حماس تنشر الفتنة

20 ديسمبر 2020آخر تحديث :
حماس تنشر الفتنة
حماس تنشر الفتنة

بقلم عمر حلمي الغول
منذ وجدت حركة حماس في المشهد الفلسطيني، وقبل إعلانها الرسمي عام 1988 عن نفسها، ومنذ زمن المجمع الإسلامي، وهي تعمل على تفتيت وحدة الشعب العربي الفلسطيني، الذي لم يعرف على مدار تاريخ وجوده، وتمثله إنتمائه الوطني والقومي تمييزا عنصريا بين اتباع الديانات السماوية، ولم يفرق الفلسطينيون بين مواطن ومواطن إلا بممقدار إنتمائهم الوطني، ولم يقعوا في خطيئة التمييز على اساس الدين او الطائفة او المذهب ولا العرق او اللون او الجنس، لإنهم جميعا سواسية كاسنان المشط، شركاء في الدم والمصير والدفاع عن القضية والمشروع الوطني، وموحدون في مواجهة الإستعمار الصهيوني. لا فرق بين مسيحي ومسلم، ولا بين شركسي ودرزي، ولا بين غني وفقير، لإن هدفهم واحد، ومشروعهم واحد يتمثل في محاربة الإستعمار وصولا للحرية والإستقلال والعودة وتقرير المصير.
آخر عناوين التفرقة والتمييز العنصري البغيض، الذي تعمل عليه حركة الإنقلاب الأسود، هو التحريض على ابناء الشعب من اتباع الديانة المسيحية، الذين يستعدون للإحتفاء بذكرى ومناسبة عيد الميلاد المجيد الموافق 24 و25 من كل عام، والعمل على تأليب الجماهير الفلسطينية على بعضها البعض، ونشر الفتنة والبغضاء من خلال وعاظ ما تسمى “وزارة الأوقاف” الحمساوية، حيث وجه المدعو وليد احمد عويضة، مدير عام الادارة العامة للوعظ والارشاد يوم الثلاثاء الماضي الموافق 15 /12 /2020 رسالة موجهة لما يسمى وكيل الوزارة المدعو عبد الهادي سعيد الأغا، يبلغه فيها عن تعميمه للوعاظ “للحد من التفاعل مع الكريسماس”، وطالب فيها محاربة عيد الميلاد والمحتفلين به من ابناء الشعب عبر الدعوة الاليكترونية ونشر مواد الفيديو ونشر فتاوي فاسقة اضافة لخطب الجمعة والاذاعات المحلية والجولات الميدانية والفضائيات ومنابر الاعلام المختلفة، والذي صادق عليها بخط يده.
حملة التحريض الرخيصة والجبانة تهدف لتعميق الإنقسام والشرخ الإجتماعي والديني والوطني بين ابناء الشعب الواحد الموحد، وتناسى اولئك المخربون أن السيد المسيح عليه السلام، هو رسول الله، وهو الفدائي الفلسطيني الأول، الذي صلبه اتباع الديانة اليهودية، ولكنه شبه لهم، وهو ابن السيدة العذراء مريم عليها السلام، التي كرمها العلي القدير في كتابه الحكيم، وهو رجل التسامح والمحبة والعطاء، الذي كرمه القرآن الكريم. إذا كنتم لا تقبلوا القسمة على كل ابناء الشعب، كيف لكم ان تقبلوا بالمصالحة والوحدة الوطنية؟ أليست هذة الجريمة الجديدة القديمة دليل جديد على رفضكم لوحدة الشعب والقضية والاهداف الوطنية؟ وهل هناك تخريب وفتنة اكثر من هذة إلآ الإنقلاب الأسود؟ الم تتعلموا لمرة واحدة أن الدين لله، والوطن للجميع؟ ولماذا تلجؤون لتعميق الإنقسام؟ ما هي مصلحتكم؟ وما هي النتائج المرجوة من وراء ذلك سوى مزيد من الدمار والتخريب والعبث بالسلم الأهلي والوطني؟ وهل ابقيتم احدا من اتباع الديانة المسيحية في قطاع غزة؟ الم تهجروا الآلاف منهم خشية على ارواحهم وابناؤهم؟ ومن المستفيد سوى العدو الصهيوني ومن يدورون في فلكه امثالكم؟
لعل هذا التعميم الأصفر والخبيث يكون رسالة واضحة اولا لفصائل العمل الوطني، التي تغطي الشمس بغربال ممزق أكثر مما هو مليء بالثقوب، وثانيا لبعض رجال الدين المسيحي، الذين تم رشوتهم، وشراء صمتهم على الإنتهاكات الخطيرة التي إرتكبتها وترتكبها حركة الإنقلاب الإخوانية؛ ثالثا رسالة للنخب السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، التي تهرب من مسؤولياتها في فضح وتعرية ممارسات وإنتهاكات حركة حماس ضد ابناء الشعب عموما واتباع الديانة المسيحية خصوصا، رابعا لإدعياء الوحدة من الحمساويين ليراجعوا انفسهم، ويعيدوا النظر بسياسات حركتهم الإنقلابية.
آن آوان الخروج عن دائرة الصمت، والتلطي حول وخلف كذبة “المقاومة” التي ترددها حركة حماس الكاذبة. والتصدي لسياسات التمييز التخريبية، والوقوف صفا واحدا في مواجهة الإنقلابيين، الذين تاجروا بالدين، والدين الإسلامي منهم براء.ولان من يريد المقاومة عليه اولا وعاشرا والف ان يوحد القوى وقطاعات وفئات وشرائح وطبقات الشعب خلف برنامج وطني جامع، لا ان يمزق النسيج الوطني والإجتماعي؛ ثانيا طي صفحة الإنقلاب الاسود مرة وإلى الابد؛ ثالثا الإلتزام بالنظام والقانون الأساسي (الدستور) الذي كفل مساواة جميع ابناء الشعب امام القانون؛ رابعا حماية وإحترام حقوق اتباع الديانة المسيحية، وتعميم سياسة التسامح والتآخي والوحدة دون تمييز بين مواطن ومواطن بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه وجنسه. والألتزام بالمقولة القائلة: لا فضل لإنسان على إنسان إلآ بالنضال والدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية العليا. كفى فتنة وتخريبا، وكفى عبثا بالوطن والمواطن. وعيد ميلاد مجيد لكل ابناء الشعب من مسلمين ومسيحيين، لإن عيد ميلاد السيد المسيح ليس عيدا دينيا، وانما عيدا وطنيا بامتياز ايضا.

الاخبار العاجلة