بجماليّاته، خاصة خط الثلث، برأيه، عظمة إلى المعاني العظيمة

للعبارات التي يجري تخطيطها، مشدداً على أهمية تبادل خبرات الخطّاطين الفلسطينيين وتواصلهم مع بعضهم البعض،

وهو ما حقّقه معرض “جماليّات الخط العربي”، معرباً عن أمله بأن يؤسس لمعارض مستدامة وأكثر اتساعاً، بحيث تحتضن

فلسطين مستقبلاً معارض عالمية للخط العربي.
وكان لافتاً تلك اللوحتان المُغايرتان اللتان تمزجان الخط بالشعر بالتشكيل بشكل بارز لدى الفنّان الخطّاط محمد شلبي، أولاهما

تتكئ على مقطع من رائعة محمود درويش “أثر الفراشة”، قال فيه: الهوية هي ما نُورث لا ما نَرث، ما نخترع لا ما نتذكر.. الهوية

هي فسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كلّما أعجبتنا الصورة”، معطياً المساحة الأكثر اتساعاً لمصطلح “الهوية” الذي يتقابل في

محاكاة مرآوية للنص، وملوّناً بألوان العلم الفلسطيني، بينما الثانية تأخذ ذات النمط التكويني، وتتكئ على مقولة للروائي والمترجم

والناقد والفنان التشكيلي جبرا إبراهيم جبرا، مفادها: “الفن يشير إلى تحرر الإنسان في ساعات إبداعه ليعطي مذاق الحرية للآخرين إلى الأبد”.
جدير بالذكر أن الفنّانين الخطّاطين المشاركين في المعرض هم: محمد شلبي، وساهر الكعبي، وبلال محمود أحمد بحر، وعبد الوهاب

عبد الله محمد سليمان، وعادل فوزي عودة، و”محمد العزيز” عاطف.

المصدر صحيفة الايام

الاخبار العاجلة